توافق بين السيسي وأردوغان... من غزة إلى الصومال
الزيارة الأولى للرئيس المصري إلى تركيا تطلق مرحلة جديدة من التعاون
على وقع تحسن العلاقات وتقارب مصالحهما في العديد من الملفات الإقليمية ولا سيما في حوض المتوسط وإفريقيا، أظهر الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان توافقاً خلال قمة جمعت بينهما في أنقرة أمس، على ملفات رئيسية في المنطقة بدءاً من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وصولاً إلى الصومال ساحة التوترات الجديدة في القرن الإفريقي.
وبعد استقبال حافل للسيسي الذي أجرى أول زيارة له إلى تركيا منذ تسلمه الرئاسة، عقد الرئيسان سلسلة محادثات تناولت أوجه التعاون المشترك وتبادل الرؤى بالقضايا الإقليمية والدولية والموقف من التطورات الإقليمية خصوصاً الوضع المتأزم في قطاع غزة، الذي يشهد عدواناً إسرائيلياً متواصلاً منذ 11 شهراً، وسبل إنهاء الأزمات في سورية وليبيا والسودان وخفض التصعيد في الشرق الأوسط بشكل عام، وتحقيق الاستقرار في شرق المتوسط والقرن الإفريقي بشكل يحفظ أمن الصومال ووحدة أراضيه.
وترأس السيسي وأردوغان الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي الرفيع المستوى بين مصر وتركيا، الذي تناول سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية وإحداث نقلة نوعية في مختلف المجالات خصوصاً التجارة والاستثمار، كما شهدا مراسم توقيع نحو 20 اتفاقية في مجالات الدفاع والطاقة والسياحة والصحة والتعليم والثقافة.
وفي مؤتمر صحافي مشترك، قال أردوغان إن «مساهمات تركيا ومصر في السلام والاستقرار الإقليميين تشكل أهمية بالغة، واتفقنا في اجتماعاتنا على إقامة مشاورات منتظمة لحل القضايا الإقليمية وخصوصاً قضية غزة»، مشيراً إلى أن تركيا ومصر لديهما موقف مشترك بضرورة «إنهاء المجازر والتوصل إلى وقف إطلاق النار»، وأن مساهماتهما في السلام والاستقرار الإقليميين تشكل أمراً حيوياً.
وإذ أعلن رفضه القاطع لاتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي لمصر، شدد أردوغان على أن سياسات بنيامين نتنياهو تلقي بالمنطقة والعالم كله في الخطر، وأن داعميه هم المسؤولون عن وفاة كل مدني بريء في غزة بسبب الجوع والعطش ونقص الدواء.
وأضاف: «نتعاون مع مصر في جميع القطاعات خصوصاً الغاز الطبيعي والطاقة النووية ونواصل تعزيز العلاقات».
وتابع: «أكدنا إرادتنا في تعزيز التعاون مع مصر في جميع المجالات بما في ذلك الصناعة والتجارة والدفاع والصحة والبيئة والطاقة واستغلال الزخم الإيجابي في العلاقات على مجال السياحة، وعازمون على رفع حجم التبادل التجاري بين تركيا ومصر إلى 15 مليار دولار سنوياً خلال الأعوام الخمسة المقبلة».
بدوره، اعتبر السيسي أن زيارته الأولى لتركيا تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية والتجارية، موضحاً أنه ناقش مع أردوغان التنسيق لمواجهة الأزمة الإنسانية في غزة، مبيناً أن موقف مصر وتركي ثابت بضرورة وقف إطلاق النار في القطاع ووقف العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية.
وإذ أكد ضروة حل الأزمات في سورية وليبيا والسودان، أشار السيسي إلى أنه اتفق مع أردوغان على تحقيق الاستقرار في الصومال بما يحفظ سلامته ووحدة أرضيه وخفض التوتر بمنطقة القرن الإفريقي.
ومع وصوله إلى أنقرة، كتب السيسي على منصة إكس، «أعرب عن سعادتي البالغة بزيارتي الأولى للجمهورية التركية، ولقائي مع الرئيس أردوغان، حيث تجمع بين دولتينا العريقتين علاقات تاريخية وشعبية متأصلة الجذور، كما تربطهما علاقات سياسية قوية منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد الزعيم المؤسس مصطفى كمال أتاتورك».
وأضاف: «ولعل زيارتي اليوم، ومن قبلها زيارة الرئيس أردوغان للقاهرة، تعكس الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون بين مصر وتركيا، استناداً لدورهما المحوري في محيطهما الإقليمي والدولي، وبما يلبي طموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين».