على وقع تزايد الوضع الإقليمي والدولي تعقيداً، شهدت السعودية، أمس، سلسلة من الاجتماعات على مستوى وزراء خارجية مجلس التعاون، بمشاركة نظرائهم في روسيا والبرازيل والهند، هيمن عليها التعاون الاقتصادي والأزمة المتفاقمة في غزة.
ووسط تحذيرات من حرب إقليمية كبرى في الشرق الأوسط، استضافت الأمانة العامة لمجلس التعاون في الرياض، أمس، اجتماع المجلس الوزاري الـ 161 للدول الأعضاء و3 اجتماعات مشتركة مع وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف، والهند سوبراهمانيام جايشانكر، والبرازيل ماورو فييرا، على أن يُعقد لقاء خامس مع الصين اليوم.
وبحضور نظرائه الخليجيين، وفي مقدمتهم وزير الخارجية عبدالله اليحيا، ترأس رئيس الدورة الحالية وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن اجتماع المجلس الوزاري الخليجي الـ161، لبحث التطورات الإقليمية ومتابعة تنفيذ قرارات القمة الـ 44 بالدوحة في ديسمبر 2023، وكذلك المذكرات والتقارير المرفوعة من اللجان الوزارية والفنية والأمانة العامة، والموضوعات ذات الصلة بالحوارات والعلاقات الاستراتيجية بين دول المجلس والدول والتكتلات العالمية، إضافة إلى آخر التطورات الإقليمية والدولية.
وعلى هامش الاجتماع الخليجي، دعا الأمين العام لمجلس التعاون، جاسم البديوي، المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات جادة «على نحو عاجل»، لتوفير الحماية لغزة ومساندة جهود دولة فلسطين في نيل اعتراف المزيد من دول العالم ودعمها للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد مؤتمر دولي من أجل تحقيق السلام الشامل القائم على حل الدولتين.
وقال البديوي، خلال الاجتماع السابع للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون وروسيا: «من المؤسف أن يشوب عالمنا العديد من الصراعات والأزمات بما يؤثر جدياً على أمنه واستقراره»، مؤكدا أن دول مجلس التعاون تبذل «أقصى الجهود الممكنة» للإسهام في حل النزاعات وتسوية الخلافات من خلال الحوار والمفاوضات والوسائل السلمية والدبلوماسية.
وإذ دعا البديوي الحوثيين للانخراط بإيجابية مع الجهود الخليجية والأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، شدد على أن «التطورات في البحر الأحمر تمسّ بأمن الملاحة الدولية وتؤثر سلباً على عمليات التبادل التجاري العالمي، وبات من الضروري خفض التصعيد للمحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر وخليج عدن واحترام حق حرية الملاحة البحرية فيها، وفقا لأحكام القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وذلك حفاظا على مصالح العالم أجمع».
وقال البديوي إن مجلس التعاون يجدد دعمه لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ووقف إطلاق النار وحل الأزمة وتسوية النزاع بالمفاوضات، بهدف الوصول إلى حل سياسي مستدام والتخفيف من آثارها وتداعياتها، إضافة إلى دعم المجلس لجميع الجهود الرامية إلى تسهيل تصدير الحبوب والمواد الغذائية والإنسانية كافة، للمساهمة في توفير الأمن الغذائي للدول المتضررة.
بدوره، حذر وزير الخارجية الروسي من أن الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية كبرى، مشيرا إلى أن «عدم تسوية كل ملفات المنطقة سيؤدي إلى حرب شاملة».
وقال لافروف، خلال اجتماع الحوار الاستراتيجي: «روسيا تعمل مع جميع الأطراف لمنع الحرب، لكن من دون حل المشكلة الفلسطينية - الإسرائيلية، لن يتمكن الشرق الأوسط من التطور بشكل مستقر».
وأشار إلى أن «فشل المجتمع الدولي بوقف القتال في غزة وعرقلة واشنطن لكل القرارات الدولية لوقف إطلاق النار تسببا بتدهور حاد في الوضع العسكري السياسي بجميع أنحاء الشرق الأوسط، من حدود لبنان وإسرائيل إلى البحر الأحمر، وفي الوقت نفسه وصلت المواجهة بين إسرائيل وإيران إلى مستوى خطير جديد»، مشدداً على أن «العنف الحالي ضد الفلسطينيين غير مسبوق، ولم تشهده أي من الحروب العربية - الإسرائيلية».
وأوضح أن «روسيا ومجلس التعاون الخليجي يبذلان كل الجهود من أجل التوصل لوقف إطلاق النار وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس قرارات الشرعية الدولية».
ولاحقاً، استقبل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لافروف واستعرض معه العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك، وسبل دعمه وتطويره في مختلف المجالات.
كما تم خلال اللقاء، بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها بما يعزز الأمن والاستقرار، إضافة إلى بحث عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن رئيس مجلس الدولة، لي تشيانغ، سيبدأ اليوم زيارة تشمل الرياض وأبوظبي، موضحة أنه سيترأس الاجتماع الرابع للجنة الصينية - السعودية المشتركة الرفيعة المستوى.