أردني يقتل 3 حراس أمن إسرائيليين على «جسر اللنبي»
تل أبيب تغلق المعابر و«حماس» تشيد وعمّان تحقق... و«السلطة» تحمّل الاحتلال وواشنطن المسؤولية
• اتهامات إسرائيلية لسموتريتش وبن غفير بدفع التصعيد في الضفة والسعي لإشعال «حرب يأجوج ومأجوج»
في حادث يعد الأول من نوعه على الحدود بين الأردن والضفة الغربية المحتلة منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر الماضي، قتل 3 إسرائيليين، أمس، بإطلاق نار نفذه سائق شاحنة أردني على جسر اللنبي (جسر الملك حسين)، عند معبر الكرامة الحدودي مع الأردن.
وذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن منفذ الهجوم اقترب في شاحنة قادمة من الأردن وخرج منها وفتح النار على قوات الأمن الإسرائيلية العاملة على الجسر وقتل «3 مواطنين إسرائيليين»، قبل أن يُقتل بإطلاق نار إسرائيلي. ونقلت وكالة فرانس برس عن الجيش إن القتلى الثلاثة كانوا «يعملون حراس أمن» وليسوا من قوات الشرطة أو الجيش.
إغلاق المعابر
وأغلقت سلطات الاحتلال الاسرائيلي الطرق المؤدية إلى المعبر ومدينة أريحا الفلسطينية في الضفة، وشرعت بعمليات تمشيط واسعة بحثا عن مسلحين محتملين، كما تم استدعاء خبراء المتفجرات، نظرا للاشتباه بوجود عبوة ناسفة داخل الشاحنة، وجرى اعتقال العديد من العمال والسائقين الموجودين في المعبر.
وأشارت التحقيقات الإسرائيلية الأولية إلى أن السائق كان قد أخفى مسدساً في شاحنته.
وأغلقت سلطة الاحتلال المسؤولة عن المعابر الحدودية كل النقاط البرية من إيلات في الجنوب إلى بيت شان في الشمال مع الأردن، الذي يعتبر المنفذ البري الرئيسي للضفة الغربية، والذي يستخدم لتنقّل الفلسطينيين منها وإليها، إضافة إلى كونه ممراً رئيسياً للبضائع القادمة من العالم الخارجي للضفة وغزة.
وأفادت التقارير بأن مئات الشاحنات القادمة من الأردن باتت عالقة على الحدود.
الأردن يحقق... وفصائل ترحب
على الجانب الأردني، فتحت وزارة الداخلية تحقيقاً رسمياً في الحادث الذي وقع على الجانب الآخر من المعبر، الذي تم إغلاقه إلى إشعار آخر، فيما أفادت مصادر بأن منفذ الهجوم يدعى ماهر ذياب الجازي (39 عاما) من بلدة أذرح شرق مدينة البتراء جنوب المملكة.
ورأت رئاسة السلطة الفلسطينية أن «المنطقة تدفع ثمن سياسات إسرائيل المدعومة أميركيا، ومحاولات احتواء الانفجار دون وقف العدوان نوع من الجدل العقيم».
وأشادت «حماس» بـ «العملية البطولية التي نفذها نشمي من نشامى الأردن»، معتبرة أنها «رد طبيعي على المحرقة التي ينفذها العدو الصهيوني النازي بحق أبناء شعبنا، وهي تأكيد رفض الشعوب العربية للاحتلال وجرائمه، وأطماعه في فلسطين والأردن». ودعت «الشعوب العربية والإسلامية إلى الانتفاض رفضا للعدوان وحرب الإبادة».
كما اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن العملية «أصدق تعبير عن نبض الشعب الأردني والشعوب العربية والمسلمة تجاه مجازر العدو».
نتنياهو وإيران
وفي أعقاب العملية التي تأتي بعد يوم من إنهاء الجيش الإسرائيلي اجتياحاً واسعاً لشمال الضفة الغربية استمر نحو 10 أيام، وتخلله مقتل 40 فلسطينياً وتدمير كبير للبنية المدنية، حذّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من أن «إسرائيل محاطة بأيديولوجية قاتلة يقودها محور الشر الإيراني»، معتبراً أنه في الشرق الأوسط «بدون سيف لا يوجد خلود».
وذكر أنه «في الأيام الأخيرة، قام إرهابيون حقيرون بقتل 6 من مختطفينا بدم بارد، و3 من ضباط الشرطة الإسرائيلية»، مضيفاً أن «ما يمنع تدمير شعبنا كما كان في الماضي هو قوة دولة إسرائيل وقوة جيشها».
وتحدث نتنياهو عن أنه يدرس اتخاذ إجراءات «لمحاربة الإرهاب المتزايد»، في الضفة الغربية، بما في ذلك بناء حاجز على طول الحدود الشرقية.
وفي حين أعرب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ عن ثقته بأن كل الأطراف ستفتح تحقيقا شاملا للوقوف على ملابسات الحادث الخطير، اعتبر وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير أن بلده في حرب ليس فقط مع غزة و»حزب الله»، وإنما الضفة الغربية أيضا.
وفي ظل استعصاء جهود التوصل إلى هدنة بغزة أو تسوية دبلوماسية لاحتواء خطر تحوّل الاشتباكات الحدودية مع «حزب الله»، ذكر نتنياهو أنه أصدر تعليماته للجيش بالاستعداد لتغيير الوضع في الشمال.
ولفت إلى أن «الوضع لا يمكن أن يستمر، ونحن ملتزمون بعودة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم» بعد نحو عام من مغادرتها جراء القصف المتبادل والمخاوف من اندلاع حرب شاملة.
يأجوج ومأجوج
وتزامن ذلك مع تحذير ضباط كبار بالجيش الإسرائيلي في تصريحات لـ «يديعوت أحرونوت» من أن «المستوى السياسي يشجع على التصعيد بالضفة المحتلة، واتهموا الوزير بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالسعي لإشعال «حرب يأجوج ومأجوج» بالمنطقة.
جاء ذلك في وقت شهدت عدة مدن إسرائيلية، ليل السبت، تظاهرات حاشدة قال منظموها إنها «ضمت أكثر من نصف مليون شخص»، ووصفوها بأنها «الأكبر في تاريخ الدولة العبرية»، وذلك لمطالبة الحكومة بإبرام اتفاق هدنة مع «حماس» يفضي إلى الإفراج عن الرهائن المحتجزين بالقطاع المدمر.
احتضار التفاوض
ومع ارتفاع مؤشرات بورصة التصعيد العسكري مجدداً، عبر تجديد سفير إيران لدى بغداد وعيد بلده بالانتقام لمقتل إسماعيل هنية في طهران، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن جهود الرئيس الأميركي جو بايدن منذ أشهر للتوصل إلى اتفاق لوقف النار وإطلاق سراح المختطفين من غزة، تواجه خلال الأيام الأخيرة تحديات، مما وضع الاتفاق في «وضع خطير وغير مستقر».
وفي غزة، أعلنت السلطات الصحية ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية التي دخلت شهرها الثاني عشر أمس إلى «40 ألفا و972 شهيدا و94 ألفا و761 جريحاً»، من بينهم 33 قتيلا و145 مصابا سقطوا خلال الـ 24 الماضية. وادّعى جيش الاحتلال أنه اغتال في قصف جوي قائد الوحدة الصاروخية في لواء شرق خان يونس التابع لـ «حماس» رائف سلمان.