نجح العرض المسرحي الكويتي (صمت)، للمؤلف والمخرج سليمان البسام، في خطف الأنظار خلال فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، إذ شكَّل العرض لغة مسرحية معاصرة ومتجددة عبر تناوله كارثة انفجار مرفأ بيروت.
وأعرب البسام عقب انتهاء العرض على خشبة مسرح الفلكي بالجامعة الأميركية في القاهرة عن سعادته بالمشاركة في فعاليات الدورة الـ 31 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، واللقاء المستمر مع الجمهور المصري، آملاً رفع راية المسرح الكويتي عربياً وعالمياً.
وأوضح أن العرض المسرحي «هو صرخة في ظلام دامس»، وتعبير عن الأوضاع التي تعيشها المنطقة منذ سنوات، وتراكم الفقر والجهل الممنهجين، والصراعات المفتعلة، وضيق الرؤية، معتبراً أن هذا العمل «شاعري سياسي».
وأشار إلى أن هذا السرد المسرحي يتم على خلفية انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020، والذي يُعد أضخم انفجار غير نووي في التاريخ، حيث يرسم العمل أفكاراً مختلفة متضاربة ومتناقضة في ذهن مسرحي عربي اختار الصمت كشكل مطلق للتعبير.
أيام قرطاج المسرحية
وذكر أن هذا العرض رأى النور على خشبة مسرح الفن الرابع بتونس في ديسمبر 2023 ضمن عروض المسابقة الرسمية للدورة الـ 24 لمهرجان أيام قرطاج المسرحية، كما تم تقديمه على نفس المسرح بمناسبة اليوم العالمي للمسرح في مارس الماضي، فضلاً عن عرضه بمركز اليرموك الثقافي في دار الآثار الإسلامية بالكويت في مايو الماضي، وعلى مسرح دوار الشمس بمهرجان «ربيع بيروت - مؤسسة سمير قصير» في لبنان خلال يونيو الماضي.
الشارقة وبيروت
وعن المحطات القادمة للعرض المسرحي (صمت)، قال البسام إنه سيتواجد في مؤسسة الشارقة للفنون (بيت الشامسي) في الإمارات يومي 26 و27 أكتوبر المقبل، كما سيتم عرضه على مسرح المدينة ضمن مهرجان «زقاق» في العاصمة اللبنانية (بيروت) في 26 و27 نوفمبر المقبل.
جوائز عديدة
وحظيت مسرحية «صمت» بجوائز عديدة، منها أهم جوائز المسابقة الرسمية للدورة 24 لمهرجان أيام قرطاج المسرحية، وهي جائزة التانيت الذهبي (الجائزة الكبرى لأفضل عمل متكامل)، فضلاً عن جائزة أفضل ممثلة للفنانة حلا عمران، وجائزة أفضل نص لسليمان البسام.
وتمثل المسرحية الكويت بمهرجان المسرح التجريبي في القاهرة، وهو من إنتاج «مسرح سبب»، ومدته ساعة كاملة، فيما يضم فريق العمل: إيريك سوايه (سينوغرافيا وتصميم الإضاءة)، وحلا عمران، وعلي الحوت، وعبد قبيسي كممثلين، وموسيقى «التنين»، ومدير الإضاءة سعد سمير، وهندسة الصوت ماتيلد داهوسي وسفيان العياري، وإدارة الفرقة وفاء الفراحين، ومدير الخشبة شامندا كيرالجي، والترجمة الفورية للمدير الإداري سيف العريف، ومستشارة الأزياء أميرة بهبهاني، وإدارة الإنتاج محمد جواد وأسامة الجامعي.
وتأسس «مسرح سبب» في الكويت عام 2002، واستطاع أن يحقق صدى عالمياً، من خلال إنتاج أكثر من 15 عملاً مسرحياً أثبت من خلالها وجوده كأحد أبرز منتجي المسرح الملتزم في العالم العربي.
وكان وزير الثقافة المصري د. أحمد فؤاد افتتح في الأول من سبتمبر الجاري فعاليات الدورة الـ 31 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، برئاسة د. سامح مهران، حيث يشارك في فعاليات الدورة 26 عرضاً مسرحياً تمثل 19 دولة عربية وأجنبية.