في المرمى: لعلها خيرة
لا أدري، هل هي من محاسن الصدف أم من مساوئها؟ بأن يستهل منتخبنا الوطني لكرة القدم مشوار أهم تصفيات له منذ 20 عاماً بالتزامن مع استعدادات الكويت لاستضافة بطولة كأس الخليج العربي «خليجي 26» التي تسير بسرعة السلحفاة لتجهيز الملاعب وبقية الأمور اللوجستية المتعلقة بالبطولة، ولا أعلم ما إذا كان الاتفاق سيكون مع المساوئ أم مع المحاسن.
فالحسن في هذا الأمر أنه جعل بعض أصحاب المسؤولية، سواء من الاتحاد أو غيره من الجهات من هواة «الترزز» والبحث عن الصورة والخبر، يبتعدون عن كل ما من شأنه تشكيل ضغط سلبي على اللاعبين والفريق كما هي العادة في كل مناسبة سابقة، فشاهدنا هدوءاً يغلف الاستعدادات البسيطة للمنتخب إلى الدرجة التي غادر فيه المنتخب دون ضوضاء، وهو أمر محمود في مثل هذا الوقت.
أما ما يمكن وصفه بالسيئ، وهو ما قد يكون متناقضاً مع ما سبق «ولذلك تساءلت في البداية عما إذا كان الأمر من محاسن الصدف أم من مساوئها»، فهو ما نتابعه هذه الأيام من أخبار تشير جلها إلى انشغال مسؤولي الاتحاد الكويتي لكرة القدم بالتحضيرات للاستضافة بتركيز كبير إلى الدرجة التي توحي بإغفالهم الأهم، وهو تلبية ومتابعة احتياجات ومشاكل المنتخب. ولعل اجتماع أمس الأول للجنة التحضيرية العليا الذي عقد برئاسة وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب مؤشر جيد على ما نقول، ففي الوقت الذي يتواجد المنتخب الوطني في العاصمة الأردنية عمان لخوض أولى مبارياته في التصفيات المونديالية أمام شقيقه الأردني في بداية صعبة لانطلاق هذا المشوار نجد أن رئيس الاتحاد المكلف وأمينه العام وبعض أعضاء مجلس الإدارة مشغولون بحضور هذا الاجتماع، الذي كان من الممكن أن يتم طلب تأجيله ولفت انتباه من دعا له إلى أهمية التواجد إلى جانب الفريق الذي يحتاج إلى كل لحظة دعم معنوي له خلال هذه المهمة.
عموماً، سننتظر إلى ما بعد انتهاء الأزرق من مهمته في الجولتين الأوليين أمام الأردن «أمس الخميس»، والعراق الثلاثاء المقبل، كي نستطيع أن نقيم ونحكم هل كان بالأمر فائدة أم ضرر بانشغال أصحاب القرار والإدارة عن المنتخب في مثل هذه الأيام «فلعلها خيرة».
بنلتي
ما دام الشيء بالشيء يذكر، وما دمنا تحدثنا عن الاستعدادات لاستضافة «خليجي 26» فلعل من الواجب الإشارة إلى هواة السلبية ومحترفي الاصطياد في الماء العكر سواء من موتوري وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرهم، الذين لم يجدوا غير المطالبة بإعفاء الكويت من الاستضافة أو الاعتذار عنها بحجة عدم استعدادنا لمثل هذا الحدث، ونسي أصحاب مثل هذا الطرح «المسموم» أن بطولة «خليجي 23» تم استضافتها والاستعداد لها خلال مدة لم تتجاوز الأسبوعين، وكانت من الدورات الأنجح بشهادة جميع المسؤولين والضيوف الخليجيين.