في 9 سبتمبر 2014، كانت دولة الكويت على موعد مع حدث استثنائي غير مسبوق في تاريخ الأمم المتحدة يليق بتاريخها الإنساني المشرّف وريادتها في الأعمال الإنسانية والإغاثية لشعوب العالم، حيث تم اختيارها «مركزا للعمل الإنساني» وتسمية سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد، يرحمه الله، «قائدا للعمل الإنساني».
ومع حلول الذكرى العاشرة للمناسبة، يتجدد الالتزام الكويتي الراسخ بمواصلة تلك المسيرة المباركة من العطاء الصادق المبني على قيم إنسانية خالصة والمترفع عن سياسات الاستقطاب والمحاور.
وأكد سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، لدى استقباله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال زيارته الأخيرة إلى البلاد، الالتزام بمواصلة الكويت نهجها المعهود في دعم العمل الإنساني العالمي.
ذلك التأكيد الكويتي المتجدد قوبل بـ «ثناء وامتنان» أممي عبّر عنه الأمين العام للأمم المتحدة بشأن دور الكويت البناء بالمنطقة ومساهمتها في الجهود الإنسانية والكرم الذي لا مثيل له في العالم.
ومنذ استقلال الكويت وانضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة، أرست قواعد نهجها الثابت في سياستها الخارجية، مرتكزا على تبنّي تقديم المساعدات الإنسانية لكل البلدان المحتاجة بعيدا عن الاستقطابات الجغرافية والدينية.
وتنطلق البلاد من عقيدة راسخة وقناعة ثابتة بأهمية توحيد وتعزيز الجهود والشراكات الدولية، من أجل ضمان الأسس التي قامت لأجلها الحياة والمتمثلة في الروح البشرية.
وتؤكد الكويت، بشكل دائم في مختلف المحافل والمناسبات الدولية، أهمية تعظيم وتنسيق المساعدات الإنسانية والمساعدة الإغاثية التي تقدمها الأمم المتحدة في حالات الكوارث والأزمات إلى المناطق المنكوبة.
كما تؤمن إيمانا راسخا بالأهمية المطلقة لمد يد العون وتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية ومساعدة المتضررين والمحتاجين حول العالم.
وعلى مر العقود شكلت «الدبلوماسية الإنسانية» ركنا مهما في السياسة الخارجية الكويتية، ومعلما رئيسا من معالمها بعدما تركّزت جهودها على تنمية الروابط الإنسانية بين جميع الدول في مجالات الإغاثة.
ودأبت الكويت على تقديم المساعدات المستمرة لجميع المناطق التي تشهد صراعات أو كوارث طبيعية حول العالم، وتلك التي تحتاج إلى دعم التنمية فيها، وذلك عبر عدد من الجهات الحكومية وجمعيات النفع العام، لا سيما الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وجمعية الهلال الأحمر الكويتية والجمعية الكويتية للإغاثة.
واستهدف الدور الفاعل لجمعية الهلال الأحمر بالكويت خلال مسيرتها الإنسانية حول العالم ما يتجاوز 100 دولة منذ إنشائها عام 1966.
واتسمت المساعدات الإنسانية الكويتية بأنها موجهة للجميع من دون تمييز أو تفرقة بين دين أو جنس أو عرق، الأمر الذي منح العمل الإنساني الكويتي بُعدا قيميا فريدا.
«الخارجية»: التكريم الأممي لـ «كويت الإنسانية» اعتراف بريادتها في الأعمال الخيرية بالعالم
جاء ذلك في بيان للوزارة بمناسبة ذكرى مرور 10 أعوام على تسمية الأمم المتحدة دولة الكويت «مركزا للعمل الإنساني» وسمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد «قائدا للعمل الإنساني».
وقالت «الخارجية» إن هذا التكريم أتى تقديرا للاهتمام المتواصل للأمير الراحل بالقضايا الإنسانية ولدور سموه رحمه الله في مناصرة الشعوب المنكوبة في جميع أرجاء الكرة الارضية، سعيا إلى تخفيف آثار النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية ومد يد العون بمساعدات إنسانية تمنح للجميع دون تمييز أو تفرقة بين دين أو جنس أو عرق.
وجددت «الخارجية» بالمناسبة التأكيد على التزام دولة الكويت بالنهوض بالقضايا الإنسانية ودعمها للجهود الدولية في هذا المجال، مستلهمة ذلك من أعمال الخير التي جبل عليها الآباء والأجداد.
وأكدت حرصها الدائم على حفظ السلم والأمن الدوليين، وتعزيز التنمية في العالم، ومضيها بخطى ثابتة نحو الدفع لرفع المعاناة عن الشعوب المتضررة، وذلك في ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد.