في مشهد مخز لا يليق بحجم وسمعة ومكانة دولة مثل الكويت، وعلى شاشات الفضائيات التي تبث على مرأى ومسمع من العالم، تسبب الاتحاد الكويتي لكرة القدم بتنظيمه العشوائي لمباراة الكويت والعراق ضمن منافسات المجموعة الثانية للدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، في فضيحة محرجة لبلاده أمام العالم أجمع، ومن بينه دول الجوار التي تستضيف أكبر الفعاليات العالمية وتحظى بإشادات غير مسبوقة، بينما اتحادنا الكروي عاجز عن تنظيم مباراة بالحد الأدنى من الاستعدادات المقبولة.

ولغياب التنظيم شهدت المباراة التي أقيمت أمس الأول حالات إغماء كثيرة بسبب تخطي درجة الحرارة حاجز الـ 40 درجة مئوية، فضلاً عن إصابات عديدة بين الجماهير بسبب تدافعها من أجل دخول الاستاد، إلى جانب حالات اختناق لنقص الأوكسجين.

Ad

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل ظهرت العشوائية على أشدها في عدم معرفة المشجعين مقاعدهم بسبب عدم تحديدها، غير أن الطامة الكبرى كانت حين دخلت جماهير المنتخبين قبل ساعتين من اللقاء لتكتشف عدم توافر ماء للشرب رغم تشدد المنظمين ومنعهم دخول أي شخص بزجاجة مياه إلى الاستاد.

وعلى وقع هذا المشهد المؤسف، الذي لم يكن فيه من نقطة مضيئة سوى نجاح وزارة الداخلية في تأمين المباراة، وجّه وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، الهيئة العامة للرياضة إلى مخاطبة الاتحاد الكويتي لكرة القدم للوقوف على أسباب تلك السلبيات وسوء التنظيم الذي حدث أثناء المباراة.

وقالت الهيئة، في بيان أمس، إن الوزير المطيري شدد على ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والحازمة وفقا للوائح والنظم المعمول بها وذلك جراء ما حدث في المباراة التي جرت على استاد جابر الأحمد الدولي ونظمها الاتحاد الكويتي لكرة القدم طبقا للوائح ونظم المنظمات الدولية والقارية الرياضية.

وفي السياق، أعلنت هيئة الرياضة أنه بمناسبة استضافة الكويت بطولة كأس الخليج العربي (26) سيقدم المطيري، في 7 أكتوبر المقبل، بصفته رئيس اللجنة العليا المنظمة لها، عرضاً مرئياً لخطتها التنظيمية، يتضمن دليلها الإجرائي وفقاً للمعايير العالمية، مبينة أن ذلك سيكون بحضور حشد من الرياضيين وذوي الشأن، على أن يحدد لاحقاً مكان العرض وتوقيته.