الدفاع الإنكليزي على المحك الفرنسي
ستكون مواجهة الغد السبت الأولى بالأدوار الإقصائية في مسابقة كبيرة بين الجارين منتخب إنكلترا الملقب ب «الأسود الثلاثة» ونظيره منتخب «الديوك» الفرنسي في ربع نهائي مونديال قطر 2022 لكرة القدم.
وانتهت آخر مباراة جمعت المنتخبين في 13 يونيو 2017 الماضي في سان دوني بفوز فرنسا على إنكلترا (3-2)، في مباراة ودية شهدت طرد مدافعه رافايل فاران في بداية الشوط الثاني، وثنائية هاري كين.
وكان وقتها كيليان مبابي في سن الثامنة عشرة، وخاض مباراته الدولية الرابعة دون أن ينجح في افتتاح سجله التهديفي مع الديوك، وحرمته العارضة من ذلك، لكنه كان حاسماً بتمريرة الهدف الثالث الذي سجله ديمبلي. وقبلها خسر الفرنسيون أمام الإنكليز بهدفين نظيفين لديلي آلي وواين روني، في مباراة ودية، في 17 نوفمبر 2015 بلندن.
وفي كأس العالم، تترك المواجهتان السابقتان بين المنتخبين ذكرى سيئة للزرق، حيث خسروا مرتين أمام الأسود الثلاثة في الدور الأول، الأولى انتهت بفوز إنكلترا على فرنسا (2-صفر) في 20 يوليو 1966 بلندن، والثانية بنتيجة (3-1) للإنكليز في دور 16 بمونديال إسبانيا يونيو 1982 في بلباو.
لكن في كأس أوروبا 2004 قلب زيدان كل شيء، بعدما تأخرت فرنسا في الشوط الأول بهدف حارس المرمى فابيان بارتيز بعد تصديه لركلة جزاء انبرى لها ديفيد بيكهام، وزين الدين زيدان الذي سجل هدفين في الوقت بدل الضائع من ركلة حرة ثم ركلة جزاء لتفوز على إنكلترا (2-1) في لشبونة.
معضلة مبابي
وسيكون المنتخب الإنكليزي ومدربه غاريث ساوثغيت أمام معضلة إيقاف كيليان مبابي، التي عجز أي فريق عن حلها حتى الآن في النهائيات القطرية، وربما يجد الحل بالانتقال من خطة 3-3-4 الى 3-4-3 أو 2-5-3، ما سيسمح لكايل ووكر بالانتقال من الظهير الأيمن لقلب الدفاع للتصدي لقوة مبابي وزميله عثمان ديمبلي.
وتحوم الشكوك حول مشاركة لاعب وسط المنتخب الإنكليزي ديكلان رايس بعد غيابه عن التدريبات قبل ثلاثة أيام، حيث أكدت مصادر مقربة للمنتخب الإنكليزي أن اللاعب مريض دون إعطاء مزيد من التفاصيل عن طبيعة أو شدة الأعراض، بينما يواصل المهاجم البديل كالوم ولسون أيضاً علاج «إجهاد عضلي خفيف».
وسيكون غياب رايس مؤثراً جدا على تشكيلة المدرب غاريث ساوثغيت، لأنه لا يملك بديلاً بقيمته، لأن مايسون ماونت أو كالفين فيليبس لاعبان أكثر هجوماً، فيما تنقص كونور غالاغر الخبرة (4 مباريات دولية).
قوة فرنسا الضاربة
ولعل مبابي سيشكل القوة الضاربة للمنتخب الفرنسي، إلا أن الانضباط التكتيكي الذي فرضه المدرب ديديه ديشان أبرز سمات «الديوك» منذ تتويجهم بمونديال 2018.
كما أن المنتخب الفرنسي يعتمد بشكل كبير على خبرة اوليفر جيرو وانطوان غريزمان الذي أصبح يشغل أكثر من مركز داخل الملعب، حيث بات غريزمان أحد أهم صانعي اللعب لمنتخب بلاده في هذا المونديال.
ويسعى المنتخب الفرنسي ليكون أول منتخب يحتفظ باللقب بعد البرازيل في 1958 و1962، والثالث بالجمل بعد إيطاليا 1934 و1938، وإذا أراد ذلك فعليه تخطي عقبة الإنكليز الذين لم يعودوا كما السنوات السابقة وأصبح فريقهم أكثر قوة واتزانا.
مبابي يعود للتدريبات
عاد كيليان مبابي للتدريبات الجماعية لمنتخب فرنسا تحضيراً لمباراة ربع نهائي كأس العالم 2022 ضد إنكلترا غداً.
وأكد مدافع ليفربول إبراهيما كوناتي أن مبابي لا يعاني من أي إصابات، وأن عدم انضمامه للتدريب مع بقية المجموعة كان للاعتناء بنفسه، وهو ما اتفق عليه مع المدرب ديدييه ديشان.
وتشير وسائل الإعلام المختلفة إلى أن لاعب باريس سان جرمان يعاني مشاكل في الكاحل، لكنها لم تؤثر على أدائه مع «الديوك»، إذ سجل خمسة أهداف، مما يضعه في صدارة هدافي المونديال حتى الآن. وكانت فرنسا قد فازت على بولندا 3-1 الأحد الماضي في دور ال 16 لتتأهل لملاقاة إنكلترا السبت في ربع النهائي على استاد البيت.