شوشرة: دماء فلسطينية
من القدس إلى غزة، مروراً بالضفة، مجازر يومية أمام العالم أجمع، والشعب الفلسطيني- الذي لا تزال دماء شهدائه تروي الأرض البائسة- في معزل، وهو يواجه هذا الطغيان الصهيوني المتكبِّر والمتعطِّش لتدمير ما تبقَّى من هذا البلد المُحتل، الذي عانى ويعاني منذ عام 1948 حتى يومنا هذا، بعد أن سُلبت أرضه من متسوِّل غادر.
أصبحنا نسرد ونكرر أعداد الضحايا، سواء في غزة وضواحيها، أو بمناطق الضفة الغربية والقدس وغيرها، وكأنه مقرَّر يومي لإراقة دماء الأبرياء أمام تنديدات واستنكارات المنظمات الدولية، بينما السفاح يتمدَّد ويقتل ويهدم وينسف غير مبالٍ، لأنه يعلم جيداً أنه هو مَنْ يقود القرار في نهاية المسار. فلو أن هذه الجرائم والمجازر ارتكبتها دول أخرى، لشهدنا ردات فعل على أرض الواقع، والتنديدات والاستنكارات ستتحوَّل إلى آلات عسكرية ستواجه، طالما أنها حرب ضد الإنسانية، وغيرها من الشعارات التي يحملها مَنْ يقود حاملة الطائرات عند رغبته في إشعال النيران ضد مَنْ يعتبره فوهة بركان سهلة الاشتعال.
الكيان الصهيوني المُحتل نيرانه أصبحت تطول الداخل والخارج، فما إن نفذ جرائمه في فلسطين، حتى اشتعلت نيرانه في الجنوب اللبناني، وهكذا الوضع مستمر دون أي مواجهة، سوى الشعوب البريئة هي التي تدفع الضريبة، فيما لا يزال هناك مَنْ يدافع ويبرر للصهاينة، ويتفاخر بدعمه لهم، بل يخرجون في المنصات ويهاجمون مَنْ يتصدَّى للطغاة الصهاينة، ويحمِّلون كل هذه الجرائم للضحايا المغرر بهم، بحجة أن هناك مَنْ تسبَّب في قتلهم، طالما وجَّهوا صواريخهم للمُحتل، لكن هؤلاء ليس العيب فيهم، لأنهم لا يملكون مقومات الدِّين أو العروبة، بقدر أنهم أبواق مدفوعة الأجر تُشترى وتُباع في سوق النخاسة، لأنهم اعتادوا على ذلك.
والسؤال المتجدد الذي يطرح نفسه للمرة التريليون: متى ستواجه الدول التي تدَّعي الإنسانية حربها ضد الصهاينة؟ أو حتى عقوبات صارمة يتم فرضها على أرض الواقع، أم أن اللوبي الصهيوني صعب المنال؟
إن الدور الذي تتسابق فيه بعض الدول الكبرى، كما تسمِّي نفسها في الإعلان عن ضرورة وقف المجازر في غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية، ما هو إلا لعبة يمارسونها بالتعاون مع الكيان المحتل، بل يتبادلون الأدوار عندما يُصبح سفاح الصهاينة وأعوانه في مأزق كبير في مواجهة صواريخ الغضب، كما صار في طوفان الأقصى، الذي جعل الصهاينة في حالة من الهلع والذعر والخوف والهروب.
إن استمرار هذه المجازر، التي أصبحت مشهداً يومياً، وكأن الجميع اعتادوا عليه غير مبالين لما يعانيه إخواننا في فلسطين، أمر يجب الانتباه والحذر منه، لأن القضية الفلسطينية يجب أن تكون حاضرة ومزروعة في القلوب، فهي أرض المسجد الأقصى.
آخر السطر:
على أمل أن تشرق شمس الحرية في فلسطين.