أقام الفنان التشكيلي عمر شاهين في قاعة بوشهري للفنون، في مقرها بالسالمية، معرضه الشخصي الثاني بعنوان «سُكُون»، تضمَّن 30 عملاً فنياً، اشتملت على الكثير من الرؤى التي استخلصها من مجموعة بورتريهات ذات مواصفات فنية خاصة، عبَّر من خلالها عن حالات إنسانية عديدة وذات أبعاد نفسية متنوعة رسمها بألوان الإكريليك. كما اهتم الفنان في سياق معرضه بالطبيعة، التي جاءت في أعماله برؤى رمزية وإيقاعات تجريدية تحتاج إلى بعض التفكير من أجل الوصول إلى مستوياتها الفنية.
وفي كلمة الفنان شاهين بالكتالوج التعريفي، قال: «لطالما بحثنا في أعماقنا عن جوهر أو مضمون، وأبحرنا بمخيلاتنا بعيداً في عمق السكون، وتخلينا عمَّا يحيط بنا، وتركنا ضجيج العالم من حولنا، وغصنا بداخلنا أكثر فأكثر، فتجلَّت المحبة الأزلية الراسخة في أعماقنا، حيث سكنا السحاب، وجُبنا الكواكب والمجرات، وأعماق بداخلنا تطفو بالحُب الأبدي المتصل بالنور الأعظم، فسكون الحياة عمق، وعمق الحياة السكون. دع الروح تتنفس ولتصعد عالياً، فما للمجهول عنوان بداخلنا، نصبح كشرنقة الحُب، نتخلَّى عن أجسادنا لتطفو الروح الجميلة ذات الأجنحة الملكية، فالدنيا سجن، ونحن المسجونون بها، فحطِّم جدار السجن وتحرَّر، فنحن المدن، ونحن قاطنوها، فمشاهدة الإنسان لسكونه هي محاولة فهم من الأنا الزائفة».
وأضاف: «يوماً ما سيأخذك قلبك إلى أعماق السكون، ويوماً ما سينتهي العمق عندما تجد أن نفسك دواء لنفسك، وروحك شفاء لروحك التي هي نسيج من حُب، ولا شيء سوى الحُب الأبدي، فأنت جزء من سيمفونية الكون الأزلي، إن لم تجد نفسك بداخلك، فلن تجدها في أي مكان، فالحُب لا يمكن أن يكون علاجاً للوحدة والانفراد والسكون، إن لم تكون أنت معك. القدر الإلهي يعرف مصيرنا، وحتى أدق تفاصيلنا، فعلينا أن نحكي قصتنا في صمت السكون».
من جانب آخر، ذكر شاهين أن المميز في هذا المعرض فكرته بحد ذاتها، التي تعتمد على الـ «سُكُون» التام، الذي يجعل كل شخص يصل إلى لحظة الأنا، التي تكون إما خيرة أو شريرة، وإذا كانت شريرة فهي من مكتسبات الدنيا.
وأشار إلى أنه اختار السكون في وسط الازدحام والصراعات التي «يعيشها كل فرد منا، فنحن نحتاج إلى لحظات السكون».
جدير بالذكر، أن شاهين حاصل على شهادة الفنون الجميلة من جامعة دمشق عام 2013، لديه مشاركات في معارض بالكويت وخارجها، منها مشاركة بغاليري نواه عام 2021، وباستديو زعابيل دبي عام 2021، وغاليري دن عام 2018، ومشاركة بمعرض تضامني عن فلسطين في برلين عام 2020.