تصعيد جمهوري ضد «الرفيقة كامالا»

ذعر بين مهاجري سبرينغفيلد وتهديدات بالقنابل بعد اتهامات ترامب بأكل الكلاب والقطط

نشر في 15-09-2024
آخر تحديث 14-09-2024 | 19:45
كامالا هاريس
كامالا هاريس

بينما يلتف الديموقراطيون حول مرشّحتهم للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس، يتبنّى الجمهوريون خطاباً أكثر عدائية تجاهها مما كان الحال عليه مع الرئيس الأميركي جو بايدن، إذ يصفونها بأنها «ماركسية» و«متطرّفة» تسعى إلى «تدمير» الولايات المتحدة.

وكشف تحليل لوكالة فرانس برس للغة التي استُخدمت في 120 ساعة من الخطابات المتلفزة والتصريحات الصادرة عن مرشحَي الحزبين وأنصارهما من الأول من مايو حتى الأول من سبتمبر، عن الاستراتيجيات التي تبناها الجمهوريون لتقويض مصداقية المرشّحة الديموقراطية.

وبعدما اتّهم الرئيس بايدن بأنه يتّبع أساليب «ملتوية» ووصفه بأنه «سيئ» و«ناعس»، يسخر ترامب وأنصاره الآن من هاريس مطلقين عليها لقب «إمبراطورة الحدود»، في إشارة إلى ما يعتبرون أنه فشّلها الذريع في الحد من تدفّق المهاجرين غير المسجّلين إلى الولايات المتحدة. وذُكر هذا اللقب 80 مرّة في التجمّعات الانتخابية، أي ما يعادل مرّة من كل 14 مرّة ذُكر فيها اسمها.

صوّر ترامب وأنصاره هاريس على أنها أكثر تطرّفاً بكثير من بايدن، واصفين إياها بأنها «يسارية» و«متطرّفة» أكثر بمرّتين من وصفهم بايدن بذلك. ومنذ 21 يوليو، ازداد استخدامهم تعبير «ليبرالية» لدى وصفهم هاريس، إذ استُخدم أكثر بثمانية أضعاف في التجمّعات الانتخابية وأكثر بستة أضعاف في البرامج الحوارية، بينما بات الجمهوريون يرددون إلى حد كبير أوصاف «اشتراكية» و«ماركسية» التي نادراً ما استُخدمت بحق بايدن. وفي الولايات المتحدة، بلغ ما يعرف بـ «الخوف الأحمر»، وهي حالة هلع من قيام يساريين متشددين بما يشمل مهاجرين بعمليات تخريب، ذروته مطلع خمسينيات القرن الماضي. لكن بعد سنوات من انتهاء الحرب الباردة، مازال أي مؤشر إلى التعاطف مع الشيوعية بمنزلة لعنة في أوساط السياسيين الأميركيين.

ولعل ذلك ما دفع ترامب في نهاية المطاف لاختيار عبارة «الرفيقة كامالا» كلقب لخصمته الديموقراطية، وهي عبارة استخدمها 30 مرّة على الأقل في تجمّعاته الانتخابية. وخلال تجمّع في أريزونا الخميس، وصف ترامب منافسته بـ «المجنونة» واتّهم القائمين على المناظرة التي جرت في وقت سابق من الأسبوع بالانحياز ضدّه. كما استبعد المشاركة في مناظرة أخرى مع نائبة الرئيس الديموقراطية.

وشوهد ترامب بشكل متكرر في الأيام الأخيرة برفقة لورا لومر، وهي ناشطة يمينية متشددة عُرفت بترويج نظريات مؤامرة لا أساس لها بشأن العديد من المسائل بما في ذلك اعتداءات 11 سبتمبر. وهاجمت هاريس مؤخراً قائلة إن «رائحة الكاري ستفوح» من البيت الأبيض في حال فوز المرشّحة الديموقراطية، علماً بأن والدة الأخيرة هندية.

إلى ذلك، أشار تقرير لـ «فرانس برس» إلى أن تصريحات ترامب في المناظرة مع هاريس التي زعم فيها أن مهاجرين يأكلون القطط والكلاب في سبرينغفيلد بأوهايو، أثارت مخاوف التعرض للعنف العنصري لدى المهاجرين الذين هربوا من العصابات في هايتي واستقروا في هذه المدينة الصغيرة الواقعة في شمال شرق الولايات المتحدة والتي يشكل البيض أغلبية سكانها. واضطر رومان بيير، مدير أحد المطاعم الهايتية، إلى الإغلاق باكراً، ليجنب موظفيه العودة إلى منازلهم في وقت متأخر خوفاً على سلامتهم.

وتحدث فيل دورسينفيل، وهو مدير نزل يقطنه هايتيون في المدينة، عن إهانات ودعوات إلى «التطهير». وواجهت المدينة التي يبلغ عدد سكانها 59 ألف نسمة خارج كولومبوس سيلاً من التهديدات بالقنابل بعد المناظرة. وحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، أخلت سبرينغفيلد المدارس وأغلقت قاعة المدينة مؤقتاً الجمعة بسبب التهديدات، كما تم إغلاق مبنى البلدية يوم الخميس بعد تلقي تهديد بوجود قنبلة. وتعرض مكتب محلي لهيئة المركبات الآلية للتهديد. وقال مسؤولون في المدينة إنهم لم يحددوا ما إذا كانت التهديدات، التي وردت عبر البريد الإلكتروني، جاءت من داخل المنطقة أم خارجها.

وانتقل نحو 15 ألف هايتي إلى سبرينغفيلد منذ عام 2020، واستخدم العديد منهم برنامجاً يحميهم مؤقتاً من الترحيل. وأنشأ الكونغرس البرنامج في عام 1990 لمنح مسؤولي الهجرة السلطة لتوفير الحماية القانونية للمهاجرين من البلدان التي تعتبر خطيرة للغاية للعودة إليها.

back to top