افتُتح المعرض الشخصي الأول للفنانة منيرة الشامي بعنوان «بنت ابجاد»، أمس الأول، في مقر بيت السدو، حيث تستكشف في أعمالها الهواية والتراث، والتوازن بين الحياة التقليدية والحديثة في إطار الثقافة البدوية.
وحضرت المعرض رئيسة جمعية السدو الشيخة بيبي دعيج الصباح، وجمع من الفنانين والمهتمين.
وبهذه المناسبة، قالت الشيخة بيبي الصباح: «إطلاق معرض بنت ابجاد للناسجة والفنانة منيرة الشامي، خلال وجودها في بيت السدو، ضمن برنامج الفنان المقيم لاستديو سدي، حيث دخلت في عالم السدو، وأصبحت ناسجة من أعلى المستويات، وأيضاً تعمَّقت في البحث والدراسة عن النقوش والمعاني لبعض الأساليب والألوان في السدو».
وتابعت: «نحن فخورون بأن لدينا جيلاً جديداً من الناسجات. الهدف من وراء هذا البرنامج، هو إيجاد جيل جديد من الناسجات المبدعات اللاتي يعبِّرن عن فنهن وأنفسهن عن طريق هذه الحرفة».
من جانبها، قالت الفنانة منيرة الشامي إن المعرض عبارة عن ثلاث قطع من السدو، ويسرد قصة بنت في مرحلة انتقالية من كونها بنت إلى امرأة، وحين كانت البنت في عُمر ست أو سبع سنوات تقوم بالنسج للتحضير لبيت المستقبل، وتلك القطع الفنية تشرح الانتقال من حياة إلى أخرى، لافتة إلى أنها استعملت الفن المعاصر مع الفن التقليدي (السدو)، وعملت قطعاً تدمج بين الصوت والصورة. وذكرت أنها شاركت سابقاً بمعرض «سدي» عام 2019 مع مجموعة من الفنانين.
وحول سبب اهتمامها بفن السدو، أكدت الشامي أنه فن عريق له تاريخ طويل، مشيرة إلى أنها تحب التعمق في الأشياء التراثية التي تحمل معنى، و«أثرت في ثقافتنا اليوم»، فكانت المرأة البدوية تعبِّر عن نفسها بالنقوش المشجرة، والرسومات المتنوعة.
وعن أكثر شيء أعجبها بفن السدو، قالت إنه فن تاريخي، ويشكِّل جزءاً مهماً من التراث الشعبي والثقافي، إضافة إلى أنه يعلِّم الصبر.
وشاهد الحضور ثلاثة عوالم ومراحل في المعرض: بنت ابجاد، والشجرة، والباب، وهذه العوالم تعكس صورة المرأة البدوية في انتقالها الدائم، مستكشفة هويتها وجذورها.
وترصد منيرة العلاقة بين التراث والحداثة في نسيج واحد، متخذة من السدو لغة للتعبير، فكل قطعة شاهدة على صمود المرأة وقدرتها على التكيف، وتحكي حكايات من خلال السدو عبر الأزمنة، متجاوزة حدود الزمان والمكان، فكانت «بنت ابجاد» تجربة غامرة تجمع بين الصوت والصورة، وتمنح لمحة عن منزل بدوي تقليدي، تحديداً الخيمة الرئيسية، «بيت الشعر».
وفي قلب هذه الخيمة عادة ما يكون هناك فاصل مركزي يسمَّى «ابجاد»، وهي قطعة كبيرة من السدو منسوجة يدوياً بأيدي نساء العائلة. تتميز هذه القطعة بزخارف وتصاميم وألوان دائمة مستوحاة من إبداعهن، ومحيطهن، وثروتهن. ومن خلال هذه القطعة تتساءل الفنانة عن مفهوم الدوام والأبدية، فتعيد النظر في الأشكال والتصاميم الموجودة على نسج السدو. فهي دعوة للتأمل في هويتنا المتغيرة، وفي جذورنا التي تتشعب وتنمو.
أما عمل الشجرة، فهو عمل فني متجدد، يعتمد على تصميم الزخارف. هذا الاسم يُطلق أيضاً على العمود الأوسط الرئيسي في قطعة السدو المنسوجة، حيث تكون الزخارف أكثر تفصيلاً. هذه القطعة تتحدى فكرة الدوام، فهي تتغيَّر باستمرار، وتأخذ أشكالاً مختلفة. ومن خلال هذه القطعة، تقدم الفنانة الشجرة كلوحات قماشية مطبوعة بالحبر. هذه اللوحات تتكون من ثمانية عشر جزءاً، مجزأة إلى ستة أجزاء، وكل جزء يتكون من ثلاثة وثلاثين خيطاً.
من خلال هذا العمل، تُظهر الفنانة مدى دقة العمليات الحسابية التي تدخل في تصميم الزخارف. ورغم أن النساء آنذاك لم يكنَّ يجدن القراءة والكتابة، فإنهن استخدمن عمليات حسابية لابتكار تصاميم معقدة. أما الباب، فهو عمل فني يجسِّد فكرة الفتحة والمرور والتغيير.
يتكون هذا العمل من هيكل خشبي منسوج ومثقب بدقة، يذكرنا بباب الخيمة البدوية. هذا الهيكل يرمز في الوقت نفسه إلى الخصوصية والانفتاح. ومن خلال هذا العمل، تتحدى الفنانة التأثيرات الحديثة على الحياة البدوية، فهي تجمع بين المواد التقليدية، مثل: الخشب، والصوف، والقطن، مع مواد حديثة، مثل: الطلاء، والزجاج، لتخلق عملاً فنياً يعبِّر عن البدايات الجديدة والتغيرات المستمرة.