مناظرة حاسمة باستراتيجيات متعارضة بين ترامب وهاريس
المرشحة الديموقراطية استعدت على 3 مراحل... ومنافسها الجمهوري يراهن على «ضربة في الوجه»
في جو مفعم بالضغوط والترقب، تواجه المرشحة الديمقراطية، المدعية العامة السابقة المعروفة بحزمها، نائبة الرئيس كامالا هاريس، الرئيس السابق ورجل الأعمال الثري مرشح الجمهوريين دونالد ترامب، الذي اشتهر بأسلوبه التهكّمي وهجماته الشخصية وأظهر خلال الانتخابات الرئاسية السابقة قدرته على توجيه هجمات لاذعة ضد خصومه، مما أدى إلى إضعافهم أو تشتيت تركيزهم.
وتبدو أجواء المناظرة مختلفة، بعدما دخلت هاريس السباق فجأة بعد انسحاب المرشح الأساسي الرئيس جو بايدن. واستطاعت حملة هاريس، في غضون أسابيع قليلة من دخولها حلبة المنافسة، أن تكتسب زخما كبيرا ألقى بظلاله على نتائج استطلاعات الرأي، وبات السباق محتدما.
ووجدت تحليلات أجرتها وسائل إعلام أميركية وغربية أن السباق بات متأرجحاً، وأن المرشحين متعادلان تقريبا في آخر أسابيع من الحملات الانتخابية، مما أثار تساؤلات عما إذا المناظرة المرتقبة يمكن أن تغيّر نتائج الاستطلاعات.
وباتت المناظرات الرئاسية منذ عام 1960 تقليدا متّبعا، ورغم أن الدستور لا يفرضها، فإنه عادة ما عمد مرشحو الرئاسة إلى استغلال الظهور التلفزيوني في المناظرات لتعزيز فرص فوزهم على حساب خصومهم السياسيين.
ووجدت تحليلات للمناظرات، التي أجريت قبل عام 2020، أنها لم تُحدث فارقا كبيرا، لكن المناظرات تغيرت منذ عام 2020 ليس بسبب تأثيرها على استطلاعات الرأي، ولكن لأنها لم تكن أكثر من مجرد «مباريات في الشتائم»، وفق المجلة.
وفي مناظرة 2020، وصف ترامب بايدن بأنه «غبي»، ووصف بايدن خصمه بأنه «مهرج» وسأله في غضب: «هل ستصمت يا رجل؟»
وفي أغلب الدورات الانتخابية، يكون المرشحون خاضوا حملات انتخابية لشهور بحلول موعد المناظرات، وهم معروفون بالفعل للناخبين. لكن هذه الانتخابات مختلفة، فقد دخلت هاريس السباق في وقت متأخر جدا، والعديد من الأميركيين ما زالوا يتعرّفون عليها.
وتشير أبحاث، أشارت إليها مجلة إيكونوميست البريطانية، إلى أن الناخبين يستفيدون أكثر من المناظرات عندما لا يعرفون الكثير عن المرشحين.
وتقول المجلة إنه إذا تمكنت هاريس من إظهار مهارتها أمام ترامب، في المناظرة، فقد تكتسب أصوات المزيد من الأميركيين.
3 مراحل
ونقلت «واشنطن بوست» عن مصادر مقربة من هاريس، أن استعدادات المرشحة الديموقراطية للمناظرة خضعت لعملية دقيقة من 3 مراحل، بدأت بتجميع فريق من الخبراء والمستشارين لمناقشة القضايا التي قد تثار في المناظرة، وثم إعداد وثيقة تحتوي على أهم الأفكار والرسائل السياسية التي ترغب هاريس في إيصالها، وتعمل على تعديلها وتطويرها بناء على النقاشات الداخلية، وفي المرحلة الأخيرة عقدت جلسات تدريب لتحسين توصيل الرسالة، وهو ما يساعدها على بلورة أفكارها وتقديمها بشكل فعال.
وعمل فريق بقيادة المحامية كارين دان، على تحضير هاريس لتكون مستعدة لكل الاحتمالات، مستفيدا من خبرتها السابقة في التعامل مع المناظرات الفردية.
وتلفت «واشنطن بوست» الى أن هاريس تتمتع بفرصة لإظهار تفوقها على ترامب الذي وصفته بأنه «رجل غير جاد»، وأن سياساته قد تتسبب في عواقب وخيمة إذا أعيد انتخابه وأنه بمنزلة تهديد للديموقراطية الأميركية.
وقالت هاريس إنها مستعدة لمواجهة الإهانات التي يطلقها ترامب وتشويهه للحقائق، حتى مع تركيز حملتها على الطبقة الوسطى وفرص مستقبل أفضل للبلاد.
وأضافت في مقابلة إذاعية مع برنامج ريكاي سمالي مورنينغ شو: «علينا أن نكون مستعدين لحقيقة أنه غير ملزَم بقول الحقيقة». وتابعت «يميل للدفاع عن نفسه وليس عن الشعب الأميركي، وأعتقد أن ذلك سيظهر خلال المناظرة».
ترامب يستعين بتايسون
ولدونالد ترامب، المقدم السابق لبرنامج ناجح من تلفزيون الواقع، خبرة في هذا النوع من المواجهات، إذ ستكون هذه مناظرته التلفزيونية السابعة.
وتبقى بعض لحظات مناظراته السابقة مطبوعة في أذهان الأميركيين، بدءا بإعلانه الشهير خلال مواجهته مع هيلاري كلينتون عام 2016 بأن منافسته الديموقراطية في حينه يجدر أن تكون «في السجن».
ويبقى السؤال المطروح الآن، كيف سيتصرف ترامب في مواجهة منافسة جديدة ينعتها بشكل متكرر بـ «الماركسية» والشيوعية؟
ولم يكشف قطب العقارات السابق سوى معلومات ضئيلة جدا عن الاستراتيجية التي سيتبعها.
وقال ببساطة خلال لقاء مع ناخبين مطلع سبتمبر «سأدعها تتكلم»، مضيفا: «يمكنكم الحضور مع كل الاستراتيجية التي تريدون، لكنّه يتعين عليكم التكيف مع الأجواء» خلال المناظرة. ثم اقتبس عن الملاكم مايك تايسون عبارة له، قائلاً: «الجميع لديهم خطة... حتى يتلقوا ضربة في الوجه».
وإذ يعتدّ ترامب بأنه ليس بحاجة إلى تحضيرات خاصة، أقر بأن «لديّ اجتماعات حول المسألة، نناقش الأمر، لكن لا يمكن القيام بالكثير».