«رسم مصر»... مبادرة تشكيلية لإبراز تاريخ بلد النيل
معرضها السادس يقام حالياً بالقاهرة ويضم 70 لوحة من إبداع 60 فناناً
يستضيف غاليري «آرت كورنر» للفنون في ضاحية الزمالك بالقاهرة، معرضاً يضم حوالي 70 لوحة تشكيلية أبدعها نحو 60 رساماً، والمعرض ثمرة مبادرة فنية جديدة بعنوان «رسم مصر»، أطلقها أستاذ التصوير في كلية التربية الفنية، بجامعة حلوان، الفنان محمد حمدي.
فكرة المبادرة تشبه إلى حد كبير ما سبق أن أطلقه قبل سنوات الفنان عبدالعزيز الجندي الأستاذ بالكلية ذاتها تحت عنوان جماعة «اللقطة الواحدة»، التي يتجمّع فيها عدد كبير من الطلاب الموهوبين بمكان واحد ويقوم كل واحد برسمِه على طريقته وبأسلوبه الخاص، وفي النهاية يتم عرض أعمال جميع المشاركين في معرض واحد.
وفي المعرض الجديد الذي ينطلق من مبادرة «رسم مصر»، يلتقي أعضاء المبادرة في جولة صباح يوم الجمعة لزيارة الأماكن العتيقة والحدائق العامة في مصر، ومن وحي المكان، يرسم كل منهم لوحة خاصة به، ومع اختلاف تقنيات الرسم والمدارس التشكيلية، تتنوع الأعمال ما بين التعبيرية والتجريدية وفن «الكولاج»، وإجمالاً تبرز اللوحات تاريخ بلد النيل وحضارته وأبرز الأماكن العامة فيه.
حكاية شعبية
مؤسس المبادرة الفنان محمد حمدي، قال: «أسست هذه المبادرة في عام 2019 للمزج بين فن الحكي وتعريف شبابنا بالتاريخ والأماكن الأثرية، بجانب التدريب على الرسم، في محاولة لربط القديم بالجديد عبر حكاية شعبية، أو أغنية، أو مثل شعبي.
وأوضح أن اسم المبادرة مستلهم من كتاب «وصف مصر» الشهير، وأيضاً في عهد المماليك كانت أي قطعة أو منحوتة يتم تصديرها من مصر يُكتب عليها عبارة «شغل مصر»، وتم اختيار شعار مكتوب بالخط الكوفي للتعبير عن الهوية.
والانضمام إلى المبادرة مجاني، إذ لا يتقاضى القائمون عليها أي مقابل مادي نظير الالتحاق بها وتضم مبدعين من الرجال والنساء والشباب والأطفال، متعلمين وغير متعلمين، وهواة وغير هواة، والمبادرة ليست مقتصرة على المصريين فقط، بل تضم أشخاصاً من دول عربية، ووصل عدد المشاركين فيها إلى مئتين.
ويوضح حمدي أنه يختار المكان، ويوفّر المادة العلمية والتاريخية، إلى جانب التعريف بالقيم الجمالية والعناصر الزخرفية الخاصة بالأثر الذي سيتم رسمه، وسرد روايات وحكايات التاريخ الموازي للمكان، من تفاصيل وعمارة وشخصيات... إلخ.
ومنذ انطلاقها قبل نحو خمس سنوات، نفذت المبادرة أفكارها في أماكن عديدة بالعاصمة المصرية منها نهر النيل، ومسجد السلطان حسن وقلعة صلاح الدين الأيوبي، والعديد من الكنائس ومقابر الروم الأرثوذكس والمعابد اليهودية، حيث إن المبادرة منفتحة على كل مكوّنات الحضارة المصرية.
خارج العاصمة
ويخطط مؤسس «رسم مصر» إلى الانتقال بالمبادرة إلى خارج حدود العاصمة، والوصول بها إلى كل مدن وقرى مصر وزيارة الأماكن التاريخية وإبراز قيمتها وتوثيق حكاياتها بالريشة والألوان.
والمعرض الحالي هو السادس من نوعه منذ تأسست المبادرة، ونجح الفنانون في تسويق أعمالهم من خلال بيع عدد من اللوحات، والمشاركة في الفعاليات الثقافية الكبرى مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب، خصوصًا عبر عبر تنظيم ورش رسم للأطفال.