خفض بنك مورغان ستانلي توقعاته لأسعار خام برنت للمرة الثانية في غضون أسابيع قليلة، وسط تزايد التحديات المرتبطة بضعف الطلب الصيني ووفرة المعروض.
ووفقاً لتقديرات البنك، من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 75 دولاراً للبرميل في الربع الرابع، مقارنة بتوقع سابق قدره 80 دولاراً بين أكتوبر وديسمبر، والذي تم تخفيضه الشهر الماضي من 85 دولاراً. كما تم تعديل توقعات العام المقبل بشكل طفيف نحو الانخفاض.
وفي سياق متصل، توقع «سيتي غروب» أخيراً أن تصل الأسعار إلى متوسط 60 دولاراً للبرميل عام 2025، ما لم تقم «أوبك+» بتخفيض أكبر للإنتاج.
كما قال مسؤولان تنفيذيان من شركتَي جانفور وترافيجورا العالميتين خلال مؤتمر في سنغافورة، الاثنين، إن أسعار النفط قد تتراوح بين 60 و70 دولاراً للبرميل، بسبب ضعف الطلب من الصين والفائض المستمر في المعروض العالمي.
على صعيد الأسعار، قفزت العقود الآجلة للنفط بنحو واحد في المئة صباح الاثنين مع اقتراب إعصار محتمل من ساحل الخليج الأميركي، ما ساعد أسعار النفط على تعويض بعض الخسائر التي تكبَّدتها الأسبوع الماضي.
وارتفع خام برنت 67 سنتاً أو 0.94 في المئة إلى 71.73 دولاراً للبرميل، في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 68 سنتاً أو واحداً في المئة إلى 68.35 دولاراً.
وانخفضت أسعار خام برنت في الجلسات الست الماضية بأكثر من 11 في المئة أو ما يقرب من تسعة دولارات للبرميل، وسجلت الجمعة أدنى مستوى عند التسوية منذ ديسمبر 2021.
وذكر محللون أن ارتفاع الأسعار كان في جانب منه رد فعل على إعصار محتمل في ساحل الخليج الأميركي.
وأفاد المركز الوطني الأميركي للأعاصير، الأحد، بأنه من المتوقع أن يتحول نشاط للرياح في جنوب غرب خليج المكسيك إلى إعصار قبل أن يصل إلى ساحل الخليج الأميركي في الشمال الغربي. ويوجد على ساحل الخليج الأميركي حوالي 60 في المئة من طاقة التكرير الأميركية.
وقال جون إيفانز، المحلل لدى «بي في إم»: «حدث تعافٍ طفيف في الأسعار هذا الصباح، بسبب تحذيرات من إعصار قد يضرب ساحل الخليج الأميركي، لكن الحديث لا يزال يدور عن مصدر الطلب والإجراءات التي يمكن أن يتخذها تحالف (أوبك+)».
واتفق تحالف «أوبك+» الأسبوع الماضي على تأجيل زيادة كانت مقررة في إنتاج النفط بمقدار 180 ألف برميل يومياً اعتباراً من أكتوبر لمدة شهرين، بسبب تراجع أسعار الخام.
وانخفضت هوامش التكرير في آسيا إلى أدنى مستوياتها الموسمية منذ عام 2020.
وأظهر تقرير لوزارة العمل الأميركية، الجمعة، ارتفاع الوظائف غير الزراعية لأغسطس، لكن بوتيرة أقل مما توقعه السوق.
وذكر محللون أن انخفاض معدل البطالة قد يبطئ وتيرة تخفيض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة. ومن شأن انخفاض أسعار الفائدة أن يزيد الطلب على النفط من خلال تحفيز النمو الاقتصادي.
فائض ومخاطر
وفي تفصيل لآفاق السوق، قال مسؤولان تنفيذيان من شركتي جانفور وترافيجورا العالميتين، المتخصصتين في تجار السلع الأولية، في مؤتمر الاثنين، إن أسعار النفط قد تتراوح بين 60 و70 دولاراً للبرميل، بسبب ضعف الطلب من الصين، والفائض المستمر في المعروض العالمي.
وتعرَّضت أسعار النفط لضغوط، بسبب مخاوف من تراجع الطلب على الخام في الصين والولايات المتحدة، رغم توقعات سابقة بانتعاشه خلال الصيف. وانخفضت الأسعار بعد أن لامست أكثر من 90 دولاراً للبرميل في وقت سابق من العام الحالي.
وتلقت الأسواق بعض الدعم، بعد أن اتفقت الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها في تحالف «أوبك+» الأسبوع الماضي على تأجيل زيادة إنتاج النفط التي كانت مقررة في أكتوبر ونوفمبر، لكن المتعاملين في قطاع السلع الأولية حذروا من أن هذا الهدوء النسبي قد يكون قصير الأجل.
وفي حديثه خلال المؤتمر السنوي للنفط في منطقة آسيا والمحيط الهادي (أبيك)، قال بن لوكوك الرئيس العالمي لقطاع النفط في «ترافيجورا»: «تلقى السوق القليل من الدعم فقط لشهرين، لكنه دعم ضئيل جداً حقاً»، مضيفاً أن أسعار النفط قد تنخفض «إلى 60 دولاراً في وقت قريب نسبياً».
وأشار إلى أن الأسواق احتاجت لمعرفة أن «أوبك» لن تضخ تلك البراميل الإضافية، أو على الأقل ستضخها بوتيرة أبطأ بكثير، وعلى أساس آجل، وليس عاجلاً.
من جهته، أوضح توربيون تورنكفيست، الشريك المؤسس ورئيس مجلس إدارة «جانفور» لتجارة الطاقة، أن القيمة العادلة للنفط تبلغ 70 دولاراً للبرميل، إذ إن إنتاج النفط عالمياً في الوقت الحالي يتجاوز الاستهلاك، ومن المتوقع أن يختل هذا التوازن أكثر على مدى السنوات القليلة المقبلة.
وأضاف: «المشكلة ليست في (أوبك)، لأنهم قاموا بعمل رائع في إدارة ذلك، لكن المشكلة هي أنهم لا يتحكمون بالأماكن التي ينمو فيها (إنتاج النفط) خارج (أوبك)، وهذا مهم جداً».
وقفزت العقود الآجلة للنفط بمقدار دولار في التعاملات المبكرة، الاثنين، مع اقتراب إعصار من ساحل الخليج بالولايات المتحدة.
وكالة الطاقة
تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو المعروض النفطي هذا العام بنحو 770 ألف برميل يومياً، ما سيعزز إجمالي المعروض إلى مستوى غير مسبوق يبلغ 103 ملايين برميل يومياً.
ومن المتوقع أن يزيد هذا النمو إلى المثل العام المقبل، ليصل إلى 1.8 مليون برميل يومياً مع تصدر الولايات المتحدة وكندا وجويانا والبرازيل الدول التي ستزيد إنتاجها.
وخلال حديثه في مؤتمر «أبيك»، قال جيم بوركارد نائب رئيس الأبحاث في ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس: «يتباطأ النمو في الولايات المتحدة، لكنه لن يتوقف، ولا يزال كبيراً، وهو ما يمثل تحدياً إضافياً لعملية صُنع القرار في (أوبك+)».
ويتوقع بوركارد أن تتعرض الأسعار لضغوط إضافية، بسبب زيادة «أوبك+» للإنتاج العام المقبل للمرة الأولى منذ 2022، وحتى إذا قرر التحالف عدم تنفيذ ذلك، فإن طاقة الإنتاج الفائضة عالمياً بما يشمل ما يفوق خمسة ملايين برميل يومياً في الشرق الأوسط ستضغط على الأسعار أيضاً. وأضاف: «دورة فائض المعروض من النفط مستمرة. ستنتهي، لكن ليس قبل 2026 أو ما بعدها».
وقال لوكوك من «ترافيجورا» إن الطلب الضعيف في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، يقلق الأسواق أيضاً. ولفت إلى أن بعض المتعاملين في السوق يعتقدون أن بكين ربما يكون لديها المزيد من إجراءات التحفيز الاقتصادي في جعبتها، بما يعتمد على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر.
وتابع لوكوك: «هناك العديد من الأمثلة عما يمكن أن تفعله الحكومة المركزية في الصين لمساعدة الاقتصاد حالياً، لكن لن يكون أي منها ضخماً بالدرجة التي تحتاجها السوق أحياناً».
القوة القاهرة
وقالت أربعة مصادر تجارية مطلعة لـ «رويترز» إن المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أعلنت أواخر الأسبوع الماضي حالة القوة القاهرة على تحميل عدة شحنات من الخام من ميناء السدرة النفطي مع استمرار تعطل الإنتاج نتيجة خلاف سياسي حول قيادة مصرف ليبيا المركزي، وهو جهة الإيداع القانونية الوحيدة لعائدات النفط.
وذكر مصدران أن المؤسسة لم تعلن حالة القوة القاهرة على كل عمليات التحميل بالميناء، وهو الإجراء الذي كان من شأنه إيقاف كل عمليات التحميل.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من المؤسسة الوطنية للنفط. ولم يتضح عدد الشحنات المتأثرة بالقرار. لكن أحد المصادر، وقد أُلغيت شحنة له، قال إن الأمر طال عدة شحنات.
وأوضح المصدر: «ليس إغلاقاً كاملاً، سيتم تحميل بعض الشحنات».
وتُعلن حالة القوة القاهرة عندما يحول وقوع أحداث مفاجئة من قدرة جهة ما على الوفاء بمتطلبات تعاقد أبرمته.
«بابكو إنرجيز»
قال الشيخ إبراهيم بن خالد آل خليفة نائب رئيس شركة بابكو إنرجيز البحرينية المملوكة للدولة إن الشركة تخطط لاستيراد خام أثقل بعد أن وسعت مصفاتها لتصل طاقتها إلى 380 ألف برميل يومياً من 267 ألف برميل يومياً.
وأشار نائب رئيس الشركة لتطوير الأعمال والعلاقات الحكومية خلال مؤتمر آسيا والمحيط الهادي للبترول إلى أن البحرين تحصل على نحو 220 ألف برميل يومياً من النفط من السعودية عبر خط أنابيب، وتستهلك 40 ألف برميل يومياً من إنتاجها المحلي لتشغيل المصفاة. وأضاف أن البحرين ستحتاج إلى استيراد خامات أثقل لتلبية احتياجات المصفاة من النفط بعد زيادة طاقة التكرير.