دهس في «الضفة»... وواشنطن تطالب إسرائيل بتغيير قواعد الاشتباك

السنوار يهنئ تبون بـ «رسالة رمزية»

نشر في 12-09-2024
آخر تحديث 11-09-2024 | 20:22
إسرائيليون بمحيط الشاحنة التي استخدمت في هجوم الدهس بالضفة الغربية المحتلة أمس (رويترز)
إسرائيليون بمحيط الشاحنة التي استخدمت في هجوم الدهس بالضفة الغربية المحتلة أمس (رويترز)

في وقت قدرت قيادة مركز النار بالقيادة الجنوبية المسؤولة عن غزة في الجيش الإسرائيلي أن هزيمة «حماس» تحتاج إلى سنة إضافية على الأقل، وقع هجوم دهس عند مفترق قرب مستوطنة بيت ايل بمنطقة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، أمس، أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي.

وقام سائق شاحنة ثقيلة لنقل الغاز، بالتوجه بسرعة نحو محطة الحافلات ودهس عدداً من الأشخاص الذين كانوا يقفون بها، متسبباً بإصابة 2 بجراح خطيرة، فضلا عن مقتل الجندي، قبل أن يصاب برصاص إسرائيلي ويتم نقله إلى مستشفى في حال حرجة.

وقررت سلطات الاحتلال إغلاق الشوارع الرئيسية والفرعية في المنطقة، من أجل تأمين الشاحنة التي كانت تنقل مواد خطيرة، فيما حذرت تقارير عبرية من أن العملية التي نفذها فلسطيني يدعى هايل ضيف الله، (58 عاما)، من سكان قرية قريبة من القدس تمثّل تحديا مربكاً لأجهزة الأمن، نظراً لأنها تمّت بشكل فردي.

وتزامن الهجوم الجديد مع مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي، هجومها الكبير على مدينة ومخيم طولكرم، لليوم الثاني على التوالي، حيث قتلت 5 فلسطينيين، وألحقت دماراً كبيراً بالبنية التحتية والممتلكات الخاصة بالفلسطينيين.

وأجبرت قوات الاحتلال سكان المخيم على مغادرة منازلهم والخروج منها قسراً، واستولت على عدد منها وحرقت وهدمت أخرى، قبل أن تعتقل العشرات بمدن شمال الضفة.

وجاء ذلك في وقت قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة إلى غور الأردن، بالضفة الغربية، لتفقّد المنطقة التي شهدت مقتل 3 إسرائيليين برصاص سائق أردني عند معبر اللنبي، الفاصل بين المنطقة الفلسطينية المحتلة والمملكة الهاشمية.

وفي حادث منفصل، أعلن الجيش الإسرائيلي، أن 3 جنود قتلوا وأصيب 7، بعد أن تحطمت مروحية عسكرية «بلاك هوك» خلال هبوطها قرب الأرض لإجلاء جريح في رفح جنوب غزة.

وذكر الجيش أنه لا يعتقد أن الحادث ناجم عن نيران معادية، مضيفًا أنه تم فتح تحقيق في الحادث.

إلى ذلك، ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الوزير لويد أوستن حث نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، على إعادة النظر في قواعد الاشتباك التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي في العمليات بالضفة الغربية المحتلة. وأضافت أن أوستن عبّر لغالانت عن «قلقه البالغ» بشأن مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن «الموت غير المبرر» للناشطة الأميركية ـ التركية عائشة نور خلال مشاركتها في احتجاج ضد الاستيطان بالضفة.

في موازاة ذلك، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الدولة العبرية إلى ضمان «المساءلة الكاملة» بشأن مقتل الناشطة غير المقبول بالمرّة، وطالبها بأن «تبذل المزيد» لتجنب عمليات قتل مماثلة.

وفي خطوة رمزية تشير إلى اعتماد نموذج «بلد المليون شهيد»، أعلنت «حماس» أن رئيس مكتبها السياسي، يحيى السنوار، بعث برسالة تهنئة إلى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، بمناسبة إعادة انتخابه، ثمّن فيها «الدور الجزائري في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني».

وقالت الحركة، في بيان هو الثاني للسنوار منذ بداية الحرب، إن رئيسها أعرب عن أمله بـ «استمرار وتطوير هذا الدور الداعم والمساند للفلسطينيين في كل المجالات لتعزيز صموده، وصولاً لوقف العدوان ودحر الاحتلال وتحقيق حلم شعبنا بالتحرير والعودة، كما تحرر الشعب الجزائري العظيم، وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس».

انتهاك صارخ

في هذه الأثناء، أكد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، خلال مؤتمر مشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير بالقاهرة أن استخدام سلاح الجوع ضد الفلسطينيين، وتحديداً سكان غزة أمر خطير جداً ولا إنساني، ويمثّل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية على مرأى ومسمع من الجميع.

وأعرب السيسي عن أمله أن تمارس أوروبا ضغطا من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف النار، في ظل تعثّر جهود الوساطة التي تقوم بها بلده بمشاركة قطر والولايات المتحدة.

back to top