في وقت يحذر سياسيون ومحللون من أن المنطقة قد تشهد تغيرات في الحدود الجغرافية بعد حرب غزة المستمرة منذ نحو 11 شهراً، علمت «الجريدة»، من مصادرها، أن مسؤولين أميركيين اقترحوا، في اجتماع افتراضي عقد أخيراً مع نظرائهم الإسرائيليين، تبادل أراضٍ بين لبنان وإسرائيل، في إطار تسوية شاملة، تنهي المواجهات القائمة بين «حزب الله» وتل أبيب عبر الحدود، كما تغلق نهائياً ملف النزاع الحدودي البري بين لبنان وإسرائيل بعد أن جرى ترسيم الحدود البحرية في 2022.
وبحسب معلومات «الجريدة»، كرر الجانب الإسرائيلي خلال الاجتماع المخصص للبنان مطلبه الأساسي بضرورة انسحاب الحزب عسكرياً بشكل كامل إلى مسافة 10 كلم بعيداً عن خط الحدود، وهو ما يرفضه الحزب حتى الآن. وفي المقابل، برزت نقطتان عالقتان في مقترح واشنطن للتسوية الدبلوماسية، أولاهما مسألة آخر نقطة برية وأول نقطة باتجاه البحر التي يطلق عليها اسم «النقطة B1» والتي أُجلت معالجتها منذ إنجاز الترسيم البحري.
وبحسب المعلومات، فإن المقترح المقدم بشأن هذه النقطة هو إقرار لبنانيتها على أن تنتشر فيها قوات تابعة للأمم المتحدة كجهة ضامنة للجانبين.
أما النقطة الثانية، فهي مسألة التعدي الجغرافي والعمراني الإسرائيلي على أراضٍ لبنانية في مستوطنة مسكاف عام، وهنا يقترح الأميركيون إمكانية تبادل أراضٍ بشكل لا تتغير معه معالم المستوطنة، مقابل أن يحصل لبنان على مساحة مضاعفة للمساحة المتعدى عليها من جانب الإسرائيليين.
وتبقى مسألة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر مؤجلة إلى مرحلة لاحقة.
في غضون ذلك، ليس هناك من جواب واضح حتّى الآن على السؤال المرتبط بخلفية تصعيد العمليات الإسرائيلية، وما إذا كان عبارة عن تمهيد لمرحلة عسكرية جديدة مقبلة في إطار توسيع العمليات، أم أنه يندرج في سياق استهداف مواقع الحزب في كل منطقة جنوب نهر الليطاني.
كما أن المعلومات الدبلوماسية لا تزال متضاربة بشأن مصير جبهة جنوب لبنان، فمصادر دبلوماسية غربية وأميركية تشير إلى استبعاد اندلاع حرب واسعة، مع تأكيدات بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تبذل كل الجهود الممكنة للتوصل إلى تهدئة سواء في غزة أو في باقي الجبهات.
في المقابل، تشير تقديرات دبلوماسية إلى أن الإسرائيليين يريدون الاستفادة من الفترة الممتدة من الآن حتى الانتخابات الأميركية في نوفمبر بهدف إضعاف «حزب الله» قدر الإمكان.
عربياً، لا يزال هناك تخوف قائم من احتمال اتساع رقعة الصراع، لا سيما أن استراتيجية الأحزمة النارية، يمكن أن تكون وسيلة تمهيد لعمليات عسكرية مختلفة في المرحلة المقبلة. ولا تفصل المصادر الدبلوماسية العربية هذه الوقائع الميدانية عن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين يشيرون إلى ضرورة التصعيد ضد الحزب، وآخر التصريحات كلام رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي الذي أشار أمس الأول إلى الاستعداد للقيام بخطوات هجومية ضد الحزب.