إسبانيا ليست إحدى الدول المفضلة للسياحة والاستجمام فحسب لكنها أيضاً إحدى أبرز وجهات الاستثمار العقاري في أوروبا ولها حظوة خاصة لدى الكويتيين والخليجيين الذين يبحثون عن عقار للسكن والاصطياف أو الاستثمار.

وتجذب إسبانيا الراغبين في اقتناء العقارات لتمتعها بالأمن والاستقرار السياسي وامتلاكها البنى التحتية المتطورة وموقعاً جغرافياً متميزاً وسوقاً عقارياً منظماً وتقديمها منتجات عقارية متنوعة تُحاكي جميع الأذواق وتلبي جميع المتطلبات بالإضافة الأسعار والرسوم والضرائب التنافسية مقارنة بالدول الأوروبية المجاورة.

ويفضل المستثمر الكويتي الجنوب الإسباني ولا سيما محافظة «ملقا» الأندلسية لتمتعها بمقومات تميزها عن غيرها كالمناخ المتوسطي المعتدل والموقع الاستراتيجي والطبيعة الخلابة والعروض الثقافية المتنوعة والخدمات المتكاملة وتوفر آلية التمويل العقاري «الرهن العقاري» إلى جانب الألفة التي ما زالت تبثها قرون من الحضارة الأندلسية.

Ad


ولطالما كانت ملقا وبلداتها الساحلية الشهيرة مثل «ماربيا» «فوينخيرولا» و«توريمولينوس» و«ميخاس» و«بنالمادينا» رمزاً للسياحة الدولية يقبل عليها السياح منذ خمسينات القرن الماضي وهي منطقة جذب للكويتيين الذين امتلكوا فيها المنازل منذ الثمانينيات.

وتُشير بيانات سفارة دولة الكويت لدى إسبانيا إلى ان الكويتيين يملكون أكثر من 7000 عقار في إسبانيا مع زيادة في الإقبال على الشراء في السنوات الأخيرة ولاسيما بعد جائحة فيروس كورونا حيث يشتري الكويتيون ما يتراوح بين 45 إلى 50 عقار سنوياً ليتصدروا بذلك الترتيب الخاص بالمشترين الخليجيين في إسبانيا.

وسجّلت عمليات الشراء في عام 2024 نمواً قدره 20 في المئة مقارنة بعام 2004 بمعدل نمو سنوي بواقع واحد في المئة فيما تقع معظم تلك العقارات في إقليم «الأندلس» جنوباً ولاسيما في محافظة ملقا بينما لا يتجاوز عدد العقارات في المناطق الإسبانية الأخرى وعلى رأسها «برشلونة» و«سيغوبيا» و«طليطلة» عتبة الـ 100 عقار.

ويقتني الكويتيون منازل يبلغ متوسط مساحتها 100 متر مربع فيما تتراوح أسعارها بين 250 ألف يورو إلى 450 ألف يورو «279 ألف دولار إلى 502 ألف دولار» ويستثمر عدد قليل في منازل تبلغ قيمتها مليون يورو «1.12 مليون دولار».

وفي هذا الصدد، قال سفير دولة الكويت لدى إسبانيا خليفة الخرافي لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» اليوم الأربعاء إن إسبانيا من بين الوجهات المفضلة للملاك الكويتيين في أوروبا مرجعاً ذلك إلى المناخ الأمني والسياسي المستقر والأسعار التنافسية للمنتجات العقارية مقارنة بالدول الأوروبية المجاورة إلى جانب جودة المشاريع السكنية والمناخ المعتدل.

ولفت السفير الخرافي إلى وجود شركات عقارية في الكويت تروج لامتلاك المنازل والاستثمار في إسبانيا عبر تسويق عقارات تتناسب مع الذوق الخليجي ومتطلباته فيما أشار أيضاً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت كذلك في تعزيز الاهتمام بإسبانيا وبسوقها العقاري المتنوع.

وذكر أن الإقبال على شراء العقارات في إسبانيا نما بعد جائحة فيروس كورونا بفضل الأمن السياسي والمالي، مشيراً إلى أن عدداً من الكويتيين باعوا عقاراتهم في دول أخرى وانتقلوا للشراء في إسبانيا.

وللسفارة الكويتية في إسبانيا دور كبير في جعل تجربة المستثمرين وملاك العقارات الكويتيين إيجابية حيث تُقدّم خدماتها المخصصة لذلك عبر مكتبها القنصلي في ملقا الذي يفتح أبوابه من شهر يونيو وحتى نهاية شهر سبتمبر من كل عام.

وقال السفير الخرافي إن المكتب القنصلي يقف على مشاكل المواطنين الذين يتوافدون للجنوب الإسباني سواءً لقضاء الإجازات أو تملك العقارات وتسهيل الإجراءات ومتابعة الحالات الطارئة المرضية أو العرضية.

وأشار إلى انه يتم أيضاً التواصل مع الجهات الرسمية في ملقا لتسهيل احتياجات الزائر الكويتي في المطارات ومؤسسات الدولة إلى جانب تقديم خدمات التصديقات العقارية والتجارية وإصدار وثائق السفر الاضطرارية عندما يتعثر إصدارها عن طريق تطبيق «سهل».

وأوضح أن القنصلية تُقدّم أيضاً المشورة للرعايا الكويتيين في عمليات شراء العقارات سواءً للاصطياف أو الاستثمار وتسهل لهم الإجراءات كافة، لافتاً إلى وجود موظف مقيم في «ملقا» للوقوف على احتياجات المواطنين على مدار السنة.

وجرت العادة أن يقوم السفير الكويتي بإحياء مأدبة سنوية على شرف ملاك العقارات الكويتيين في إسبانيا وإليها يُدعى أغلب المصطافين في تقليد يُحظى باهتمام وإقبال كبيرين لأنه فرصة للتواصل وتقريب احتياجات المواطنين إلى السفارة للعمل عليها.

وإلى جانب ملاك العقارات فإن إسبانيا تُحظى بإقبال السياح الكويتيين الذين تنامت أعدادهم بعد تدشين الخطوط الجوية الكويتية رحلات جوية مباشرة إلى بعض المدن الإسبانية ليصل عدد السياح في عام 2023 إلى 150 ألف زائر منهم 100 ألف عبر الخطوط الجوية الكويتية وحدها في حين تشير التوقعات إلى استمرار نمو أعدادهم في العام الجاري.

وتظهر بيانات دراسة أجرتها شركة الاستشارات العقارية الدولية «نايت فرانك» أن إسبانيا تأتي من بين الدول الأوروبية الخمس الأكثر إقبالاً على الاستثمار العقاري بعد انجلترا وألمانيا وفرنسا وهولندا.

ويُشكّل قطاع العقارات أحد أهم روافد الاقتصاد الإسباني حيث ساهم في عام 2022 بـ 11 في المئة بالناتج المحلي الإجمالي للبلاد ووفّر إلى جانب قطاع البناء والترويج العقاري وظائفاً لـ 1.3 مليون شخص وفق بيانات المهد الوطني الإسباني للإحصاء.