برلين تقنع كييف بضرورة مشاركة موسكو في أي مفاوضات سلام مقبلة بشأن أوكرانيا
أعلن المستشار الألماني، أولاف شولتس، أنه اتفق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية من أجل إنهاء الحرب ومشاركة روسيا في مؤتمر السلام المقبل.
وخلال المقابلة الصيفية مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني «زد دي إف»، قال شولتس الذي ينتمي الى الحزب الاشتراكي الديموقراطي: «أعتقد أن هذه لحظة يتعين فيها مناقشة كيفية الخروج من حالة الحرب هذه، وصولا إلى السلام بسرعة أكبر مما يوحيه الانطباع الحالي».
وردا على سؤال عما إذا كان ينبغي عقد مؤتمر سلام آخر، أجاب شولتس: «في كل الأحوال، سيكون هناك مؤتمر سلام آخر. وأنا والرئيس زيلينسكي متفقان على أنه يجب أن يكون مؤتمرا تشارك فيه روسيا أيضاً».
وتجنّب شولتس الإجابة بشكل مباشر عن سؤال حول ما إذا كان لا يزال يثق بزيلينسكي، بعد تقارير تحدثت عن تورّط مواطن أوكراني في تخريب خطّي أنابيب نورد ستريم في بحر البلطيق.
وقال: «لدي علاقة جيدة مع زيلينسكي. وفي الوقت نفسه، من الواضح تماماً بالنسبة لي أن هذه المسألة يجب كشف ملابساتها». وأضاف أنه سعيد بالتقدم الكبير الذي حققه المدعي العام الاتحادي والسلطات الأمنية في تحقيقاتهم، وفق ما تم إعلانه.
وتحاول أوكرانيا الحصول على موافقة المجتمع الدولي على خطة سلام خاصة بها. وكانت العديد من الدول وافقت بالفعل على هذه الخطة خلال مؤتمر السلام الخاص بأوكرانيا، الذي عقد بسويسرا في يونيو الماضي، لكن روسيا لم تشارك فيه.
وتنص خطة السلام المقدمة من أوكرانيا على انسحاب روسيا من جميع أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، ودفع تعويضات ومثول جميع المسؤولين عن الحرب، سواء من السياسيين أو العسكريين، أمام محكمة دولية.
وفي ظل تقدم القوات الروسية نحو مدينة بوكروفسك ذات الأهمية الاستراتيجية في دونتسيك، سعياً لاختراق خطوط الدفاع الأوكرانية، قالت وزارة الدفاع الرومانية، أمس، إنها تبحث عن شظايا محتملة لطائرة مسيّرة بعد أن تعرّض مجالها الجوي للاختراق في هجوم روسي وقع الليلة الماضية على أوكرانيا المجاورة.
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية، أمس، أن وحدات الدفاع الجوي دمرت 15 من 23 طائرة مسيّرة وصاروخا موجها أطلقتها روسيا الليلة الماضية.
وتشترك رومانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، في حدود تمتد لمسافة 650 كيلومترا مع أوكرانيا، وشهدت أراضيها مرارا على مدى العام المنصرم سقوط شظايا من طائرات روسية مسيّرة.
وبمحاذاة نهر الدانوب، تقع الأراضي الرومانية على بعد مئات الأمتار فقط من موانئ نهرية أوكرانية تعرّضت لهجمات متكررة.
وقالت وزارة الدفاع، في بيان نددت فيه بالهجوم، إن «نظام مراقبة الرادار حدد وتتبّع مسار طائرة مسيّرة دخلت المجال الجوي الوطني، ثم خرجت باتجاه أوكرانيا».
وأرسلت رومانيا طائرتين مقاتلتين من طراز إف -16 لمراقبة الهجوم، وحذرت السلطات سكان منطقتي تولسيا وكونستانزا في جنوب شرق رومانيا، وطالبتهم بالاحتماء.
إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع إنها سيطرت على بلدة نوفوهروديفكا في منطقة دونيتسك على بعد 12 كيلومترا عن بوكروفسك، وهي مدينة مهمة لتحركات القوات الأوكرانية في المنطقة، سواء بالسكك الحديدية أو الطرق البرية. وكان عدد سكان بلدة نوفوهروديفكا قبل الحرب 14 ألف نسمة.