كشف تقرير حديث شاركته وكالة «أسوشيتد برس» عن أوجه قصور فنية في قدرات الصواريخ الإيرانية، مع التركيز على دقة صاروخ «عماد» البالستي الذي يعمل بالوقود السائل. يُظهر التحليل الذي أجراه مركز «جيمس مارتن لدراسات منع انتشار السلاح» أن الهجوم الواسع النطاق الذي شنته إيران بالصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل في أبريل كان أقل فعالية بكثير مما كان يُعتقد سابقاً، وأن الهجوم لم يكن استعراضياً بل كان محاولة جدية لإصابة أهداف.
خلال هجوم أبريل، أطلقت إيران مجموعة من الطائرات المسيّرة والصواريخ، بما في ذلك الطائرات المسيّرة «شاهد»، وصواريخ كروز «باوة»، والصواريخ البالستية مثل «عماد» و»قدر» و»خيبر». وعلى الرغم من تصوير ترسانة الصواريخ الإيرانية في كثير من الأحيان على أنها تهديد خطير، فإن الهجوم كشف عن نقاط ضعف رئيسية. إذ تم اعتراض العديد من الصواريخ بواسطة أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية وحلفائها، أو فشلت قبل الوصول إلى أهدافها. ووفقاً لتقييمات الاستخبارات الأميركية، فشل ما يصل إلى 50 في المئة من الصواريخ الإيرانية عند الإطلاق أو تحطمت في منتصف الرحلة.
ركز فحص مفصل من جانب المحللين على الهجوم الإيراني على قاعدة «نيفاتيم» الجوية في جنوب إسرائيل، وهو هدف رئيسي محتمل نظراً لدورها كقاعدة لطائرات «إف - 35 آي» الإسرائيلية. أشارت صور الأقمار الصناعية وتحليل مواقع التأثير إلى أن أربعة صواريخ إيرانية على الأقل، يُرجح أنها من طراز «عماد»، أُطلقت على القاعدة. ومع ذلك، لم تصب أي من الصواريخ الحظائر المستهدفة التي تؤوي طائرات «إف - 35 آي». وبدلاً من ذلك، سقطت بعيداً عن الهدف، مما أدى إلى تقدير «احتمال الخطأ الدائري» (CEP) بـ 1.2 كيلومتر، وهو أسوأ بكثير من الادعاءات السابقة البالغة 500 متر وأقل بكثير من الدقة المعلنة لإيران البالغة 50 مترًا لصاروخ «عماد».
تشير هذه النتائج إلى أن برنامج الصواريخ الإيراني، رغم قوته من حيث العدد، يفتقر إلى الدقة اللازمة لإلحاق أضرار كبيرة بالأهداف الاستراتيجية. ويمكن أن تساهم عوامل مثل التدابير المضادة للحرب الإلكترونية، والاحتمال الكبير للتخريب، وعيوب التصميم في هذه النقائص. ونتيجة لذلك، فإن قدرة إيران على تحدي الدفاعات الإسرائيلية بشكل مباشر محدودة حالياً، مما قد يدفع طهران إلى الاعتماد على الميليشيات المتحالفة مثل «حزب الله»، أو مواصلة تطوير الطائرات المسيّرة بعيدة المدى وتقنيات الصواريخ الأكثر تقدماً.
وتسلط هذه الرؤى الجديدة الضوء أيضاً على الجهود المستمرة التي تبذلها إيران لتعزيز دقة صواريخها وموثوقيتها وقوتها الفتاكة. وتشير تقارير الاستخبارات الأميركية إلى أن إيران تطبق على الأرجح الدروس المستفادة من هجوم أبريل لتحسين أنظمة صواريخها. وعلى الرغم من هذه الجهود، يبدو أن القدرات الصاروخية الحالية لإيران لا ترقى إلى مستوى ادعاءاتها أو التوقعات التي حددتها قيادتها العسكرية.