إسرائيل تضرب إيران في سورية قبيل «أربعين» هنية

مصر تُصعّد بدعم خليجي... ووزراء الخارجية العرب يبحثون في القاهرة حرب غزة بحضور تركيا

نشر في 09-09-2024 | 11:26
آخر تحديث 09-09-2024 | 19:25
رغم تأجيل إيران ردها على اغتيال زعيم «حماس» إسماعيل هنية في طهران قبل نحو 40 يوماً، شنّت إسرائيل أكبر هجوم واسع على سورية، مستهدفةً مواقع مرتبطة بالوجود الإيراني. وفي المقابل صعّدت الدبلوماسية المصرية نبرتها بمواجهة «الأكاذيب الإسرائيلية» الاستفزازية.

في ظل تقديرات باستعداد الائتلاف الإسرائيلي الحاكم لمرحلة طويلة من القتال والتصعيد على جبهات إقليمية متعددة، مع تراجع رغبته في إبرام اتفاق لوقف حرب غزة المتواصلة منذ 339 يوما، شنّت مقاتلات حربية إسرائيلية ليل الأحد ـ الاثنين سلسلة ضربات استهدفت مواقع عسكرية مرتبطة بإيران في 4 مناطق سورية، ووصفت بأنها الأكبر منذ عدة سنوات.

ووقعت الموجة الأولى من الهجمات في منطقة مدينة مصياف غرب سورية، حيث أفيد بمقتل 16 وإصابة 19 بجروح متفاوتة، واستهدفت الموجة الثانية مدينة طرطوس الساحلية وهدفا بحريا قبالتها، وتسببت في مقتل 3 مدنيين و4 جنود سوريين، وفق الاعلام السوري.

وذكر المرصد السوري المعارض أن الموجات الأربع تسببت في مقتل 25 من بينهم 5 مدنيين و4 من الجيش والمخابرات السورية و13 سوريّا يعملون مع الإيرانيين، إضافة إلى 3 جثث مجهولة الهوية.

وأضاف أن الغارات استهدفت «مركز البحوث العلمية في مصياف ومواقع مرتبطة به»، مشيرا إلى أنه يجري تطوير «صواريخ دقيقة ومسيّرات» في المركز الذي يضمّ خبراء إيرانيين.

تنديد ونفي

وبينما نددت «الخارجية» السورية بالغارات التي لم تعلن إسرائيل المسؤولية عنها رسمياً، نفى المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية، ناصر كنعاني، صحة تقارير تحدثت عن قصف معمل تطوير أسلحة كيماوية يتبع إيران في مصياف، ورأى أن العدوان على غزة ولبنان وسورية، هو مواصلة لمحاولات إسرائيل لتوسيع رقعة الحرب.

وفي حين كرر المرشد الإيراني علي خامنئي حديثه عن «جواز التراجع التكتيكي بمجال السياسة والميدان في مواجهة العدو»، ذكر قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، أن إسرائيل محاصرة من العراق واليمن ولبنان.

اشتباكات بين أمن «السلطة» و«حماس» في جنين... و«الأوروبي» يبحث استئناف مراقبة الحدود بين غزة وسيناء

وعشية حلول أربعين زعيم «حماس» إسماعيل هنية، الذي قتل في قلب طهران، لفت سلامي إلى أن «العدو الصهيوني سيذوق طعم الانتقام، وسيدرك أنه لا يمكن له التلاعب بخطوطنا الحمر أو الضرب والهرب بسهولة».

تصعيد مصري

إلى ذلك، صعّدت الدبلوماسية المصرية لهجتها بمواجهة سياسات الدولة العبرية التي اتهمت رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بالسعي إلى تخريب جهود الوساطة بشأن غزة، وذلك بعد تنسيق مصري مع السعودية والإمارات.

وبعد زيارة لوزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي الى الإمارات، وزيارة لوزير الداخلية السعودية الى القاهرة تطرّقتا الى الأوضاع في غزة والضفة والضغوط الإسرائيلية المتصاعدة على مصر والأردن، قال عبدالعاطي، في مؤتمر مع نظيره الدنماركي لارس لوكا راسموسن في القاهرة، «كلما اقتربنا من اتفاق في غزة نواجه سياسات استفزازية لا تستهدف سوى مزيد من التصعيد. الأكاذيب الإسرائيلية تستهدف تحويل الانتباه عن التوصل إلى صفقة تبادل وتنفيذ وقف إطلاق النار بالقطاع».

كما أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال استقباله للممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، خطورة خطوات التصعيد المستمر، التي تدفع في اتجاه توسيع دائرة الصراع، مشدداً على المسؤوليات التي تقع على عاتق المجتمع الدولي، للضغط المكثف في اتجاه التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الجارية، بما في ذلك العنف والتصعيد الذي تشهده الضفة الغربية، وعلى النحو الذي ينزع فتيل التوتر بالمنطقة، ويستعيد الأمن والاستقرار الإقليميين.

وفيما لا تزال مسألة مراقبة الحدود وإدارة معبر رفح بين غزة ومصر عقدة رئيسية بمفاوضات وقف إطلاق النار، أعلن بوريل أنه يجري مفاوضات بشأن استئناف بعثته لمراقبة تلك الحدود، بهدف إجلاء سكان غزة المتضررين من العمليات القتالية الإسرائيلية والذين لم يتلقوا رعاية طبية.

جاء ذلك عشية عقد مجلس جامعة الدول العربية دورته الجديدة (162) على مستوى وزراء الخارجية العرب بالقاهرة اليوم، حيث تتصدر القضية الفلسطينية والانتهاكات الإسرائيلية أجندته.

وسيعقد الاجتماع بمشاركة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، حيث من المنتظر أن يلقي كلمة حول تطورات غزة، إلى جانب كلمة بوريل.

انسحاب وسحق

وفي تحرّك دبلوماسي آخر، قدّم الوفد الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، مشروع قرار لطرحه على الجمعية العامة الأسبوع المقبل، يدعو إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية خلال 6 أشهر، فيما علّق السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، على الخطوة بالقول: «لو أقرته الجمعية العامة في ذكرى مذبحة السابع من أكتوبر الأكثر وحشية ضد اليهود منذ المحرقة النازية، فسيكون مكافأة للإرهاب ورسالة للعالم بأن المذبحة الوحشية للأطفال واغتصاب النساء واختطاف المدنيين الأبرياء هي خطوة مربحة».

في المقابل، أشار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إلى عدم وجود اتفاق لإعادة الأسرى من غزة، قائلاً: «نبذل قصارى جهدنا لإعادتهم أحياء، لكن لن ننتحر جماعيا لأجل ذلك». وجدد حديثه عن أن الحرب ستنتهي عندما نسحق «حماس» و»حزب الله» اللبناني.

الضفة والقطاع

وفي ظل تحذيرات أمنية عبرية من تصعيد كبير بالضفة الغربية المحتلة، أعلن الأمن الأردني، اليوم ، استمرار إغلاق معبر جسر الملك حسين (اللنبي) أمام حركة المسافرين المغادرين والقادمين والشحن، على أن يفاتح اليوم أمام المسافرين فقط، وذلك غداة مقتل 3 إسرائيليين برصاص سائق أردني داخل المعبر المؤدي إلى الضفة الفلسطينية المحتلة.

وأوضحت السلطات الأردنية أنها تواصل التحقيقات بمبلابسات الحادث، مشيرة إلى أن المعبر سيتم فتحه اليوم أمام حركة المسافرين فقط، مع استمرار إغلاقه أمام حركة الشحن، حيث تتكدس عشرات الشاحنات المحملة بمحيطه.

وفيما أفيد عن اشتباكات بين أمن السلطة الفلسطينية ومسلحين من «حماس» في مخيم جنين بـ «الضفة»، قتل 16 فلسطينيا وأصيب 64 بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة.

back to top