انطلاق أعمال القمة الخليجية الـ43 في الرياض
ممثل سمو الأمير ولي العهد يترأس وفد البلاد في القمة
انطلقت أعمال الدورة الـ43 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم الجمعة في الرياض.
وقال ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان في كلمته بافتتاح القمة إن المجلس أقر في دورته الـ36 في عام 2015 رؤية خادم الحرمين الشريفين بشأن تعزيز العمل الخليجي المشترك.
وأوضح الأمير محمد بن سلمان أن هذه الرؤية أسهمت في تعزيز الدور الاستراتيجي لدول مجلس التعاون إقليمياً وعالمياً وتسريع وتيرة مسيرة المجلس في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية والسياسية بما في ذلك تعيين القيادات العسكرية مثل القيادة العسكرية الموحدة والشرطة الخليجية في ضوء تطورات مهمة خلال السنوات السبع الماضية التي واكبت تنفيذ الرؤى التنموية الطموحة التي تتبناها دول مجلس التعاون وخطة التحول الاقتصادي.
وأضاف أن المملكة العربية السعودية تعتزم تقديم الرؤية الثانية لخادم الحرمين الشريفين بما يعكس تلك التطورات ويأخذ بعين الاعتبار المستجدات الجيوسياسية التي تأثرت بها المنطقة إضافة إلى الدروس المستفادة من التجارب لمواجهة جائحة فيروس والدور المتنامي لمنظومة مجلس التعاون في القضايا الإقليمية والدولية والنمو الاقتصادي المتسارع والتنمية الاجتماعية والثقافية التي تمر بها دولنا وما يتطلب كل ذلك من تطور مستمر وقدرات استراتيجية لدول مجلس التعاون في جميع المجالات.
وأعرب الأمير محمد بن سلمان عن الثقة بأن «التعاون الوثيق بين دولنا سيؤدي إلى سرعة تحقيق الأهداف المنشودة».
وقال إن الدول الخليجية «تؤكد ضرورة وجود حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفق القرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية».
وأكد دعم السعودية «الكامل» للجهود الأممية الرامية للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية تماشياً مع مبادرة المملكة بإنهاء هذه الأزمة وفق المرجعيات الثلاث.
وأضاف «كما تؤكد المملكة ضرورة التزام إيران بالمبادئ والمواثيق الدولية والوفاء بالتزاماتها النووية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمحافظة على مبدأ حسن الجوار».
وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى أن المملكة تؤمن بأن مصادر الطاقة الهيدروكربونية ستظل مورداً مهماً لتلبية حاجات العالم لعقود قادمة «وإدراكاً منها لأهمية التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة وانطلاقاً من مسؤوليتها تجاه العالم والاجيال القادمة فإننا نواصل العمل المشترك لمواجهة التغير المناخي والسعي الجاد للحد من آثارها وتداعياتها».
وبيّن أنه في هذا المجال اتخذت المملكة العديد من الإجراءات حيث أطلقت مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر ومفهوم الاقتصاد الدائري للكربون والعديد من المبادرات الهادفة لتنمية مصادر الطاقة المستدامة، مشدداً على أن دول المجلس ستظل مصدراً آمناً وموثوقاً به لتزويد العالم بما يحتاجه من الطاقة.
واستذكر ما قام به رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل الشيخ خليفة بن زايد رحمه الله من أعمال جليلة لدولة الإمارات وجهود الخير في تعزيز مسيرة عمل المجلس سائلاً المولى له الرحمة والمغفرة ولرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد التوفيق والسداد.
كما هنأ أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على «النجاح المميز» باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022.
وقال الأمير محمد بن سلمان إنه في ختام ترؤس المملكة للدورة الـ42 من المجلس نهنئ سلطان عمان السلطان هيثم بن طارق على تولي عمان رئاسة الدورة الـ43 للمجلس الأعلى، متمنياً له التوفيق والسداد، ومؤكداً دعم المملكة المستمر لرئاسته ولمجلس التعاون الخليجي والأمانة العامة ودعم كل ما من شأنه ترسيخ العمل الخليجي المشترك.