واصلت أسعار النفط خسائرها صباح اليوم مع توقعات المستثمرين زيادة إنتاج مجموعة «أوبك+» من أكتوبر وتزايد مؤشرات ضعف الطلب في الصين والولايات المتحدة، أكبر مستهلكين للنفط في العالم، مما أثار المخاوف بشأن نمو الاستهلاك في المستقبل.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 56 سنتاً، أو 0.7 بالمئة، إلى 76.37 دولاراً للبرميل. ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 45 سنتاً، أو 0.6 بالمئة، إلى 73.10 دولاراً للبرميل.
وتأتي الخسائر بعد انخفاض بنسبة 0.3 بالمئة لخام برنت الأسبوع الماضي وتراجع بنسبة 1.7 بالمئة لخام غرب تكساس الوسيط.
وقالت ستة مصادر من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، أو المجموعة المعروفة باسم أوبك+، لـ»رويترز»، إن المنظمة على وشك المضي قدماً في زيادة إنتاج النفط المقررة اعتباراً من أكتوبر.
ومن المقرر أن تزيد ثماني دول أعضاء في «أوبك+» إنتاجها بمقدار 180 ألف برميل يومياً في أكتوبر، ضمن خطة للبدء في الإلغاء التدريجي لأحدث شريحة من تخفيضات الإنتاج البالغة 2.2 مليون برميل يومياً مع الاستمرار في إجراء تخفيضات أخرى حتى نهاية عام 2025.
وقال توني سيكامور محلل الأسواق لدى آي.جي «هناك مخاوف من أن أوبك ستمضي قدماً في زيادة الإنتاج اعتباراً من أكتوبر».
وأضاف «لكن أعتقد أن هذا يتوقف على الأسعار لأنه يحدث إذا كان سعر خام غرب تكساس الوسيط أقرب إلى 80 دولاراً وليس 70 دولاراً».
وتكبد كل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط خسائر لمدة شهرين متتاليين إذ بددت المخاوف الاقتصادية في الصين والولايات المتحدة تأثير اضطراب الإمدادات الليبية وتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وزاد التشاؤم بشأن نمو الطلب في الصين بعدما أظهر مسح رسمي أن نشاط الصناعات التحويلية هناك هبط إلى أدنى مستوى في ستة أشهر في أغسطس آب مع تراجع أسعار البيع بالتجزئة في المصانع وقلة الطلبيات، رغم أن مسحاً خاصاً يغطي شركات أصغر تعتمد على للتصدير أظهر اليوم الاثنين علامات على تعاف مؤقت في الشهر نفسه.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الجمعة أن استهلاك النفط في الولايات المتحدة تباطأ في يونيو إلى أدنى مستوياته الموسمية منذ جائحة كوفيد في عام 2020.
في السياق، قالت مصادر نفطية الاثنين إن من المتوقع أن تخفض السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، أسعار معظم درجات الخام التي تبيعها لآسيا في أكتوبر بعد تراجع خام دبي القياسي بالشرق الأوسط الشهر الماضي.
وقالت ثلاثة من خمسة مصادر في قطاع التكرير في مسح أجرته «رويترز»، إن من المتوقع أن ينخفض سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف الرئيسي لشهر أكتوبر تشرين الأول بين 50 و70 سنتا للبرميل، ليقتفي أثر اتجاه مماثل لهوامش الأسعار لدبي الشهر الماضي.
وأضافت المصادر، أن مثل هذا التخفيض في الأسعار سيعكس أيضاً ضعفاً في هوامش أرباح أعمال التكرير، وخصوصاً في الصين حيث يضغط تباطؤ قطاعي التصنيع والعقارات على الطلب على الوقود.
وذكر أحد المصادر «الهوامش سيئة الآن بشكل عام وأسوأ في الصين»، مضيفاً أن سبتمبر، وهو عادة أفضل شهر للطلب على النفط، قد يكون مخيبا للآمال هذا العام.
غير أن اثنين آخرين من المشاركين في المسح توقعا أن يظل سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف لشهر أكتوبر دون تغيير يذكر. وقال أحدهما إن ذلك يرجع جزئياً إلى تحسن مؤشر دبي خلال أسبوع التداول الأخير الشهر الماضي.
وبالنسبة للخامات الأثقل، العربي المتوسط والعربي الثقيل، توقع ثلاثة من المشاركين الخمسة خفض أسعار أكتوبر بأقل من 50 سنتاً، بدعم من الطلب القوي على زيت الوقود بينما توقع الاثنان الآخران تخفيضات في الأسعار تتراوح بين 60 إلى 80 سنتا للبرميل.
وعادة ما يتم إصدار أسعار البيع الرسمية للخام السعودي في اليوم الخامس من كل شهر تقريباً وتحدد الاتجاه للأسعار الإيرانية والكويتية والعراقية، مما يؤثر على أكثر من تسعة ملايين برميل يومياً من النفط الخام المتجه إلى آسيا.
وتحدد أرامكو أسعار خامها بناء على توصيات العملاء وبعد حساب التغير في قيمة نفطها خلال الشهر السابق استنادا إلى العائدات وأسعار المنتجات.
النفط الليبي
قال مهندسون، إن شركة الخليج العربي للنفط في ليبيا استأنفت الإنتاج بما يصل إلى 120 ألف برميل يومياً لتلبية الاحتياجات المحلية لكن الصادرات لا تزال متوقفة، بعد أن تسبب خلاف بين فصائل مسلحة في إغلاق معظم حقول النفط في ليبيا.
وأصدرت شركة الخليج العربي للنفط، المشغلة لحقول السرير والمسلة والنافورة، تعليمات، السبت، باستئناف الإنتاج.
وقال المهندسون لـ «رويترز»، إن استئناف الإنتاج بمعدل أقل من الطاقة الإنتاجية الكاملة للحقول يهدف فقط إلى توفير إمدادات لمحطات الكهرباء والوقود لتلبية الاحتياجات المحلية. وتحدث المهندسون شريطة عدم الكشف عن أسمائهم لأنه غير مخول لهم الحديث إلى وسائل الإعلام.
وأوقفت فصائل في شرق ليبيا، حيث يتركز إنتاج الخام، عمليات الاستخراج في أغسطس بعد أن أطاحت فصائل مهيمنة في غرب ليبيا بمحافظ مصرف ليبيا المركزي المخضرم الصديق الكبير وعينت مجلس إدارة جديداً تابعاً لها.