عادةً ما يكون شهر سبتمبر من الأشهر التي يكثُر بها عرض كميات الأسماك المحلية، بعد اصطيادها من المياه الإقليمية والدولية، لكن هذا العام شهد تراجعاً كبيراً، وكان لافتاً نقص في كميات بعض الأسماك وندرة اصطياد البعض الآخر.

ومما أثار الاستغراب أكثر هو اختفاء سمك الميد من الأسواق، والذي كشفته «الجريدة» قبل أيام بعد تكرار سؤال الناس عنه في الأسواق، واستمر «الميد» الكويتي بالاختفاء في الأسبوع الماضي، بالرغم من مرور شهرين على السماح بصيده، حيث بدأ منذ أول يوليو الماضي.

Ad

«الجريدة» جالت داخل سوق السمك، لتبحث عن سر اختفاء الميد، وبدأت بنقعة الشملان، المنطقة الخاصة بمواقف سفن ولنجات وطراريد الصيادين، لتسأل عن السر وراء غياب صيد الميد هذا العام.

وأكد الصيادون أن عدم وجود الميد خارج منطقة جون الكويت هو العامل الأول لندرته، مشيرين إلى أن منطقة تكاثره ووجوده تكون قريبة من الشواطئ وداخل نطاق الجون الذي يمنع الصيد فيه، وفقاً لقرار الهيئة العامة للبيئة، لكونه منطقة بيئية وحاضنة للأحياء البحرية.

ولفت الصيادون إلى أن غياب الميد لن يستمر طويلاً، ومن الممكن أن يبدأ خروجه بداية نوفمبر المقبل، لكن مع نهاية نوفمبر سيحظر صيده حتى العام المقبل، موضحين أن الطراريد الخاصة بصيد الميد متوقفة وتعاني معوقات عديدة، أبرزها خفض دعم الديزل للصيادين، مما يجعل الديزل المدعوم ينفد خلال أيام، ولا يمكن أن يتحمل الصيادون تكلفة الديزل المرتفعة طوال الشهر، متابعين أن «قلة عدد الصيادين وهجرة الكثير منهم إلى خارج البلاد أديا دوراً في تقليص عدد الطراريد لصيد الأسماك».

أصحاب البسطات

بدورهم، يؤكد أصحاب البسطات أن «الميد» المحلي غائب هذا العام، ولا يوجد سوى المستورد، وتحديداً القادم من عمان، وأشاروا إلى أن أكثر الأسئلة اليومية التي ترد الى أصحاب البساطات هي «فيه ميد كويتي؟».

وأضافوا أن هذا النوع من السمك يعد الأكثر طلباً بعد سمك الزبيدي خلال هذه الفترة، لكن السوق يخلو منه، نظراً لعدم وجوده في المزادات أو بين الصيادين، لافتين إلى أن أسعاره إن وجدت فإنها تضاعفت عن الأعوام الماضية، وإن وجد خلال الفترة المقبلة فقد يصل سعر الكيلو إلى 5 دنانير، وهذه مبالغة كبيرة، فالسوق دائماً يعتمد على العرض والطلب، والطلب على «الميد» مرتفع جداً.

رواد السوق

من جانبهم، تساءل كثير من رواد السوق عن غياب الميد هذا العام، حيث قال بعضهم إنه يعد واحدا من الوجبات المفضلة على المائدة الكويتية، وغيابه مستغرب، مطالبين بفتح الجون للصيادين فترة معيّنة لضخ كميات من الميد المحلي السوق، ومن ثم حظره.

وذكر الرواد أن البدائل موجودة في السوق، لكن «الميد» له طبيعة خاصة لدى العائلات، لا سيما عند شوائه وتحضيره مع الأرز، مضيفين أن تناوله في السابق يكون كل يومين أسبوعياً على الأقل، لكنه الآن أصبح مرغوبا وفي نفس الوقت صار مفقودا.