سمو الرئيس... منذ توليت منصبك الذي مضى عليه عدة أشهر، لم نعد نذكر التاريخ، فالصمت الطويل ينسي البشر، البلد بخير حتى الآن، ولكن إلى متى! لا يظهر في الأفق أنه سيستمر فترات طويلة، طالما، كما تعرف والكل يدرك، أن أمور الإدارة بصفة عامة على عادتها القديمة «سماري في سماري».

تدرك سموك، وأنت رجل المال والاقتصاد، أن دوام الحال من المحال، فعكازة الدولة الوحيدة وهي النفط لم تعد تتحمل ثقل الزمن، وأخذت في التآكل، سوق النفط الآن يملكه المشترون لا البائعون، وهذا الذي يحدد الأسعار، والأخبار عن السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية (ولا أحد يدري عنها في حكومتك) تتزايد، والصين شبعت من نفطنا.

Ad

إنفاق الدولة كما تدري يتزايد، وقطاع البصمات (يعني القطاع العام) مازال ينتفخ من الأورام السرطانية، أما القطاع الخاص غير النفطي فإنتاجه يتضاءل، كان مانشيت هذه الجريدة «أمس» يؤكد ذلك بالأرقام، العمالة الحكومية للكويتيين تزيد، والعمالة الوطنية في «الخاص» لا شيء. النتيجة أن العجز المالي ينمو ويكبر كما قال وزير المالية السابق أنور المضف، وكان صريحاً صادقاً في عبارة «إحنا نأخذ من اللحم الحي»، فماذا سيبقى بعد ذلك في سوق القصاصيب الكويتي غير العظام والشحوم كي تلتقطها القطط والكلاب السائبة؟

ماذا عن نشاط الحكومة؟ لا نسمع غير سحب وإسقاط جناسي وفتح عنابر جديدة لمخالفي الإقامات وتهديد ووعيد. إنجازات الحكومة كلام على ورق، مثل الاتفاق مع الصين، ميناء مبارك، وتطوير الجزر، والوزير تفقد، والوزير زار الموقع الفلاني، ودوام مسائي ومزارع سمك السالمون... إلخ وإلخ من غير نهاية، وكله كلام مأخوذة زبدته آخر الأمر، فلا طبنا ولا غدا الشر، لا يظهر حتى هذه اللحظة أن لدى حكومتك رؤية وعزيمة لانقلاب في الإدارة، طبعاً انقلاب وتغيير جذري في إدارات الدولة لا إصلاحات ورتوش تجميلية ومضحكة مثل «تعليم الإتيكيت» للقيادات في الدولة بلقاءاتهم الصحافية! يا سلام على هذه القفزة الكبرى «بغ ليب» العظيمة في التطور بكل أنواعه.

يقولون: لا يوجد مجلس أمة كحجر عثرة في تنمية البلاد، وبيد حكومتك الخيط والمخيط، هل هذا صحيح...؟ لماذا هذا الصمت؟ الزمن لا يرحم طال عمرك.