انتهت المرحلة الأولى من مهمة منتخبنا الوطني لكرة القدم في مشواره الصعب والطويل من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، وأظن أن مآل ونتيجة المواجهتين أمام كل من الأردن والعراق في عمان والكويت أعطانا فرصة جيدة للإجابة عن تساؤلنا في المقال الذي نشرناه يوم الجمعة الماضي تحت عنوان «لعلها خيرة» عما إذا كانت من محاسن أو مساوئ الصدف أن ينشغل المسؤولون عن الرياضة واتحاد الكرة بملف استضافة كأس الخليج، وقلنا إننا سننتظر إلى ما بعد انتهاء الأزرق من مهمته في المباراتين كي نستطيع أن نحكم هل كان في الأمر فائدة أم ضرر من هذا الانشغال في مثل هذا الوقت.
ويبدو أنهم، أي «مسؤولينا»، الأجلاء، وأقصد هنا «الحكوميين والرياضيين»، لم يريدوا أن يتعبونا في البحث للوصول إلى الحكم، فأثبتوا لنا سريعاً ودون أدنى شك أنه كم كان مفيداً وصحياً انشغالهم في أي شيء آخر سوى المنتخب، ففي الوقت الذي انشغلوا فيه كان المنتخب يستعد ويغادر بل ويخوض مباراته الأولى أمام الأردن دون ضوضاء أو ضغوط وهو ما ساعده على تقديم نفسه بشكل جيد وكسب نقطة مهمة من أرض منافس شرس، وعلى العكس تماماً جاءت الاستعدادات لمباراة العراق، فقد قرروا «جزاهم الله خيراً» التفرغ للمنتخب.
وأظن أن ذلك لم يأتِ من فراغ، بل لأنهم شعروا بأن هناك أضواء تسرق منهم فكان عليهم المسارعة إلى كسبها والبقاء تحتها فبدؤوا سباق التصريحات والزيارات التلفزيونية غير المبررة والسماح لكل من هب ودب بمرافقتهم فيها والدخول إلى تدريبات الفريق دون أدنى إدراك أو إحساس بالمسؤولية وما يمكن أن يشكله ذلك من فوضى وضغوط على الفريق من لاعبين وأجهزة فنية، في وقت مطلوب فيه الهدوء، فكانت تصرفاتهم كما الجماهير عاطفية اندفاعية بلا فرق.
بنلتي
عندما يسند الأمر إلى غير أهله، وعندما تترك الصلاحيات لمن ليس كفئاً لها تكون النتيجة الحتمية ما شهدناه وتابعناه وغيرنا من سوء تنظيم وفوضى رافقا مباراة المنتخب الوطني أمام شقيقه العراقي أمس الأول على استاد جابر الأحمد، وهذا بالتأكيد نتاج طبيعي لحالة الفوضى والتداخل في الاختصاصات التي يعاني منها ما يسمى الاتحاد الكويتي لكرة القدم، وهو نتيجة بديهية لمحاولات البعض القفز على الصلاحيات داخل هذا الاتحاد بدعم آخرين للاستئثار بأكبر قدر ممكن من الكعكة وتقاسمها، الأمر الذي يحتم على الحكومة «إذا كانت جادة» أن تفتح تحقيقاً موسعاً مستقلاً بكل ما تعنيه معاني الكلمة للتعرف والتوصل إلى الأسباب الحقيقية التي أدت إلى المهزلة والأشخاص الذي يقفون وراءها وعدم ترك الحبل على الغارب لمثل هؤلاء... فإذا كان هذا هو حال مباراة فكيف يكون الحال في بطولة لم يتبقَّ عليها سوى شهور قليلة؟ ونعدكم بأنا لنا معهم عودة.