في المرمى: مجرد مباراة
طوال سنوات خلت ومضت والكويت تسعى جاهدة لمد جسور المحبة وتوطيد أواصر العلاقات السياسية والدبلوماسية المميزة مع العراق، لا خوفاً ولا خشية من أحد بل إيماناً كاملاً منها بأن استقرار العلاقات هو الطريق الأفضل للبناء والتطور في كلا البلدين ومستقبلهما ولأنها تؤمن بأن «تُهدى الأمور بأهل الرأي ما صلُحت... وإن تولت فبالأشرار تنقاد».
مباراة في كرة القدم هذا هو ما كان يجب أن يكون حدود لقاء اليوم الذي يجمع منتخبنا الوطني «الأزرق» مع شقيقه العراقي، لكن ولأن هناك من لا يعي حجم المسؤولية وتأثير الكلمات تحولت هذه المباراة إلى مادة إعلامية واجتماعية وسياسية لما يقرب من الأسبوعين.
بدأت الأزمة من تصريح غير محسوب بل وغير مسؤول من الرئيس المكلف للاتحاد الكويتي لكرة القدم بعدد الجماهير العراقية التي ستسمح الحكومة الكويتية بدخولهم ليفتح باباً لم يكن له داع للجدل بين الجماهير وغيرهم من متصيدي الفرص ولكل من هب ودب ليدلي بدلوه ناهيك عمن يبحث عن بث سمومه ونفث أحقاده على الكويت، ولتتحول أجواء ما قبل المباراة إلى ساحة تراشق وسباب قبل أن تتدخل الحكومة ممثلة بنائب رئيس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية بالوكالة الشيخ فهد اليوسف وينزع فتيل الأزمة باجتماع تخلله قرار تلاه تصريح يؤكد من خلاله ضمنياً أن القرارات الحكومية لا يحق لأي شخص أن يصرح بشأنها ما لم يكن مخولاً ليضع حداً لمعركة وهجوم ما كان له أن يكون لو كان هناك من يتمتع بالحصافة قبل التصريح لحساب التبعات.
وكنا نعتقد أن الأمور ستنتهي عند هذا الحد ونعود إلى الأجواء الرياضية قبل أن ندخل في أزمة أخرى فتحولت مبادرة إنسانية بدأت بموافقة السلطات الكويتية على استقبال لاعب المنتخب العراقي المصاب أيمن حسين للعلاج في أحد مستشفيات الكويت وهي خطوة تأكيداً تأتي ضمن ما تؤمن به قيادتنا بأن عراق اليوم والتعامل معه يجب أن يكون بمنأى عن مآسي ومعاناة الماضي وتوطئة لمواصلة طريق التعامل الإنساني للكويت مع كل ما من شأنه الإبقاء على صورة ناصعة ومميزة لهذا البلد الذي يمد يد العون للجميع وفي كل أصقاع المعمورة، لكن البعض أبى إلا أن يعكر صفو هذه الأجواء بالتصيد ليبدأ همزاً ولمزاً بالمقارنة بين اهتمام السلطات الطبية في رعاية اللاعب وبقية المرضى الكويتيين وهي مقارنة تأكيداً في غير محلها.
لذلك نقول لهؤلا:ء اتقوا الله في بلدكم واحترموا ضيوفها لأنكم بذلك تحترمون قيادتكم التي هي من قررت استضافتهم حاولوا فقط حاولوا أن تنقلوا صورة كويت الإنسانية والتسامح للعالم وألا تكونوا وقوداً يستخدمكم من يسعى للتحريض وتأجيج الفتن.
بنلتي
استمعت بحسرة ودهشة لما أدلى به مدير العلاقات العامة في الاتحاد الكويتي لكرة القدم حول أزمة التذاكر وصعوبة ترقيم المقاعد في مباراة اليوم على استاد جابر، وبقدر الألم إلا أن ذلك لم يمنعني من الضحك فكما يقال «شر البلية ما يضحك»... لكن «الشرهة مو عليه» بل على من وضعه في هذا الموقف والذي بالصدفة «اللي اختاره» هو من اختار الشركة التي تولت مسؤولية بيع التذاكر العشوائية وغير المنظمة والتي تنم عن افتقار لأبسط معاني المعرفة والإدراك لتنظيم المنافسات الرياضية.