بزشكيان يرسم ملامح «سياسة جديدة» مع روسيا
الرئيس الإيراني يتجنب أن تكون موسكو محطته الخارجية الأولى
في خطوة تظهر ملامح خطوط عريضة لسياسة إيرانية جديدة تجاه روسيا، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الاثنين السفير الروسي في طهران للاعتراض على موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته الأخيرة إلى باكو، الداعم لإنشاء «ممر زنغزور» الذي يربط أراضي جمهورية نخجوان الأذربيجانية الحدودية مع تركيا بأراضي أذربيجان عبر الأراضي الأرمنية، وهو ما تعتبر طهران أنه سيؤثر على طريقها البري عبر أرمينيا الى أوروبا، بالتزامن مع نشر «الجريدة» تقريراً عن تدخّل الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان لإيقاف إرسال الحرس الثوري قوات خاصة الى روسيا، للمشاركة في القتال بمنطقة كورسك الروسية التي هاجمها الجيش الأوكراني مباغتةً الشهر الماضي.
وأكد مصدر في «الخارجية» الإيرانية أن استدعاء السفير الروسي لدى طهران جاء بعد أن أبدى بزشكيان شخصياً انزعاجه من موقف موسكو بشأن الممر، وطلب من وزارة الخارجية تقديم اعتراض وتوضيح بشأن هذا الموقف الروسي الذي يتعارض مع المصالح القومية والأمن القومي الإيراني.
وقال المصدر إن بزشكيان كان قد طلب من وزارة الخارجية تحضير زيارة له إلى العراق لتكون الأولى له إلى الخارج بعد تسلّمه الرئاسة، وهذا يناقض عرفاً بأن تكون موسكو المحطة الخارجية الأولى لأي رئيس إيراني جديد.
وأضاف أنه، وفق البروتوكول، كان الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي قد زار موسكو، ما يعني أن الزيارة المقبلة بين البلدين على هذا المستوى يجب أن يجريها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران.
وكان مقرراً أن يتم التوقيع خلال هذه الزيارة على اتفاقية التعاون الاستراتيجي الطويل المدى بين موسكو وطهران، لكن الإيرانيين فوجئوا بأن الدبلوماسيين الروس باتوا يقترحون أن يتم توقيع الاتفاق خلال زيارة بزشكيان بزيارة الى روسيا في أكتوبر المقبل، للمشاركة في قمة مجموعة بريكس التي تستضيفها روسيا في قازان.
وفي يونيو الماضي أعلنت وزارة الخارجية الروسية تعليق الاتفاق الاستراتيجي الموقّع بين البلدين، متحدثة عن تأخير إجرائي في إيران بسبب الانتخابات الرئاسية المفاجئة التي فرضها مقتل رئيسي بتحطّم مروحيته على حدود أذربيجان.
وبعد مصرع رئيسي أظهرت تعليقات بعض المسؤولين الروس تشككاً في أن تتراجع طهران عن بعض الاتفاقيات التي عقدها رئيسي مع موسكو. وعلّق أحد مسؤولي «الخارجية» على نبأ الوفاة بأن موسكو تتوقع أن تنفذ إيران جميع الاتفاقات التي تم التوصل اليها.
وأكد المصدر لـ «الجريدة» أن بزشكيان ليست لديه خبرة في التعاملات الدبلوماسية، ويبدو أن فريقه الدبلوماسي الذي يترأسه وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف هو الذي نصحه بألا تكون زيارته الخارجية الأولى الى موسكو.
وقال إن السفير الروسي في طهران دافع عن دعم موسكو لـ «ممر زنغزور»، بالإشارة الى محاولات رئيس الوزراء الأرمني نيكولا باشينيان التقرب من الغرب وإجرائه مناورات عسكرية مع الأميركيين، وأنه على إيران أن تأخذ هذه التطورات في الاعتبار، وأن يريفان قد تصبح بؤرة تهديد لإيران. وأضاف المصدر أن السفير الروسي أبلغ الجانب الإيراني بأن إسرائيل طلبت وساطة موسكو للتوصل الى صيغة تفاهم واتفاقية مكتوبة أو غير مكتوبة لترسيم الخطوط الحمر بين الجانبين ووقف الحرب والتصعيد في المنطقة. في الوقت نفسه قال السفير الروسي، إن بلاده تعتبر أن قيام إيران بتسليح الضفة الغربية يزيد من التعقيدات، وسيحول الضفة الى غزة ثانية. وأجرى المساعد العسكري لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة إلى موسكو قبل أيام، تصدّرها ملف إيران، وفق وسائل إعلام عبرية.