تحت عنوان «نداء للأمة العربية»، أكد مجلس العلاقات العربية والدولية أن الجرائم غير المسبوقة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي تجاه أهل غزة تمثل أكبر كارثة إنسانية من صنع الإنسان عرفتها البشرية في العصر الحديث، مبيناً أن الاحتلال يعمد إلى ارتكاب ثلاث جرائم حرب متوازية، ممثلة في الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، إلى جانب العقوبات الجماعية بما في ذلك حرب التجويع.

وشدد المجلس الذي يترأسه، محمد جاسم الصقر، في بيان، على أن حكام إسرائيل لن يرتدعوا إلا باتخاذ إجراءات عربية وإسلامية تستجيب لمطالب الشعوب العربية في عدة اتجاهات أولها التأكيد على إلزامية المرجعية السياسية التي أرستها مبادرة السلام العربية والتي اعتمدتها القمة العربية في بيروت عام 2002، وتكامل عناصرها وترابط تطبيقها بما في ذلك عملية التطبيع مع إسرائيل والتي لا يمكن أن تكون هدفاً مستقلاً بذاته، بل عنصر في السياق السليم لتطبيق المبادرة، وبما يحقق السلام الشامل والعادل في المنطقة، والذي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

Ad

وأكد ضرورة الالتزام بموقف عربي رسمي موحد وصلب داعم لجهود وقف العدوان الوحشي والهمجي المستمر على الشعب الفلسطيني يوازي الانحياز السافر من الولايات المتحدة للموقف الإسرائيلي المتعنت وسياسة الإبادة ومخططات التهجير القسري التي ينتهجها الاحتلال في تحدٍ صارخ للإجماع الدولي المطلق على إدانة تلك السياسات والممارسات الفاشية والتي تهدد بشكل خطير الأمن والسلامين الإقليمي والدولي.

ودعا الدول العربية إلى الانضمام لجنوب إفريقيا في قضية محكمة العدل الدولية حول الإبادة الجماعية، مع تنفيذ قرار القمة العربية الإسلامية بكسر الحصار المفروض على غزة، عبر تنظيم قافلة إنسانية جماعية من مجموع الدول العربية والإسلامية، معرباً عن تلاحم جميع الشعوب العربية والإسلامية بكل جوارحها في تأييد ودعم الشعب الفلسطيني وصموده البطولي، وخصوصاً في قطاع غزة، مع طموحها إلى ترجمة تأييدها إلى خطوات عملية ملموسة تفرض ضغطاً حقيقياً على حكام إسرائيل.

واعتبر أن حكام إسرائيل الفاشيين لم يكونوا ليتجرأوا على ارتكاب كل هذه الجرائم لولا تقاعس المجتمع الدولي، وسياسة المعايير المزدوجة، والدعم والحماية التي تقدمها الولايات المتحدة دون حدود لإسرائيل، والتي وصلت إلى حد منحها أسلحة وذخائر بقيمة 45 مليار دولار منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، في موازاة ضعف ردود الفعل الرسمية العربية والإسلامية وعجز المجتمع الدولي عن فرض تطبيق قرارات الأمم المتحدة واحترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية المتمثلة بالقرارات الأممية وحكم محكمة العدل الدولية.

وأضاف المجلس أن الأوضاع الإنسانية في القطاع وصلت إلى درجة كارثية، بعد حوالي أحد عشر شهراً من الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال مع هجمات غير مسبوقة ضد سكان الضفة الغربية، واستباحة تهويدية للمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

وذكر أن جيش الاحتلال يجمع بين القصف الوحشي والتدمير، مع حرب بيولوجية ضد سكان غزة، مما أوصل عدد الشهداء إلى خمسين ألفاً (بمن فيهم من هم تحت الأنقاض) وعدد الجرحى إلى 92 ألفاً، عدد كبير منهم معرضون للاستشهاد بسبب تدمير الاحتلال لمعظم المرافق الطبية، وتجاوز عدد المصابين بالأمراض 1.700.000 بمن فيهم 76 ألفاً مصابون بالتهاب الكبد الوبائي، وعشرات الآلاف المصابين بالأمراض الجلدية، كما بدأ وباء شلل الأطفال، الذي تم القضاء عليه سابقاً، في الظهور.

وأشار إلى أن 1.600.000 من سكان قطاع غزة محشورون الآن في شريط ضيق لا تتجاوز مساحته 24 كم مربع، مع حرمانهم من المياه النقية والغذاء والدواء والمساكن وأبسط مقومات الحياة الإنسانية، ومع ذلك «لا نجد أياً من الدول التي تنادي بحقوق الإنسان والديموقراطية تقف مع الشعب الفلسطيني»، الذي قُتِل منه دون ذنب 17 ألف طفل، بينهم 115 وُلِدوا وقتلوا خلال الحرب الوحشية.

ولفت إلى أن العدوانية الإسرائيلية ليست موجهة ضد طرف فلسطيني واحد كما يُعتقد، بل ضد الشعب الفلسطيني بكل قواه ومكوناته، وضد حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، مبيناً أن هدفها ضم وتهويد كل أراضي فلسطين دون استثناء ومحاولة تنفيذ التطهير العرقي للشعب الفلسطيني بأسره.