السؤال

نشر في 03-09-2024
آخر تحديث 02-09-2024 | 19:56
 حسن العيسى

«أبصم أو لا أبصم؟ هذا هو السؤال»... هكذا قال البطل «خاملت» الكويتي في تراجيديا هاملت للشيخ زبير (هكذا كانوا يقولون لنا أيام زمان وهم يروجون لخرافات عقدة النقص العروبية بأن شكسبير من أصول عربية، وربما كان يحمل الجنسية الكويتية بالتأسيس، واسمه الشيخ زبير)!

تقرير «الشال» يرى «أن فرض البصمة الثالثة بقرار وزاري يعني أن النظام الإداري خرب (مو شي جديد)، فإذا كان مسؤولو المؤسسات العامة عاجزين عن ضبط الحضور والغياب وفق سلطاتهم، فالمؤكد أنهم عاجزون عن إنتاج خدمة أو سلعة سليمة»، لافتاً إلى «أن الإدارة العامة تهدر كل الوقت والجهد على قضايا هامشية هي مجرد ظواهر لأمراض استوطنت».

نعرف، وهم «البخصاء» يعرفون مثلنا، أن مركبنا مازال «سماري» مهما تغيّرت الأسماء الوزارية، وتم تعديل القيادات الإدارية، فسيفوه يظل سيفوه مهما غيّر وبدّل، مادامت الرؤية والجدية للفعل والتضحية لعمل الغد غائبة. بصمة ثالثة أو رابعة أو حتى فرض لصق أصابع الموظفين بمادة لاصقة على جهاز البصم لن يغيّر شيئاً على أرض الإنجاز، فما جدوى وجود موظف في الدوام إن كانت روح المسؤولية غائبة عنه، وتفرض عليه التواجد المادي الذي لن يقدّم ولن يؤخر في عطالة الجهاز الإداري؟ فالبطالة المقنعة وخلق وظيفة للتوقيع فقط بغرض صرف الراتب للحياة لن تحلّ بتلك العقليات التي كانت ولا تزال تدير الأمور، وتخشى التجديد والإبداع.

ماذا حدث بعد البصمة الثالثة الآن؟ ربما، ربما تناقص زوار المولات وقعدات المقاهي فيها، ماذا تغيّر في عالم التواقيع ومراجعة المسؤولين (مسؤولي البركة) بعد مسلسل البصمات والثعلب فات وبيده سبع لفات؟ هل يعتقد البخصاء أن الإنتاجية ستزيد؟ ماذا ننتج أساساً كي نضيف كلمة «تزيد»؟! لماذا لا تواجه السلطة واقعها وتقول لأكثر من 50 بالمئة من موظفيها «اجلسوا في بيوتكم وستصل إليكم رواتبكم»؟

د. أسعد عبدالرحمن ذكر في كتاب لـ «عالم المعرفة» عام 90 عن البيروقراطية النفطية ومعضلة التنمية أنه «من غير المنتظر من الأجهزة الحكومية أن تكون إدارة صالحة للتنمية وهي ترفع رايات البيروقراطية وتدين بالولاء للروتين، وتنتج كل يوم نسيجاً معقداً من الإجراءات والأنظمة والقواعد وتضطهد الكفاءة الإنتاجية والروح المعنوية وتتوسع في بناء الإمبراطوريات الإدارية...».

يمكن للسلطة أن تقود البلد لعالم التنمية المستدامة والإنجاز إذا كانت لديها رؤية وعزيمة للعمل، وتملك فكراً تقدمياً للتغيير، أما بهذا الشكل العنتري الساذج فكونوا كما أنتم، وراوحوا مكانكم، والله يستر على أجيالنا.

back to top