بعد كثير من التمليحات من المسؤولين الروس، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أمس، أن روسيا ستدخل تعديلات على عقيدتها النووية، في تصريح يعتبر الأكثر حسماً حتى الآن بشأن المضي قدماً في هذه التغييرات.
ونقلت وكالة «تاس» الروس عن ريابكوف القول، إن «العمل في مرحلة متقدمة، وهناك نية واضحة لإجراء تصحيحات»، مضيفاً أن القرار «مرتبط بمسار التصعيد الذي ينتهجه خصومنا الغربيون» فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا.
ولم يوضح المسؤول الروسي ما الذي سيترتب على هذه التغييرات، علماً أن العقيدة النووية الروسية الحالية، وفقاً لمرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين في عام 2020، تنص على أن روسيا قد تستخدم أسلحة نووية فقط في حالة وقوع هجوم نووي من عدو أو هجوم بأسلحة تقليدية يهدد وجود الدولة.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، تمكنها من إحباط هجوم واسع النطاق استهدف 15 منطقة بينها العاصمة موسكو باستخدام 158 طائرة مسيّرة.
وبعد أسبوع من إطلاق روسيا 200 صاروخ وطائرة مسيّرة في إحدى أكبر هجماتها منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامين، تبنى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس، الهجوم الكبير على موسكو و14 منطقة أخرى، معتبراً أن «ردّ الأوكرانيين على الإرهاب الروسي بكل الوسائل الضرورية لوضع حد له، هو أمر مبرّر بالكامل».
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت 9 مسيرات استهدفت موسكو ومنطقة العاصمة، لافتة إلى أن العدد الأكبر من المسيّرات، وهو 122، أسقطت فوق مناطق كورسك 46 وبريانسك 34 وفورونيغ 28 وبلغورود المحاذية لأوكرانيا 14. وبحسب مسؤولين محليين، فإن الهجوم تسبب في حريق بمصفاة نفط في موسكو ومحطة طاقة في منطقة تفير المجاورة لموسكو، بحسب مسؤولين محليين.
وبعد شهر على إطلاقه عملية برية واسعة في منطقة كورسك الروسية، كثّف زيلينسكي الضغوط على واشنطن للسماح لقواته بالتوغل في الأراضي الروسية وتوجيه ضربات في العمق.
وفي خطابه اليومي، وجه زيلينسكي نداء إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا قائلاً: «نحن بحاجة إلى القدرات اللازمة لحماية أوكرانيا بشكل حقيقي وكامل، نحن بحاجة إلى كل من الموافقات للقدرات طويلة المدى، وكذلك قذائفكم وصواريخكم طويلة المدى»، مشيراً إلى أن ممثليه «قدموا كل التفاصيل اللازمة» لشركاء أوكرانيا.
ورغم مواصلة أوكرانيا تقدمها في منطقة كورسك، حققت القوات الروسية تقدماً جديداً باتجاه مدينة بوكروفسك في دونيتسك شرق أوكرانيا، التي تعد محوراً لوجستياً مهماً بالنسبة إلى كييف وتشكّل هدفاً رئيسياً لموسكو.
وواصلت القوات الروسية اعتماد استراتيجية القضم، وأعلنت أمس، السيطرة على بلدتين إضافيتين في منطقة دونيتسك، تبعد إحداهما نحو 20 كلم عن بوكروفسك.
وأكد قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أن الوضع الميداني «صعب» في هذه المنطقة، مشيراً إلى أن القوات الروسية تتفوق «بالعديد والعتاد».
إلى ذلك، حاولت موسكو التقليل من أهمية تصريحات أدلى بها المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة دونالد ترامب، حول استعداده لحل كل القضايا الاشكالية مع روسيا وإنهاء حرب أوكرانيا «بغضون ساعات» لكن دون توجيه أي إشارات سلبية للرئيس السابق الذي يتهمه خصومه بأنه مؤيد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف «لا أعتقد أن هناك عصا سحرية. من المستحيل فعل أي شيء خلال 24 ساعة». وأشار إلى أن «الافتراضات بأن الرئيس الأميركي الجديد سيعلن في خطاب تنصيبه عن انتهاء الدعم لأوكرانيا ويدعو الأطراف للجلوس إلى طاولة المفاوضات، هي افتراضات خارجة عن نطاق الخيال».
وأوضح بيسكوف أن «التأثير التراكمي لخطوات الولايات المتحدة لانتهاك مصالح بلادنا تجاوز المستويات المقبولة»، مضيفاً: «كانت فترة رئاسة (الرئيس الأميركي جو) بايدن تتويجاً لكل هذه العمليات فيما يتعلق بمصير العلاقات الثنائية، وهي الآن بالفعل، تاريخياً، على الأرجح، في أدنى مستوياتها».