ترقب لمبادرة بايدن المحدثة بشأن غزة... وتضامن عربي مع مصر
الكويت: تصريحات نتنياهو محاولة لتشتيت الانتباه عن جرائم الاحتلال وعرقلة الوساطة
استبقت إسرائيل قيام الوسطاء بطرح مقترح «حل وسط» لإقناعها و«حماس» بقبول صفقة تبادل محتجزين ووقف إطلاق نار بقطاع غزة، والمتوقع أن يتم غداً، بتسريب أنباء عن إبلاغ رئيس المخابرات «الموساد» دافيد برنياع للولايات المتحدة وقطر ومصر تمسك بلده باحتلال محور «فيلادلفيا» خلال المرحلة الأولى من الاتفاق المحتمل مع استعدادها للانسحاب بالمرحلة الثانية من التفاهم الذي يشتمل على 3 مراحل.
ورجحت هيئة البث العبرية الرسمية، أمس، أن ينشر الوسطاء الجمعة المقترح الذي يسعى لتجاوز أبرز نقاط الخلاف الراهنة بين طرفي حرب غزة المتواصلة منذ 11 شهراً وهي تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببقاء الجيش في «فيلادلفيا» الفاصل بين غزة ومصر، بينما تصر «حماس» على انسحابه بشكل كامل.
وتعليقاً على التسريب المخالف لتصريحات نتنياهو الذي يصر على استمرار احتلاله للشريط الحدودي، لسنوات طويلة، بزعم خنق «حماس» ومنع إعادة تسليحها عبر تهريب السلاح من سيناء إلى القطاع الفلسطيني، ذكر مكتب رئيس الوزراء أنه «ليس مطلوبا بعد من مجلس الوزراء مناقشة أي جزء من المرحلة الثانية من الصفقة» التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن أواخر مايو الماضي.
ووفق الهيئة، فإن رئيس الموساد سافر خلال الأسبوع الحالي إلى الدوحة التي تستكشف بالتنسيق مع القاهرة إمكانية وجود مرونة إسرائيلية في المرحلة الأولى من الصفقة بما في ذلك الشريط الحدودي.
ولفتت إلى احتمال أن يقوم بايدن بطرح الحل الوسط بنفسه للضغط على جميع الأطراف لقبوله.
تحذير ومعارضة
وجاء التسريب في وقت كشفت أوساط عبرية أن الجيش الإسرائيلي حذر الائتلاف اليميني الحاكم من أنه دون إبرام اتفاق مع «حماس»، فإن أي عملية عسكرية واسعة في غزة ستعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر.
وشدد رئيس حزب «معسكر الدولة» المعارض الوزير السابق بحكومة الحرب بيني غانتس على أن المحور «لا يشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل، ويمكننا الانسحاب منه والعودة إن اقتضت الضرورة»، معتبراً أن إيران هي التهديد الوجودي للدولة العبرية.
واتهم غانتس نتنياهو بالانشغال بالبقاء السياسي، وقال إنه «لن يعيد المختطفين وعددهم نحو 101 أحياء من غزة».
في المقابل، قال وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، إنه يعمل على وقف المفاوضات غير المباشرة مع الحركة الفلسطينية، مجدداً دعوته إلى منع إدخال الوقود إلى القطاع المحاصر الذي يشهد كارثة إنسانية وسحقه حتى يستسلم.
وكتب بن غفير على موقع «إكس»: «يجب ألا تتفاوض دولة قُتل 6 من مواطنيها بدم بارد مع القتلة، بل أن توقف المفاوضات».
وتابع: «استمرار المفاوضات لا يقود فقط إلى تشجيعهم على القيام بالمزيد والمزيد من الإرهاب من الضفة الغربية أيضاً».
مصير الأسرى
وفي وقت أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن أغلب نقاط المقترح الوسطي المرتقب تم الاتفاق عليها وأن «حماس» هي الأقرب لعدم قبوله، رهنت الحركة في فيديو جديد مصير عودة الأسرى الإسرائيليين الأحياء بـ «توقف العدوان».
وقالت الحركة في فيديو مدته 28 ثانية: إذا استمر العدوان الإسرائيلي فسيبقى مصير الأسرى مجهولاً.
وبعد يوم من حديث الحركة عن تلويح أميركي بالانسحاب من المفاوضات إذا لم يجر التوصل إلى اتفاق خلال أسبوعين أشارت «حماس» إلى أن المحتجزين في غزة يقتلون جراء القصف الإسرائيلي، معتبرة أن «كل يوم يستمر فيه نتنياهو في الحكم قد يعني تابوتاً جديداً».
تضامن وملاحقة
في هذه الأثناء، توالى التضامن العربي مع مصر، رفضاً لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بحقها، وسط تحذيرات عربية له من «وأد جهود السلام» بالمنطقة.
وجاء ذلك وفق بيانات رسمية صادرة عن الكويت والسعودية وقطر وسلطنة عمان والأردن والسلطة الفلسطينية، الثلاثاء والأربعاء، رداً على اتهام نتنياهو لمصر بـ «تسهيل تهريب الأسلحة» إلى «حماس» عبر «محور فيلادلفيا».
من جهتها، قالت الكويت، في بيان لـ «الخارجية»، إنها «تعرب عن تضامنها مع مصر وترفض تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي».
وأكدت أن تلك «التصريحات محاولة بائسة لإقحام اسم مصر بهدف تشتيت الانتباه عن الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي ضد الشعب الفلسطيني، وعرقلة جهود الوساطة المشتركة».
وقالت إنها «إذ تؤكد على وقوفها إلى جانب مصر في مواجهة أكاذيب الاحتلال الإسرائيلي، لتدعو المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتحرك لوضع حد للتجاوزات والانتهاكات المتواصلة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بحق دول المنطقة».
وفي الرياض، حذرت «الخارجية» السعودية من عواقب التصريحات الاستفزازية وما لها من تبعات في تقويض جهود الوساطة وزيادة حدة التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، مؤكدة تضامنها ووقوفها إلى جانب مصر في مواجهة المزاعم الإسرائيلية.
وشددت المملكة على ضرورة وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني، وتمكينه من حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة «على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
من جهة أخرى، وجّه القضاء الفدرالي الأميركي لستة من قادة «حماس» في مقدمتهم زعيمها الراحل إسماعيل هنية وخلفه يحيى السنوار تهماً تتعلق بـ«الإرهاب»، بحسب ما أظهرت وثائق قضائية نزعت عنها السرية أمس الأول.
حرب وموت
وأتت تلك التطورات في وقت تواصلت العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية لليوم الثامن على التوالي، وسط تقديرات رسمية فلسطينية بأن «نحو 70 بالمئة من البنى التحتية والشوارع في جنين دُمرت بالكامل».
وفجرت سلطات الاحتلال منازل في مخيم جنين حيث مدد الجيش عملياته بالمدينة التي تسمى «عش الدبابير» وخاض اشتباكات عنيفة مع مسلحين في عدة مدن بشمال الضفة خاصة بطولكرم ومخيم «نور شمس».
ومع استمرار الوضع، حذر عمال الإغاثة من أن الناس في المنطقة «يعانون نقص الغذاء والمياه»، فيما وصل عدد ضحايا الحملة إلى 33 قتيلا و130 مصابا.