أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، بـ»التقدم السريع» للقوات الروسية في إقليم دونباس الأوكراني، معتبراً أن الهجوم المباغت الذي شنته القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية، لم ينجح في التأثير على جبهة شرق أوكرانيا بل بالعكس زاد من سرعة التقدم الروسي.

وخلال زيارة الى مدينة قريبة من حدود منغوليا قبل ساعات من زيارته الى هذا البلد العضو في المحكمة الجنائية الدولية، قال بوتين، إن «الهجوم على مقاطعة كورسك والاستفزازات في بيلغورود محاولة من نظام كييف لوقف التقدم في دونباس، إلا أن تلك المحاولات لم تنجح، بل على العكس، بعد أن كانت القوات الروسية تتقدم على الجبهة بالأمتار، زادت من سرعتها، وأصبحت حركتها تقاس بالكيلومترات المربعة».

Ad

ورغم أن قواته لم تقم بأي جهد كبير لمواجهة التوغل الأوكراني في كورسك حتى الساعة، قال بوتين: «علينا تولّي أمر قطّاع الطرق هؤلاء الذين تسللوا إلى الأراضي الروسية في منطقة كورسك والذين يحاولون زعزعة استقرار الوضع في المناطق الحدودية بالمجمل».

واعتبر بوتين أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليس مستعداً لوقف القتال لأسباب سياسية مع انتهاء مدة ولايته، معتبراً أنه إذا توقف القتال، فسيتعين على السلطات رفع الأحكام العرفية وإجراء انتخابات رئاسية و»فرصة زيلينسكي في إعادة انتخابه ضئيلة».

وتتقدم القوات الروسية، التي تسيطر على 18 بالمئة من مساحة أوكرانيا، في الشرق منذ فشل الهجوم المضاد عام 2023 في تحقيق اختراق كبير.

ورغم توغل أوكرانيا بقوة داخل منطقة كورسك في السادس من أغسطس، تمكن الجيش الروسي، الأكبر من حيث العدد، خلال الأسابيع القليلة الماضية من التقدم بسرعة نسبياً عبر التجمعات السكنية في شرق أوكرانيا على الطريق المؤدي إلى مدينة بوكروفسك ذات الأهمية الاستراتيجية.

ونشر معهد دراسة الحرب ومقره واشنطن بيانات أظهرت أن القوات الروسية حققت في أغسطس أكبر تقدّم شهري لها منذ أكتوبر 2022 في أوكرانيا بسيطرتها على 477 كيلومترا مربعا، فيما حقّق الجيش الأوكراني تقدماً سريعاً مطلع أغسطس بمنطقة كورسك، على مساحة تزيد على 1100 كيلومتر مربع في أسبوعين، وعلى بعد أقل من 35 كيلومتراً من العاصمة الإقليمية، إلا أن هذه الجبهة بدأت تشهد جموداً.

في المقابل، قال زيلينسكي إن روسيا أطلقت 35 صاروخاً بينها صواريخ باليستية، و23 طائرة بدون طيار على أوكرانيا ليل الأحد - الاثنين.

ومع وصوله أمس إلى عاصمة منغوليا أولان باتور، كشف بوتين عن العمل حالياً على اتفاق حكومي بشأن إمدادات الوقود وزيوت التشحيم إلى منغوليا بأسعار تفضيلية.

وقال الرئيس الروسي، لصحيفة «أونودور» المنغولية: «نحن دائماً نستجيب لطلبات أصدقائنا المنغوليين للمساعدة في تلبية الاحتياجات المتزايدة للوقود وزيوت التشحيم بأسعار تفضيلية. والعمل جارٍ لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق حكومي مناسب»، وفقاً لوكالة «تاس» الروسية.

وأضاف أنه «في السنوات الأخيرة، عملنا على عدد من المشاريع الاقتصادية والصناعية الجديدة الواعدة، بما في ذلك بناء خط أنابيب الغاز العابر لمنغوليا الذي يربط بين روسيا والصين».

وطالبت المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف بحق بوتين في مارس 2023، وأوكرانيا، بتوقيف الرئيس الروسي خلال زيارته الى أولان باتور، لكن الكرملين أعرب عن ارتياحه.

إلى ذلك، وفي حين اعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنه شخص لا يمكن التنبوء بتصرفاته على عكس منافسته الديموقراطية كامالا هاريس، اعتبر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن المساعدات العسكرية لأوكرانيا أفرغت مخازن الأسلحة الأميركية وتركت الولايات المتحدة عرضة للخطر.

وقال ترامب، لـ»فوكس نيوز»، «أعلنوا أن لدينا ذخيرة قليلة للغاية»، وأضاف: «قمت بإعادة بناء جيشنا وتجديد احتياطياتنا من الذخيرة. كانت لدينا ذخيرة كثيرة، والآن ليست لدينا ذخيرة. سيعجبك أن تكون في مكان (الرئيس الصيني) شي جينبينغ الذي يسمع أن أميركا ليس لديها ذخيرة. نحن معرضون للخطر للغاية».