الإعلانات التجارية أصبحت سمة في هذا الزمن، يُتفنن بها وتخصص لها ميزانيات، ويعمل عليها فريق متكامل، وصولاً للناتج النهائي «إعلان تجاري» لجهة معينة.

اليوم، لم يعد الإعلان يشرح خدمة أو يروّج لمنتج فحسب، إنما وصل لمراحل أبعد بكثير، وصار يساهم في الحياة الاجتماعية ويؤثر فيها، ونلاحظ التنافس في إخراج الإعلانات خلال فترات من العام، كالاحتفالات الوطنية، رمضان والعيد، وغيرها.

Ad

أحرص على متابعة الإعلانات وتقييمها، فمؤسسات المجتمع على اختلافها تقع على عاتقها مسؤولية تعزيز الهوية، دعم المواهب، التأكيد على القيم الجميلة، محاربة الشائعات والتوعية، التشجيع على العادات الصحية.

هذه «المشاركة» مع الأفراد في مختلف المناسبات والظروف، تعكس القرب والإحساس بالاندماج مع المجتمع المحلي، والوعي باحتياجاته، والحرص على تطويره والارتقاء به.

ليست الإعلانات الطريقة الوحيدة، فهناك حملات ورعايات وفعاليات. الإعلانات المتلفزة تجد رواجاً واسعاً وانتشاراً سريعاً، لجاذبية دمجها للصوت والصورة، وكونها تصل إلى المتلقي وهو في مكانه. ثم اللوحات الإعلانية في الشوارع، بأحجام وإضاءة وشعارات، تُرفع على الخطوط السريعة. المتلقي ليس شريحة معينة، إنما كل الشرائح العمرية! وجاءت وسائل التواصل، وبرامج المراسلة، والفيديو لتسهل العملية أكثر وتنشر الإعلانات على نطاق أكبر!

أجد الإعلانات اليوم تفتقد جزءاً واضحاً من الإبداع والتجديد، إنما هي فقيرة بالقيم والرسائل! لا تتضمن فوائد، ولا تراعي الذوق العام، ولا ترقى بالقيم!

صارت الإعلانات تركز على الاستهلاكية البحتة! الترفيه، المادية، دونما التفات إلى عوامل أخرى. وبعضها يقدّم المرأة مثلاً على أنها دمية! وشغلها الشاغل مظهرها «المبهرج»!

ناهيك عن اعتماد أسلوب الغناء والرقص لكل شيء! من مقدمة لبرنامج أو دعاية لمطعم!!

بعض الإعلانات يخدش آداب المجتمع المتعارف عليها، فقد لا يليق الإعلان بالشارع لأنه ممر الجميع، بينما الإعلان موجه لفئة معينة بطريقة خاصة، إنها «عشوائية وفوضى» وتلوث بصري أن تقتحم الإعلانات بكل أنواعها شوارعنا ومحطاتنا! ومن المؤسف أن تزدحم حياتنا بمثل هذا الصنف السطحي من الإعلانات، لنبدو تافهين، وبعيدين عن أعرافنا وقيمنا، فتخيب الآمال وتهدر الأموال وتشوه الثقافة! والأسوأ عندما لا تقبل الملاحظات!!

إن أسلوب الدعاية والإعلان يحمل في طياته معاني كثيرة، واحترام الدور الاجتماعي وأدائه بما يناسبه هو احترام للجهة وسمعتها ووجودها بين مؤسسات المجتمع وأفراده.