التوسع في مشروع المدارس الذكية.. دعم حكومي لتعظيم جدوى التعليم
بدأ قبل أكثر من 10 أعوام بـ 3 مدارس ليضم حالياً 19 مدرسة
في ظل تطور هائل لقطاع التكنولوجيا بالسنوات الأخيرة باتت المدارس الذكية واحدة من الأساليب الحديثة والفعّالة لتحسين جودة التعليم وتوفير بيئة أكثر فاعلية في ضوء دعم حكومي لتوفير المناخ المناسب لزيادة التحصيل العلمي وتعظيم جدوى العملية التعليمية.
ومع الشروع الفعلي بإنشاء المدارس الذكية في الكويت قبل أكثر من عشرة أعوام من خلال ثلاث مدارس أسست وفق أحدث التصاميم العالمية ومزودة بأجهزة وتقنيات حديثة تعمل على دمج التكنولوجيا بالعملية التعليمية توسع المشروع ليضم حالياً 19 مدرسة ذكية.
وفي إطار دعم مسيرة التعليم النظامي الذي انطلق في الكويت قبل أكثر من 100 عام وضمن رؤية «كويت جديدة 2035» تسعى وزارة التربية لتطوير المزيد من المدارس وتزويدها بالتكنولوجيا لمواكبة الركب الحضاري وبذل أقصى جهد لتوفير المناخ المناسب لزيادة التحصيل العلمي وتعظيم جدواه بما يسهم في خلق جيل متعلم قادر على تحمل مسؤولياته في بناء الوطن وتقدمه.
وفي هذا الصدد، قال مدير ادارة المشاريع في وزارة التربية المهندس محمد العنزي لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» اليوم الأربعاء إن «الوزارة نفذت بالتعاون مع المؤسسة العامة للرعاية السكنية هذه المشاريع الضخمة التي بلغ عددها 19 مدرسة ذكية وتلقت دعماً كبيراً من الحكومة تماشياً مع رؤية كويت جديدة 2035».
وأضاف أن «المدارس الذكية تعمل بنظام الطاقة الشمسية والتحكم في الإضاءة إذ يُتيح هذا النظام ترشيد الاستهلاك في الطاقة إضافة إلى توفر السبورة الذكية التي تتكون من شاشة عرض كبيرة تعمل باللمس وتحتوي على كافة البرامج المطلوبة في العملية التعليمية».
وأوضح العنزي أن النظام الرقمي في المدارس يُتيح عرض معلومات مختلفة في الممرات وعلى أبواب الفصول والمكاتب يسهل على الطالب أو الزائر الوصول إلى المكان المطلوب علاوة على توفير نظام صوتي وتلفزيوني عالي الدقة.
وذكر أن نظام الإعلام الصوتي متعدد بالمزايا ويستخدم في إذاعة الاعلانات المهمة أو النشيد الوطني فيما يُتيح نظام التلفزيون الرقمي الوصول إلى الخدمات من خلال الشبكة الرقمية المدرسية دون الحاجة إلى تركيب أجهزة إضافية.
ولفت العنزي الى أهمية المدارس الذكية لاسيّما فيما يتعلق بالبعدين الانشائي والتكنولوجي بالإضافة إلى البعد التربوي، مشيراً إلى أن هذا الطراز من المدارس يواكب تطور ونهضة التعليم.
وأكد حرص الوزارة على أمن الطلاب والهيئة التدريسية قائلاً إن «المدارس الذكية مزودة بنظام «إنتركم» متطور يربط البوابة الخارجية بغرفة الحارس أو الإدارة بحيث يتيح للزائر التواصل في حال إغلاق الباب أو بعد أوقات الدوام بالإضافة إلى نظام القفل الإلكتروني للأبواب الذي يُتيح فتح الأبواب باستخدام كروت مخصصة مسبقة البرمجة أو بصمة الإصبع».
وأضاف العنزي أن «الوزارة وضعت في المدارس الذكية كذلك نظام اتصالات متقدم باستخدام أجهزة هاتف مكتبية رقمية».
وبيّن العنزي أن أهم ما يُميّز هذا التطور الذكي تطبيق التكنولوجيا ونظام التحكم والمراقبة الذي يتكون من عدة كاميرات عالية الجودة وأجهزة تسجيل تعمل بتقنيات متقدمة كتحليل الاحداث والانذار المبكر بالإضافة إلى نظام التوقيت المركزي والأجراس الآلية ونظام مسرحي عالي الجودة باستخدام نظام صوتي وبصري متطور يخدم الأداء المسرحي ونظام التكييف ونظام الزراعة والري الاوتوماتيكي بخلاف توفير مصاعد كهربائية حديثة.
من جانب أكاديمي، أشاد القائم بأعمال العميد المساعد لشؤون الطلبة في جامعة الكويت استاذ المناهج وطرق التدريس في كلية التربية الدكتور سالم مطرود لـ«كونا» اليوم بالمنشآت الذكية التي نفذتها وزارة التربية بالتعاون مع الهيئة العامة للرعاية السكنية والتي تُحقق دمج التعليم التكنولوجي مع وسائل التعليم المختلفة لخلق بيئة تعليمية نموذجية تهدف إلى رفع مستوى الطلبة.
ولفت مطرود إلى أن المنشآت الذكية تؤدي دوراً هاماً في تسريع وحداثة عملية التعليم وتعمل على تعزيز المهارات والشغف وتجعل المعلم والمتعلم يستخدم التكنولوجيا لتغذية جوانبه المعرفية.
ومن جهتها، قالت ناظرة مدرسة «موضي برجس السور» الأستاذة فاطمة الهادي لـ«كونا» اليوم إن «التطور التكنولوجي الذي قامت به التربية في مدارسها الحديثة يسهل على الإدارة التواصل مع المعلمات وسرعة استجابة الطالبات لنداءات الإدارة».
وأضافت أن «هذه التكنولوجيا تُساهم بحفظ ثلثي شبكة الكهرباء عبر الاستشعار الضوئي لفتح الإنارة وإغلاقها في كامل مرافق المدرسة وبالتالي وفرت وزارة التربية على الدولة أحمال الكهرباء في فصل الصيف».
بدورها، قالت رئيس قسم العلوم في مدرسة «موضي برجس السور» الأستاذة دلال الرشيدي لـ«كونا» اليوم أن التطور التكنولوجي ساهم في تبسيط الدرس للمعلمة والطالبة وسهل للطالبات مراجعة الدرس دون الرجوع للكتاب.
وأوضحت الرشيدي أن «الشاشة الذكية في مختبر العلوم على سبيل المثال تشتمل على كل ما تحتاجه المعلمة والطالبة»، مشيرة إلى أن هذه المميزات الذكية في المدرسة تُعتبر نموذج للتطور التعليمي الذي نعيشه اليوم.
يُذكر أن الوزارة حددت 19 مدرسة ذكية جديدة في مناطق مختلفة بالكويت سيتم تشغيلها لطلاب هذا العام الدراسي 2024 – 2025 وهي مدرسة «هند بنت أسيد» الابتدائية بنات ومدرسة «خليفة عبدالله الوقيان» الابتدائية بنين وروضتا «الشموخ» و«الرياحين» في منطقة جابر الأحمد وروضة «المواهب» في مدينة صباح الأحمد ومدرسة «فاطمة بنت حمزة بن عبدالمطلب» المتوسطة بنات بالإضافة الى مدرسة «الوفرة» المتوسطة بنين وروضة «الابداع» في منطقة الوفرة ومدرسة «موضي برجس السور» المتوسطة بنات ومدرسة «قيس بن عبادة» المتوسطة بنين في صباح الناصر ومدرسة «طارق بن زياد» الثانوية بنين في غرب عبدالله المبارك ومدرسة «عبدالعزيز سعود البابطين» الثانوية بنين ومدرسة «سهلة بنت عاصم» الثانوية بنات ومدرسة «فاطمة بنت صفوان» المتوسطة بنات ومدرسة «يوسف سليمان الحمود» المتوسطة بنين ومدرسة «حمزة عباس الخياط» الابتدائية بنين بالإضافة إلى مدرسة «مريم بنت عمران» الابتدائية بنات وروضة «السدو» في المطلاع وروضة «الفل» في منطقة سعد العبدالله.