هجمات روسية مضادة في كورسك ومسيّرات أوكرانيا تصل للقطب الشمالي
بعد مرور أكثر من شهر على الهجوم المباغت الذي شنته القوات الاوكرانية على منطقة كورسك الروسية حيث تمكنت من التوغل لعشرات الكيلومترات والسيطرة على مساحات من الاراضي بسبب ضعف الدفاعات الروسية، لا تزال الاستراتيجية الروسية في المنطقة غير واضحة، بعد ان رفضت القيادة العسكرية تحويل اي موارد من الجبهة في شرق اوكرانيا الى كورسك وواصلت حملتها التي تحقق تقدما منتظماً في منطقة دونيتسك الأوكرانية (شرق) التي تبقى مركز المعارك.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، أمس، بأن الجيش الروسي ضرب تجمعات ومعدات القوات الأوكرانية في 18 منطقة بمقاطعة كورسك الروسية، وقال يوري بودولياكا، وهو مدون عسكري من أصل أوكراني ومؤيد لروسيا، واثنان آخران من المدونين الروس البارزين، إن القوات الروسية بدأت هجوما مضادا كبيرا في كورسك.
ونقلت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية، عن وزارة الدفاع القول في بيان إنه خلال التصدي لمحاولات التوغل الأوكراني في مقاطعة كورسك بلغت خسائر القوات الأوكرانية خلال الـ 24 الساعة الماضية أكثر من 350 عسكريا، و13 مركبة مدرعة من بينها 3 دبابات، و3 ناقلات جند مدرعة، و7 مركبات قتالية مصفحة، وكذلك مدفع ميدان، وراجمتي صواريخ، و19 سيارة.
وشنت أوكرانيا في السادس من أغسطس أكبر هجوم خارجي على روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، واقتحمت الحدود وتوغلت في منطقة كورسك بآلاف الجنود المدعومين بأسراب من الطائرات المسيرة والأسلحة الثقيلة بما في ذلك أسلحة غربية الصنع.
وذكر المدون بودولياكا أن القوات الروسية استعادت عدة قرى غرب الشريط الروسي الذي سيطرت عليه أوكرانيا مما دفع القوات الأوكرانية إلى شرق نهر مالايا لوكنيا جنوبي سناجوست.
الى ذلك، أعلنت روسيا إحباط محاولة للقوات المسلحة الأوكرانية بالاستيلاء على منصة الحفر الروسية «القرم-2» في البحر الأسود، كما أعلنت مقتل امرأة إثر ضربة بمسيّرة أوكرانية أصابت مبنى سكنيا في منطقة موسكو التي نادرا ما يطاولها مثل هذا النوع من الهجمات.
واعترضت القوات الروسية ودمرت 144 طائرة مسيرة أوكرانية في تسع مناطق بجميع أنحاء روسيا أمس، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.
وأسقطت روسيا ثلاث طائرات مسيرة الأربعاء في منطقة مورمانسك في القطب الشمالي الروسي، على بعد أكثر من ألفَي كيلومتر من الحدود الأوكرانية، وفق ما أعلن الحاكم المحلي.
وفي شرق أوكرانيا حيث تواصل القوات الروسية تقدمها، أعلنت موسكو السيطرة على مدينة كراسنوغوريفكا التي لطالما كانت نقطة مهمة في منطقة دونيتسك وكذلك على ثلاث بلدات أخرى.
ووصل وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والبريطاني ديفيد لامي إلى أوكرانيا أمس بعد رحلة طويلة بالقطار من بولندا لإجراء مناقشات حول تخفيف القيود المفروضة على استخدام بعض أنواع الأسلحة الغربية ضد روسيا.
وردا على سؤال حول الضوء الأخضر المحتمل من واشنطن لحصول كييف على أسلحة بعيدة المدى، قال بلينكن عبر شبكة سكاي نيوز «نحن لا نستبعد القيام بذلك، لكن عندما نفعل ذلك، نريد أن نكون متأكدين أن ذلك يتم بطريقة تحقق الأهداف التي يحاول الأوكرانيون تحقيقها».
من جهته، قال الكرملين أمس إنه سيرد «بشكل مناسب» إذا رفعت الولايات المتحدة القيود التي تفرضها على أوكرانيا بشأن استخدام الصواريخ التي زوّدتها إياها، لضرب أهداف داخل روسيا، بعدما قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه «يدرس ذلك».