غموض حول مصير المقترح الأميركي المحدث بشأن غزة

لندن على خط الضغوط وتحذير من «مجاعة تاريخية» في القطاع... وإسرائيل تشق شارعاً بـ «فيلادلفيا»

نشر في 08-09-2024
آخر تحديث 07-09-2024 | 19:38
فلسطينيون بمحيط مساكن مدمرة جراء غارات إسرائيلية في جباليا شمال غزة (شينخوا)
فلسطينيون بمحيط مساكن مدمرة جراء غارات إسرائيلية في جباليا شمال غزة (شينخوا)
أكملت حرب غزة شهرها الحادي عشر من دون مؤشرات على تراجع حدة القصف والغارات الإسرائيلية، أو احتمال التوصل إلى صفقة سريعة بين الدولة العبرية و"حماس» لإقرار هدنة وتبادل محتجزين، في حين حذّر تقرير أممي من أزمة جوع تاريخية بالقطاع، وأصدرت الاستخبارات الأميركية والبريطانية نداء مشتركاً لوقف النار وإحلال السلام.

في وقت أفادت أوساط أميركية بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تتجه لتأجيل طرح مقترحها المحدّث بشأن صفقة تبادل المحتجزين وإقرار هدنة قد تفضي إلى وقف النار بغزة، دخلت الحرب بين إسرائيل و"حماس»، شهرها الثاني عشر، أمس.

وبينما حذّر تقرير أممي من أزمة غذائية تاريخية بالقطاع، نقلت عدة تقارير عن مصادر إسرائيلية وأميركية أن واشنطن تتريث بطرح مقترحها الأحدث لسد الفجوات بين طرفي الحرب حتى يضغط الوسطاء، وعلى رأسهم مصر وقطر، على «حماس» لإعادتها إلى التفاوض، إضافة إلى تخوفها من أن يؤدي طرحها لثاني مقترح خلال أسابيع إلى إحراج إدارة بايدن التي تواجه معارضة شديدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي المتشدد بنيامين نتنياهو.

ونقلت شبكة سي إن إن الأميركية عن مسؤولين، أمس، أن «عقبات المفاوضات بشأن غزة أثارت شكوك البيت الأبيض حول نهاية الحرب قبل نهاية رئاسة بايدن في يناير المقبل». ونقلت القناة نفسها عن ديموقراطي مقرب من البيت الأبيض أن «بايدن أصبح مهووسا بقضية الرهائن ووقف إطلاق النار بغزة أخيراً».

وأتى ذلك بعد نفي نتنياهو تقارير نقلت عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن المفاوضين اقتربوا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

ورغم الضغوط الداخلية والخارجية المكثفة على قادة الدولة العبرية، قال نتنياهو إن الحديث عن اقتراب الصفقة «غير دقيق على الإطلاق. هناك قصة ورواية مفادها أن هناك اتفاقاً. إنها مجرد رواية كاذبة».

وزير خارجية تركيا: مصر «جبهة أمامية» في قضية فلسطين ويجب عدم تركها وحدها

نداء نادر

ومع استمرار تبادل إسرائيل و"حماس» الاتهامات بعرقلة التوصل إلى اتفاق الهدنة الذي تسعى له واشنطن من أجل احتواء خطر تصاعد العنف إقليمياً، أصدرت الاستخبارات الأميركية والبريطانية، أمس، نداء مشتركاً لوقف النار بغزة والوصول إلى السلام.

وفي بيان مشترك نادر لمدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، ورئيس جهاز المخابرات البريطاني، ريتشارد مور، أفاد بأن الوكالتين «استغلتا قنواتنا الاستخباراتية للضغط بقوة من أجل ضبط النفس وخفض التصعيد».

وفي مقال رأي لصحيفة فينانشيال تايمز، قال مديرا وكالتَي الاستخبارات إن «وقف النار في حرب إسرائيل ضد حماس يمكن أن ينهي معاناة المدنيين الفلسطينيين وخسائرهم المروعة في الأرواح، ويعيد الرهائن إلى ديارهم بعد 11 شهرا من الاحتجاز».

وفي تصريحات منفصلة، شدد بيرنز على أنه سيواصل العمل بأقصى ما يستطيع مع الوسطاء الآخرين لإيجاد مقترح أفضل بشأن غزة، لأنه لا يوجد بديل مناسب لتجنب التصعيد في المنطقة.

وأوضح مدير وكالة سي آي إيه أنه يعمل على اقتراح وقف النار «ونأمل أن يتم ذلك في الأيام المقبلة، وهذه مسألة إرادة سياسية».

من جهته، لفت رئيس المخابرات البريطانية الخارجية (إم. آي 6) إلى أنه يعتقد أن إيران لا تزال تعتزم الثأر لمقتل زعيم «حماس»، إسماعيل هنية، الذي وقع بطهران في أواخر يوليو الماضي، والذي تحمّل طهران مسؤوليته لإسرائيل.

وعندما سُئل مور عما إذا كانت طهران سترد، قال «أظن أنهم سيحاولون، ولن نكون قادرين على التخلي عن حذرنا تجاه نوع النشاط الذي ربما يحاول الإيرانيون» القيام به في هذا الصدد.

«فيلادلفيا» والضفة

وفي مؤشر ميداني على مُضي حكومة نتنياهو باتجاه خيارات تصعب الوصول إلى الصفقة، كشفت صور أقمار صناعية عن شروع الجيش الإسرائيلي بشق طريق يصل طوله إلى 6 كيلومترات على طول الحدود الجنوبية لغزة، أي على طول محور فيلادلفيا الفاصل بين القطاع الفلسطيني وسيناء. وعكست الصور إصرار نتنياهو على إبقاء قوات إسرائيلية عند الشريط الحدودي، وهي النقطة الرئيسية في الخلاف بشأن إبرام الصفقة.

وفي حين حذّر تقرير للأمم المتحدة، من أزمة الغذاء بغزة هي الأكثر شدّة في تاريخ التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية، توفيت طفلة فلسطينية، من خان يونس جنوب القطاع، بسبب سوء التغذية ونقص العلاج، ليرتفع عدد من ارتقوا بسبب سوء التغذية إلى 37 طفلاً.

على الصعيد الميداني، قتل61 فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال في غضون 48 ساعة بهجمات للجيش الإسرائيلي على أنحاء غزة، ليرتفع بذلك عدد قتلى الحرب منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر الماضي إلى 40939.

وفي الضفة الغربية، واصل الجيش الإسرائيلي حملته الواسعة بعدة مدن عقب انسحابه من جنين ومخيمها.

وأمس، طالبت عائلة الناشطة التركية ـ الأميركية، عائشة نور ايغي، التي قتلت أمس الأول بالرصاص خلال تظاهرة احتجاج ضد المستوطنات اليهودية في الضفة المحتلة بتحقيق مستقل في مقتلها، متهمة الجيش الإسرائيلي بقتلها، فيما أعرب وزير الخارجية الأميركي عن أسفه للحادث.

وقالت العائلة في بيان: «لقد خطفت من حياتنا من دون طائل وبطريقة غير قانونية وعنيفة، من جانب الجيش الإسرائيلي» الذي اعترف بإطلاق النار بعد تعرّض أفراده لإلقاء حجارة.

كما طالبت الأمم المتحدة بتحقيق شامل في الحادثة التي جاءت في وقت تواصل السلطات الإسرائيلية خطواتها الاستيطانية التوسعية، مع السعي لإقامة حزام عازل جنوب الخليل بالضفة.

إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن مصر، التي تواجه انتقادات إسرائيلية متصاعدة على خلفية التباين بشأن «فيلادلفيا»، «جبهة أمامية» في قضية فلسطين وأزمة غزة، مضيفا أنها تؤدي «دوراً مهماً جداً» في مسائل إيصال المساعدات الإنسانية ووقف الحرب، وأكد أهمية «عدم تركها وحدها».

back to top