علمت «الجريدة» من مصادر دبلوماسية في بيروت، أن السعودية ستستضيف قريباً، ربما خلال الشهر الجاري، قمة إسلامية ـ عربية استثنائية لتشكيل موقف عربي ـ إسلامي واضح وموحد حول ضرورة إنهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 11 شهراً على قطاع غزة، وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وانسحاب الجيش الإسرائيلي منه، والدفع باتجاه حلّ الدولتين.
وأفادت المصادر بأنه تم التنسيق لعقد القمة بين السعودية وتركيا وإيران إلى جانب مصر وقطر اللتين تلعبان إلى جانب الولايات المتحدة دور الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة من خلال اتفاق لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس. وأضافت أن هذه المبادرة جاءت بعد أن فقدت الأطراف الإقليمية والدولية أي قناعة بإمكانية الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة بناء على آلية التفاوض المعتمدة منذ أشهر والتي لم تؤدِّ إلى أي نتيجة.
وبحسب المصادر، هناك قراءة إقليمية تعتبر أن مشروع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يهدد القضية الفلسطينية، ويقضي على حل إقامة دولة مستقلة للفلسطينيين، فحسب، بل يهدد الأمن القومي لعدد من الدول المحيطة خصوصاً مصر والأردن اللتين ترفضان بشكل قاطع أي عملية تهجير للفلسطينيين.
وقبل أيام وجه نتنياهو اتهامات إلى مصر بتهريب الأسلحة إلى «حماس» عبر محور فيلاديلفيا، وهو ما استدعى ردود فعل واسعة على المستويين العربي والإسلامي للتضامن مع القاهرة.
من ناحيته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الخطوات التي اتخذتها تركيا في الآونة الأخيرة لتحسين علاقاتها مع مصر وسورية تهدف إلى «تشكيل خط تضامن ضد التهديد التوسعي المتزايد» لإسرائيل.
ولا ينفصل ذلك عن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حول الاتفاق السعودي ـ الأميركي الذي يتضمن تطبيعاً سعودياً - إسرائيلياً، خصوصاً إشارته إلى أن إسرائيل ترفض أي صيغة اتفاق تنص على حلّ الدولتين وترفض الاعتراف بدولة فلسطينية، وهما شرطان أساسيان لدى الرياض، وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك اتفاق بين الجانبين، مما يستدعي إعادة إنتاج قوة عربية وإسلامية يمكن أن تحقق التوازن في المنطقة بوجه السياسيات الإسرائيلية الخطيرة.
وفي طهران، قالت مصادر مقربة من مكتب رئاسة الجمهورية إن الرئيس مسعود بزشيكان أبدى استعداده للمشاركة في أي قمة إسلامية، لكن حتى الآن هناك على جدول أعماله زيارة مقررة إلى العراق بعد غدٍ الأربعاء، وزيارة مدينة قازان الروسية للمشاركة في قمة مجموعة بريكس الشهر المقبل. إلى ذلك، قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، أمس، إن اجتماع المجلس الوزاري الـ161 لمجلس التعاون سيعقد اليوم الاثنين بمقر الأمانة العامة بمدينة الرياض برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري وحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون.
وذكر البديوي، في بيان، أنه سيعقد على هامش اللقاء الاجتماع الوزاري المشترك السابع للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاجتماع الوزاري المشترك للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون والهند بحضور وزير خارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكر والاجتماع الوزاري المشترك بين مجلس التعاون والبرازيل بحضور وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، كلّ على حدة.
وأكد البديوي أن «الوزاري الخليجي» سيبحث شؤوناً خليجية إضافة إلى آخر التطورات الإقليمية والدولية.