هاريس تسعى لاستعادة تحالف بايدن الانتخابي

نشر في 03-09-2024
آخر تحديث 03-09-2024 | 19:13
كامالا هاريس وجو بايدن
كامالا هاريس وجو بايدن

مع إعلان جو بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي، بدا التحالف الديموقراطي الذي انتخبه عام 2020 ممزقًا وضعيفًا، لتطلق بديلته على التذكرة الديموقراطية، كامالا هاريس، حملة بلغت أسبوعها السادس، قطعت خلالها شوطًا طويلاً نحو إصلاح الضرر، وبلوغ درجات الفوز الديموقراطي برئاسة الولايات المتحدة.

وأمام المكاسب التي حققها المرشح الجمهوري دونالد ترامب بين الناخبين السود واللاتينيين والشباب، كثفت الحملة الديموقراطية من جهودها على هذه المجموعات التي تدعم الديموقراطيين تقليديًا، فيما رأى مراقبون أن على هاريس أن تركز على الناخبين البيض، ولاسيما النساء المتحمسات لموقفها من الإجهاض، خصوصا أن مكسبا صغيرا بين الناخبين البيض يمكن أن يعوّض خسارة أكبر بين الأقليات، لأنهم يشكلون أكثر من 70 بالمئة من الذين يشاركون في الانتخابات.

السود واللاتينيون

وعلى الرغم من أن هاريس حققت تقدما بـ 13 نقطة مئوية بين الناخبين السود منذ أن انسحب بايدن، فإنها لا تزال متأخرة بـ 10 نقاط عن النتائج التي حققها في 2020. ويمكن لأي تآكل في التحالف الديموقراطي أن يقرر مصير الانتخابات، نظرًا لأن دعم بايدن كان بالكاد كافيًا للفوز في 2020، حيث استند في المجمع الانتخابي إلى هوامش ضئيلة لم تتجاوز 44 ألف صوت في 3 ولايات.

كما اكتسبت هاريس 13 نقطة في دعم اللاتينيين، لكنها متأخرة عن نتائج بايدن في 2020 بنحو 6 نقاط. كما حسّنت مكانة الحزب الديموقراطي بين الناخبين الشباب بنحو 7 نقاط، لكنها تبقى متأخرة بـ 12 نقطة عمّا حققه بايدن عام 2020، فيما يعزو مراقبون هذا العجز عن سدّ هذه الفجوة حتى الآن، إلى أن العديد من الرجال يجدون ترامب أكثر جاذبية الآن مما كان عليه قبل 4 سنوات.

ففي الاستطلاعين الأخيرين لـ «وول ستريت جورنال»، فاز ترامب بدعم 20 بالمئة من الرجال السود، وهي نسبة أعلى بكثير من حصته البالغة 12 بالمئة في 2020. كما تعادل المرشح الجمهوري مع هاريس بين الرجال اللاتينيين، حيث حصل على 47 بالمئة من الدعم مقارنة بـ 48 بالمئة لمنافسته.

تأييد الإجهاض

وأمام هذا التخلف مقارنة بالنتائج التي حققها بايدن في 2020، ينصح مراقبون هاريس بالتركيز على الناخبين البيض، وخاصة النساء المتحمسات لوعودها حول الإجهاض، إذ قد تصبح أول رئيسة سوداء يعتمد فوزها بشكل كبير على الناخبين البيض. وقال خبير الاستطلاعات الجمهوري غريغ ستريمبل «أعتقد أن هذا ما يحدث بالفعل، لأن النساء، بما في ذلك البيض، يتفاعلن مع مسألة فقدان حقوق الإجهاض».

من جهتها، أكدت الاستراتيجية الجمهورية المعارضة لترامب، سارة لونغويل، أن هاريس «تسحق منافسها بين النساء، مع ناخبات من البيض ومتعلمات في الجامعات واللاتي حقق معهن بايدن أداءً جيدًا أيضًا»، مضيفة أن «توغل هاريس بين الناخبين البيض أكبر مما قد نتصور».

ووجد استطلاع أجرته «نيويورك تايمز» في أغسطس الماضي أن هاريس تجاوزت مستويات دعم بايدن عام 2020 بين الناخبين البيض الحاصلين على شهادة جامعية في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن. كما حققت نتائج متساوية مع بايدين بين الناخبين البيض الحاصلين على شهادات جامعية على المستوى الوطني، وفقًا لاستطلاع أجرته مجلة جورنال.

حزام الشمس

وتؤثر هذه الاتجاهات الانتخابية بشكل كبير على استراتيجية الحملة، فمع وجود بايدن على البطاقة الانتخابية، اعتقد العديد من الديموقراطيين أن دعمه قد تآكل كثيرًا بين الناخبين السود واللاتينيين، لدرجة أن آفاقه انهارت في الولايات المتأرجحة المتنوعة عرقيًا وإثنيًا في حزام الشمس، أريزونا وجورجيا ونيفادا.

لكن عندما أصبحت هاريس مرشحة، باتت هذه الولايات تنافسية، حيث تراجعت المكاسب التي حققها ترامب في ولاية كارولينا الشمالية المتنوعة عرقيًا، فيما يركز الديموقراطيون على هذه الولايات، حيث اكتسب هاريس خيارات أكثر من بايدن لتجميع الولايات اللازمة للفوز في المجمع الانتخابي، في حين كان فوز الرئيس الأميركي يعتمد على طريق واحد، هو الفوز في ساحات المعارك الشمالية في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، التي يطغى عليها تجمّع الناخبين البيض.

back to top