برفق وحنان بالغين تحتضن أم عاطف تايه طفلها الرضيع الذي بات جسده هزيلاً منهكاً جراء المرض وسوء تغذية، وذلك بسبب العجز الذي تعانيه الأسرة نظراً لانعدام الغذاء والرعاية الصحية في قطاع غزة.

وأمام حالة عاطف «5 أشهر» تقف الأم عاجزة عن توفير العلاج والغذاء له، بعد أن أصبح هيكلاً عظمياً لا يقو على فعل شيء، بسبب انعدام الإمدادات في القطاع نتيجة الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر.

الأسرة النازحة من مدينة غزة إلى مدينة دير البلح تُعاني من معاناة النزوح المتكرر جراء هجمات الجيش الإسرائيلي الوحشية، وانعدام الرعاية الصحية لطفلها الذي يعيش داخل خيمة تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

Ad


ويحتاج الطفل - يعاني من سرطان في الحالب وسوء تغذية - إلى رعاية صحية دائمة وعاجلة وحليب خاص، وهي أمور غير متوفرة في القطاع المحاصر من قبل إسرائيل.

وفي خضم ظروف الحياة القاسية جراء الحرب، يُعاني الرضيع من نقص وسائل التهوية داخل خيمته المصنوعة من النايلون والقماش، حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير وتصل إلى 35 درجة مئوية.

وأمام هذه الظروف المأساوية تزداد معاناة الرضيع الصحية، ما يؤثّر سلباً على حالته ويزيد من صعوبة وضعه وآلامه التي ترافقه.

وتأمل العائلة في الحصول على الغذاء لطفلها وإمكانية نقله خارج القطاع لتلقي العلاج، وتوفير حياة أفضل له بعيداً عن المعاناة والألم، وتمكينه من العيش كسائر أطفال العالم.

ويواجه حوالي 3500 طفل في قطاع غزة خطر الموت نتيجة سوء التغذية ونقص الغذاء، في حين يحتاج حوالي 10 آلاف مريض بالسرطان إلى السفر لتلقي العلاج خارج القطاع، وفقاً لأحدث إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، تقطع إسرائيل الكهرباء وتمنع دخول الوقود لتشغيل محطة التوليد الوحيدة، فضلاً عن وقف إمدادات الماء والاتصالات والمواد الغذائية والعلاج، وإغلاق المعابر.

وتدخل إلى غزة حالياً مستلزمات طبية ومساعدات دولية «محدودة جداً» تمر عبر إسرائيل، ولا تكفي حاجة سكان القطاع الذين يعانون أوضاعاً إنسانية وصحية كارثية.

ومع الحرب الإسرائيلية نزح أكثر من 2 مليون فلسطيني من منازلهم، يعيشون حالياً في ظروف غير إنسانية، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مؤخراً.

ومنذ بداية الحرب على غزة يجبر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين على مغادرة منازلهم والتوجه إلى مناطق يزعم أنها «إنسانية»، ومع ذلك يستهدفها بالقصف وبارتكاب مجازر.

ويضطر الفلسطينيون النازحون إلى إنشاء مخيمات مؤقتة في أماكن متفرقة في قطاع غزة، بعد أن تركوا منازلهم قسراً.

وتفتقر هذه المخيمات لأبسط مقومات الاستخدام البشري، وتُمثّل ملاذاً مؤقتاً للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف.

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر حرباً مدمرة على غزة خلفت أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.