غداة تحركات إسرائيلية سياسية تدفع باتجاه تنفيذ خطة عسكرية يطلق عليها اسم «الجنرالات» لجعل شمال قطاع غزة منطقة مغلقة وإخلاء 200 ألف فلسطيني منها باتجاه جنوب القطاع، حذرت وزارة الخارجية بالسلطة الفلسطينية من التحرك الإسرائيلي الرامي إلى تهجير بقية سكان شمال غزة، معتبرة أنها مقدمة للاستيطان في أجزاء منه.

كما حذرت الخارجية من أن اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي اتماير بن غفير يخطط لتفجير الأوضاع بالضفة الغربية، بهدف ضمها والإطاحة بالسلطة الفلسطينية، المتمركزة في مدينة رام الله.

Ad

وقبل ساعات قليلة كشفت مصادر إسرائيلية أن كبار مسؤولي الجيش يدرسون خطة لتحويل شمال القطاع، الذي يتعرض لحرب ضروس منذ 344 يوما، إلى منطقة عسكرية، لإبقاء المنطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.

وفي موازاة ذلك، اطلق عضو الكنيست (البرلمان)، أفيحاي بوروان، مبادرة نيابة عن حزب «الليكود» الحاكم، لجمع تواقيع من نواب، موجهة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يطالبونه فيها بتنفيذ «خطة الجنرالات» الرامية إلى ترحيل سكان القطاع الفلسطيني المحاصر والمنكوب.

وجاء في الخطة، وفقاً لتقرير نُشر على موقع «واي نت» أن عمليات الجيش الإسرائيلي الحالية في غزة ليست مفيدة، واقترحوا خطة مؤلفة من مرحلتين، يتم خلالها تهجير السكان المتبقين في شمال القطاع والإعلان عنه «منطقة عسكرية مغلقة»، ثم تنفيذ الخطة ذاتها لاحقاً في بقية أنحاء القطاع.

وفي وقت يكثف الوسطاء، مصر وقطر وأميركا، جهودهم لمحاولة كسر الجمود في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل و»حماس» بشأن إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار، جددت وزارة الخارجية المصرية في بيان رفض القاهرة لاحتلال إسرائيل محور فيلادلفيا وكذلك الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

مؤتمر مدريد

في هذه الأثناء، أعلن اجتماع عربي إسلامي أوروبي بشأن القضية الفلسطينية، أمس الأول، الاتفاق على عقد مؤتمر دولي للسلام بأقرب وقت ممكن، ودعا إلى انسحاب إسرائيل من غزة بالكامل، بما يشمل معبر رفح وممر وفيلادلفيا على الحدود بين القطاع ومصر.

كما دعا بيان مشترك صدر بختام الاجتماع الذي عُقد بالعاصمة الإسبانية مدريد، بمشاركة وزراء خارجية وممثلي دول مجموعة الاتصال الوزارية الإسلامية العربية بشأن القضية الفلسطينية، إلى جانب أيرلندا والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا، إلى وضع جدول زمني واضح لتنفيذ حل الدولتين، وإيجاد مخرج من دوامة العنف.

وأتى ذلك قبيل اجتماعات أممية تخشى إسرائيل من أنها ستدعم الحقوق الفلسطينية.

في غضون ذلك، جدد الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر التزامهما الراسخ بأمن إسرائيل، والحاجة الملحة إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار يحرر المحتجزين الإسرائيليين، ويزيد من تقديم المساعدات في غزة. وأكدا الزعيمان، عقب لقائهما في واشنطن، ضرورة اتخاذ إسرائيل المزيد من الإجراءات لحماية المدنيين، ومعالجة الوضع الإنساني المتدهور في غزة. وأدانا الهجمات التي يشنها الحوثيون على الشحن التجاري في البحر الأحمر.

إلى ذلك، تعهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال تشييع جثمان الناشطة الأميركية التركية عائشة نور التي قتلت برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مشاركتها باحتجاجات في الضفة الغربية المحتلة، بتقديم قاتليها إلى المحاكم الدولية، معتبرا أن ما يحدث بغزة حالياً مشابه للمجازر التي وقعت في البوسنة والهرسك، وبجريمة الإبادة في سربرنيتسا خلال التسعينيات.

ضحايا وقصف

على الصعيد الميداني، أفادت السلطات الصحية في غزة بأن الجيش الإسرائيلي قتل 64 فلسطينياً خلال 48 ساعة، فيما اعترضت الدفاعات الإسرائيلية صاروخا أطلق من القطاع بسماء عسقلان.

وفي الضفة الغربية، شهدت عدة مدن بينها نابلس وجنين اشتباكات عنيفة بين مسلحين فلسطينيين وقوات إسرائيلية، فيما تحدثت سلطات الاحتلال عن اكتشاف نفق غير مكتمل في طولكرم. وعلى جبهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي شن غارة جوية بالطائرات، لاستهداف قاذفات صواريخ في جنوب لبنان، رداً على إطلاق نحو 55 صاروخا على مدينة صفد في منطقة الجليل الأعلى ما تسبب في وقوع حريق كبير.

وفي موقف لافت، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتية عبدالله بن زايد آل نهيان، أمس، أن «الإمارات غير مستعدة لدعم اليوم التالي من الحرب في غزة دون قيام دولة فلسطينية»، مشدداً على «ضرورة إنهاء الحرب».