شوشرة: دمروا التكنولوجيا
لا يزال مسلسل الإسفاف في أخلاقيات البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي مستمراً، ووصل إلى مرحلة لا يقبلها العقل والمنطق، خصوصاً في أحد البرامج التكنولوجية كما هو مفروض، فبعض المشاركين في هذا البرنامج الذين يعتقدون أنهم وصلوا فيه إلى مرحلة الشهرة تنازلوا عن القيم الأخلاقية والسلوكيات السليمة وأسلوب الحديث المحترم، بل تحولوا إلى أراجوزات من أجل كسب المال، والسؤال: هل كسب المال وصل الى هذه المرحلة من الانحطاط الأخلاقي بحجة أنها مجرد تسلية وإدخال البهجة على الآخرين؟
الهدف طبعاً هو الوصول الى جيوب بعض الداعمين، ومن المعيب ظهور بعضهم بمقاطع مشينة، والأسوأ من ذلك كمية الكلمات البذيئة التي يتم تبادلها بين المشاركين بحضور مئات المتابعين، بل يخرج بعضهم بكل جرأة ووقاحة ليسب ويشتم بكلمات تدل على سوء أخلاقه ونشأته، فالذي يتربى على الاحترام يخشى أن تصل مقاطعه إلى أسرته، بل هناك من يتحول الى شبيه الرجال وآخر من يرسم لنفسه «كركترا» لا يتوافق مع معطيات مظهره الذي يناسبه خلف الشاشة وهو مكب النفايات.
هؤلاء الشرذمة الذين أصبحت مقاطعهم في متناول الجميع، ويشاهدها للأسف أطفال ومراهقون قد يعتبرونهم مثلاً فيقومون بتقليدهم وترديد كلماتهم اللا أخلاقية أو تحريضهم على أفعال منافية بحجة أن الأراجوز الذي يعتقد أنه مشهور قدوتهم، وأنه يرتكب مثل ذلك أمام الملأ دون حساب أو عقاب.
هؤلاء الخارجون عن العادات والتقاليد يجب محاسبتهم واتخاذ عقوبات صارمة بحقهم حتى لو كان الأمر بسبب بذاءة ألسنتهم وعدم احترامهم للبرامج التي يفترض أن تكون وسيلة هادفة لا مدمرة كما أصبحت في واقعنا الحالي، بل تحولت إلى تحقيق مآرب وأهداف مخالفة، وطريقة جديدة للتسول أمام الملأ مقابل أن يتحول الواحد من هذه الفئة سواء كان ذكراً أو أنثى إلى أراجوز.
واستمرار هذه الأخلاقيات يشكل جريمة بحق المجتمعات ووباء يصعب علاجه إذا تفشى، بل هناك من حولها إلى أداة لضرب بعض مكونات المجتمع أو طريقة للانتقام من أي طرف وتشويه سمعة الآخرين، والكشف عن الخصوصيات، والطامة الكبرى أنك لست متابعا لهذه التفاهات لكنها تصلك كمقطع منتشر في برامج أخرى لا يمكن الاستغناء عنها.
آخر السطر:
البحث عن المال والشهرة ليس بالتهريج والتحول الى أشباه الرجال.