إنزال إسرائيلي بسورية وواشنطن تسحب حاملة طائرات

وحدة جديدة لعمليات الجولان في الجيش الإسرائيلي... ومقتل عنصرين لـ «حزب الله» بغارة على القنيطرة

نشر في 13-09-2024
آخر تحديث 12-09-2024 | 18:56
طفلة وسط حطام منزلها في جباليا شمال غزة أمس الأول (شينخوا)
طفلة وسط حطام منزلها في جباليا شمال غزة أمس الأول (شينخوا)
نقلت تقارير عبرية عن مصادر سورية معارضة أن قوات إسرائيلية نفذت عملية إنزال جوي خلال حملة القصف الواسعة على 4 مناطق سورية أخيراً، في حين أعلنت واشنطن سحب حاملة طائرات من المنطقة.

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية ومصادر سورية معارضة، أمس، أن الضربات الإسرائيلية التي وصفت بأنها الأعنف منذ سنوات واستهدفت عدة مناطق سورية ليل الأحد ـ الاثنين، تضمنت إنزالاً إسرائيلياً في منطقة مصياف بريف حماة، في خطوة تظهر ارتفاع مخاطر تمدد الحرب الدائرة في غزة، والتي تشهد جبهات مساندة في جنوب لبنان والبحر الأحمر، الى سورية.

ووفق «القناة 14» الإسرائيلية، فقد أفادت مصادرها بأن قوات إسرائيلية خاصة نفذت عملية إنزال جوي في سورية، وصادرت بعض الملفات والوثائق من مبنى تابع للحرس الثوري الإيراني، ودمرت مبنى البحوث العلمية التابع للجيش السوري، الذي يتم فيه تطوير الصناعات العسكرية - التكنولوجية الفائقة بمساعدة إيرانية.

ونقلت قناة «العربية/ الحدث» عن المحلل العسكري السوري المعارض، أسعد الزعبي، قوله إن إسرائيل اعتقلت 3 إيرانيين خلال الإنزال الذي «تضمن هجوماً برياً كبيراً وغير مسبوق». وحسب الزعبي «وفّرت مروحيتان غطاء جوياً، بينما قامت مروحية ثالثة بإنزال قوات كوماندوز قتلت أفراداً سوريين وإيرانيين، واعتقلت نحو 4 إيرانيين».

ضربة ووحدة جديدة

جاء ذلك فيما قصفت مسيّرة عسكرية إسرائيلية، أمس، سيارة شرق خان أرنبية على طريق القنيطرة ـ دمشق جنوب سورية، مما تسبب في مقتل شخصين يعتقد أنهما من عناصر «حزب الله» اللبناني. وأكد «المرصد السوري» المعارض أن إسرائيل ترصد كل تحركات نقل الأسلحة من سورية إلى لبنان، لافتا إلى أن إسرائيل كثفت غاراتها على أهداف للحرس الإيراني على الأراضي السورية أخيراً.

وتزامن ذلك مع كشف الجيش الإسرائيلي عن إنشاء وحدة عسكرية جديدة، في هضبة الجولان السورية المحتلة، من مقاتلين يتمتعون بمهارات وخبرة خاصة في الطرق البرية.

وأشار إلى «دورية الجولان»، وهي سرية ستعمل تحت تشكيل اللواء 474 بهدف توفير استجابة فورية لمختلف التهديدات، وللمساعدة بجمع المعلومات الاستخبارية و»إحباط عمليات العدو» في المنطقة المتاخمة للحدود السورية واللبنانية.

وكانت صحيفة الأخبار المقربة من حزب الله نقلت عن مصادر أمنية واسعة الاطلاع ان الجيش الإسرائيلي يتعمّد إرسال إشارات بأنه قد يضطر في بداية أي عملية عسكرية ضد لبنان إلى قطع الطريق على أي إمداد بري يحتاج إليه حزب الله، سواء من سورية أو من العراق، وأنه لتحقيق ذلك، يخطط لعملية عسكرية برية يدخل من خلالها إلى مناطق الجنوب والجنوب الغربي لسورية، ويتقدم شرقاً باتجاه عمق لبنان بغية قطع الطريق بين البقاع والجنوب.

حملة الضفة

ويأتي التحفز باتجاه الجولان في وقت واصل جيش الاحتلال حملته الأكبر منذ 22 عاماً في الضفة الغربية، لملاحقة ما يصفها بـ «الخلايا الفلسطينية المسلحة التي تعمل بإيعاز من إيران»، إذ شهدت محافظتا طولكرم وطوباس ومخيماهما اشتباكات ضارية أمس.

وأفيد، أمس، برتفاع حصيلة الضحايا منذ بدء العملية في 28 أغسطس الماضي، إلى 51 قتيلاً. وخلّفت القوات الإسرائيلية دماراً كبيراً في البنية التحتية والشوارع والمنازل وشبكات المياه والكهرباء، خاصة بشمال الضفة.

في هذه الأثناء، نددت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية باقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منطقة الأغوار المتاخمة للحدود الأردنية، معتبرة أنها تعميق ممنهج لضمّ الضفة وتفجير للأوضاع فيها.

وقالت إنها تدين النهج الاستفزازي الذي ارتكبه نتنياهو تحت حجج وذرائع واهية لن تستطيع إخفاء البعد الاستعماري الاستيطاني لمخططات الاحتلال الهادفة لابتلاع الأغوار وتفريغها من أصحابها الأصليين.

وأمس الأول، زار نتنياهو منطقة الحدود مع الأردن برفقة قادة بالجيش، وأعلن عزمه إقامة جدار على الحدود مع الأردن لمنع ما زعم أنها محاولات لتهريب أسلحة ومقاتلين من المملكة إلى الضفة المحتلة وإسرائيل، في إحياء لمشروع سبق طرحه قبل نحو 20 عاما.

ضربات غزة

وعلى جبهة غزة، قُتل 18 شخصا بينهم 6 من موظفي الأمم المتحدة في غارة جوية إسرائيلية مزدوجة على مدرسة تابعة لـ «أونروا» تحولت إلى مأوى لآلاف النازحين في مخيم النصيرات ليل الأربعاء.

وتسببت الضربة التي أسفرت عن إصابة 44 آخرين في موجة إدانة واستنكار عربية ودولية واسعة، مما دفع جيش الاحتلال إلى إصدار تعليق زعم فيه أنه استهدف «عناصر إرهابية تابعة لحماس داخل مدرسة الجاعوني في النصيرات بشكل دقيق وبتوجيه استخباري».

وفي حين ارتفعت حصيلة قتلى الحرب المستمرة منذ 11 شهراً إلى 41118 فلسطينيا من بينهم 34 سقطوا أمس، استقال «قائد الوحدة 8200» بالاستخبارات الإسرائيلية لدوره في «نكسة 7 أكتوبر».

اتهامات وسحب

على الصعيد الدبلوماسي، جدد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي اتهامه لـ «حماس» بمحاولة «إخفاء رفضها» للصفقة التي تضغط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإبرامها بهدف إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وإقرار هدنة قد تفضي إلى وقف الحرب أمس.

وزعم نتنياهو أن بلاده قبلت «عرض الوساطة النهائي الذي قدمته الولايات المتحدة في 16 أغسطس الماضي، أما حماس فرفضته، بل وقتلت 6 من مختطفينا بدم بارد».

وجاء ذلك غداة تأكيد الحركة رفضها لأي «مطالب جديدة» أدخلها الجانب الإسرائيلي على الاتفاق الذي وافقت عليه في 2 يوليو الماضي، بعد عقد وفدها المفاوض، برئاسة خليل الحية، لقاء مع رئيس الوزراء القطري محمد عبدالرحمن ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل في العاصمة القطرية الدوحة، من أجل بحث وقف النار.

وفي تطور آخر، نقلت وكالة أسوشيتد برس، أمس، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أصدر أوامر بمغادرة حاملة الطائرات «يو إس إس ثيودور روزفلت» ومدمرتين مياه الشرق الأوسط، بعد أن كانت متمركزة في المنطقة خوفاً من رد إيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

back to top