خلافات إسرائيلية بعد مقتل 6 رهائن في غزة
إضراب عام يغلق مطار تل أبيب للضغط على نتنياهو من أجل صفقة تبادل
عثر الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك على جثث 6 محتجزين بغزة، أمس، واتهم حراسهم بتصفيتهم قبل وصوله إلى مكان احتجازهم بوقت قصير، الأمر الذي أجّج نار الخلافات داخل الائتلاف اليميني الحاكم، إذ دعا وزير الدفاع يوآف غالانت إلى إبرام صفقة فورية مع «حماس» لإنقاذ أرواح بقية الأسرى، فيما اتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحركة الفلسطينية برفض الاتفاق وتوعّد بتدفيعها الثمن.
وعقب انتشال جثث المختطفين الـ 6 من رفح، نشر نتنياهو بياناً خاطب فيه الإسرائيليين بقوله: «نحن نقاتل على جميع الجبهات ضد عدو وحشي يريد قتلنا جميعاً. أولئك الذين يقتلون المختطفين، لا يريدون التوصل إلى اتفاق، أقول لإرهابيي حماس الذين قتلوا مختطفينا، وأقول لقادتهم: تحملون دماءكم ورؤوسكم على أكتافكم، ولن نرتاح حتى نصل إليكم وسنحاسبكم».
وزعم نتنياهو أنه ملتزم بشكل شخصي وحكومته بمواصلة السعي للتوصل إلى الصفقة التي طرحتها الولايات المتحدة بوساطة مصرية - قطرية، بهدف استعادة بقية المختطفين الإسرائيليين بالقطاع.
في موازاة ذلك، قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، إن مقتل الرهائن محاولة من «حماس» لـ «إجبارنا على الاستسلام والقبول بمطالبها، والسماح لها بالبقاء واستعادة قدراتها ومهاجمة إسرائيل مرة أخرى ضمن خطة الإبادة الإيرانية»، ودعا إلى «تقليص مساحة غزة وتطهير المنطقة الواقعة على عمق كيلومترين على طول القطاع»، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 331 يوماً.
وشدد على أن «الكابينيت سيصعّد الحرب حتى تدمير حماس وتحرير الرهائن».
في المقابل، دعا غالانت إلى أن يتراجع مجلس الوزراء السياسي الأمني (الكابينيت) عن قرار اتخذه الخميس الماضي، ووفقا له يبقى الجيش الإسرائيلي مسيطراً على محور فيلادلفيا الفاصل بين غزة ومصر، لتسهيل إبرام الصفقة.
وأضاف: «لقد فات الأوان بالنسبة إلى المختطفين الذين قُتلوا بدم بارد، ويجب إعادة المختطفين الذين بقوا في أيدي (حماس) إلى ديارهم. ودولة إسرائيل ستحاسب كل قادة الحركة وقتلتها».
انتقادات وضغوط
في غضون ذلك، تزايدت التحركات والضغوط الداخلية بالدولة العبرية لتحرير الرهائن عبر الاتفاق مع «حماس»، حيث دعا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى إتمام الصفقة وإنقاذ حياة المحتجزين، قائلاً: «علينا التحلي بالشجاعة وإجراء صفقة تبادل تعيدهم أحياء».
وطالب زعيم المعارضة يائير لابيد بقطع الإجازة الصيفية لـ «الكنيست»، من أجل عقد جلسة طارئة لإقرار قانون يقضي بإجراء الصفقة وإعادة من تبقّى من المحتجزين أحياء، فيما تعالت دعوات لتعطيل الأنشطة الاقتصادية، للمطالبة بالصفقة، وسط سخط عام واتهامات لنتنياهو بأنه يعمل على إبقاء حكومته على حساب أرواح الرهائن والأسرى. كما دعت بلدية تل أبيب إلى إضراب عام للتضامن مع عائلات الرهائن. ودعا اتحاد نقابات العمال «الهستدروت» إلى اضراب شامل اليوم وأعلن أن مطار تل أبيب سيتوقف، معتبراً أن «صفقة تحرير الرهائن لا تتقدم لأسباب سياسية».
مقتل 3 عناصر شرطة إسرائيليين بإطلاق نار في الخليل
وفي وقت سابق، أوضح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه تمّ العثور على الجثث في نفق على بعد كيلومتر واحد من المكان الذي عُثر فيه على الرهينة كايد القاضي حيّا الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أنه «وفقا لتقييمنا الأول، قُتلوا بوحشية على أيدي إرهابيي حماس».
في المقابل، حمّلت «حماس»، مسؤولية موت الأسرى لـ «الاحتلال الذي يصر على مواصلة حرب الإبادة والإدارة الأميركية بسبب دعمها للعدوان»، مشددة على أن «الأسرى قتلوا بالقصف الصهيوني، وعلى الرئيس الأميركي جو بايدن إن كان حريصا على حياتهم أن يوقف دعمه للعدو».
وأكد قيادي بالحركة أنها كانت قد وافقت على إطلاق سراح 3 من الرهائن الذين عثر على جثثهم ضمن الفئات الإنسانية، في حال تمّ التوصل إلى الصفقة التي اتهمت نتنياهو برفضها.
وألمح القيادي إلى أن بين الأسماء التي تمّت الموافقة عليها الإسرائيلي الأميركي هيرش غولدبرغ بولين.
صدمة أميركية
وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن شعوره بـ «الغضب والصدمة جراء القتل الوحشي الذي تعرّض له المختطف الأميركي، الذي عمل والداه جاهدين من أجل إطلاق سراحه في الولايات المتحدة».
وتعهّد بايدن بأن «يدفع قادة حماس ثمن الجرائم»، وشدد على أنه سيواصل العمل على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين.
كما هاجمت نائبة الرئيس كامالا هاريس «حماس»، وقالت إنها «لن تتراجع أبدا عن الالتزام بتحرير الأميركيين وجميع المحتجزين في غزة».
وقبل ذلك بساعات، قال بايدن إنه «لا يزال متفائلاً حيال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء حرب غزة التي حان الوقت لوقفها». وفي وقت واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حملتها الواسعة بالضفة الغربية لليوم السادس على التوالي، قتل 3 أمنيين بعملية إطلاق نار عند حاجز ترقوميا قرب الخليل.
وبينما دعا وزير الأمن القومي المتطرف بن غفير إلى فرض عقوبات جماعية على الفلسطينيين بالضفة، مؤكداً أن حياة الإسرائيليين أهم من حرية حركة الفلسطينيين، أعلن الجيش الإسرائيلي قتل مشتبه فيه بعد محاصرته في منزل قرب موقع الهجوم وترددت أنباء عن انتمائه إلى الحرس الرئاسي بالسلطة الفلسطينية. وفي وقت واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حملتها الواسعة بالضفة الغربية لليوم السادس على التوالي، قتل 3 أمنيين بعملية إطلاق نار عند حاجز ترقوميا قرب الخليل.
وبينما دعا وزير الأمن القومي المتطرف بن غفير إلى فرض عقوبات جماعية على الفلسطينيين بالضفة، مؤكداً أن حياة الإسرائيليين أهم من حرية حركة الفلسطينيين، أعلن الجيش الإسرائيلي قتل مشتبه فيه بعد محاصرته في منزل قرب موقع الهجوم وترددت أنباء عن انتمائه إلى الحرس الرئاسي بالسلطة الفلسطينية.
وفي حين بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية»، ناقش وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مع رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد مصطفى الجهود المبذولة بشأن الأزمة.