صاروخ حوثي يصل إلى تل أبيب... ونتنياهو يتوعد

الجيش الإسرائيلي ينأى بنفسه عن منشورات تدعو لإخلاء قرى لبنانية... ويحمّل المسؤولية لقائد لواء

نشر في 16-09-2024
آخر تحديث 15-09-2024 | 19:09

أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أن صاروخاً أُطلق من اليمن سقط في «منطقة مفتوحة» وسط الدولة العبرية، في عملية تبنّاها الحوثيون، تُجدِّد المخاوف من اتساع نطاق التصعيد الإقليمي في خضم الحرب بقطاع غزة.

وأصدر الجيش الإسرائيلي 3 بيانات متلاحقة، قال في آخرها إن الفحص الأوّلي أظهر أن الصاروخ اليمني تفكّك، كما يبدو، في الجو.

وقال المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، إنه «خلال الحادث جرت عدة محاولات اعتراض من خلال أنظمة السهم (حيتس) والقبّة الحديدية، حيث يتم فحص نتائجها ليتم تفعيل الإنذارات وفق السياسة المتّبعة»، مضيفا أن «الحادث برمته قيد الفحص».

وتابع: «لقد تم رصد شظايا لعملية اعتراض في مناطق مفتوحة وداخل محطة القطارات مشارف موديعين، لتعمل قوات الإطفاء على إخماد حريق اندلع في منطقة مفتوحة قريبة من بلدة كفر دانيئل».

وأشارت وسائل إعلام عبرية الى أن الجيش فتح تحقيقاً في سبب عدم اعتراض الصاروخ.

فرط صوتي

في المقابل، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان متلفز بثته قناة المسيرة الناطقة باسم جماعة الحوثي إن «القوة الصاروخية في القوات المسلحة (قوات الجماعة) نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت من خلالها هدفا عسكريا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة». وأضاف: «العملية نفذت بصاروخ باليستي جديد فرط صوتي، نجح في الوصول إلى هدفه، وأخفقت دفاعات العدو في اعتراضه والتصدي له». وذكر أن الصاروخ «قطع مسافة تقدر 2040 كم في غضون11 دقيقة ونصف الدقيقة، وتسبب في حالة من الخوف والهلع» في أوساط الإسرائيليين.

واعتبر سريع أن هذه العملية تأتي تتويجا لجهود تطوير التقنية الصاروخية حتى تستجيب لمتطلبات المعركة وتحدياتها، وتنجح في الوصول إلى أهدافها وتتجاوز كل العوائق والمنظومات الاعتراضية في البر والبحر، منها الأميركية والإسرائيلية.

وتابع قائلا إن «عوائق الجغرافيا والعدوان الأميركي البريطاني ومنظومات الرصد والتجسس والتصدي لن تمنع اليمن من تأدية واجبه انتصارا للشعب الفلسطيني».

ومضى المتحدث العسكري للحوثيين قائلا إن «على العدو الإسرائيلي أن يتوقع المزيد من الضربات والعمليات النوعية القادمة، ونحن على أعتاب الذكرى الأولى لعملية السابع من أكتوبر، منها الرد على عدوانه الإجرامي على مدينة الحديدة (غرب اليمن)، ومواصلة عمليات الإسناد للشعب الفلسطيني المظلوم»، على حد قوله.

وهذه هي المرة الثانية التي يعلن فيها الحوثيون تنفيذ هجوم في تل أبيب. وكانت جماعة الحوثي قد تبنت، في يوليو الماضي، هجوما بطائرة مسيّرة على تل أبيب، تسبب في خسائر بشرية.

وردا على الهجوم، شنت مقاتلات إسرائيلية غارات جوية في 20 يوليو، استهدفت خزانات وقود في ميناء الحديدة ومحطة توليد الطاقة الكهربائية في المحافظة الساحلية الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وشنّ الحوثيون أكثر من مرة هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية على أهداف في إيلات جنوب إسرائيل وعلى ميناء حيفا، بجانب هجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل، خاصة في البحر الأحمر.

وتزامنت العملية مع تخفيض الدفاعات مع بدء عملية قطْر ناقلة نفط هاجمها الحوثيون في أغسطس، وتشكّل تهديدا بيئيا، وفق مصدر دبلوماسية أوروبية.

جبهة الشمال

وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جماعة الحوثي اليمنية بدفع ثمن باهظ عن أي محاولة للهجوم على الأراضي الإسرائيلية. وقال في بدء اجتماع حكومته «أطلق الحوثيون صباح اليوم صاروخ أرض- أرض من اليمن على أراضينا. كان ينبغي لهم أن يعرفوا الآن أننا نفرض ثمنا باهظا لأي محاولة لإلحاق الأذى بنا».

من جهة أخرى، شدد نتنياهو على أن الوضع الحالي «لن يستمر» في شمال إسرائيل عند الحدود مع لبنان، حيث تدور اشتباكات مع حزب الله، وأنه عازم على بذل كل ما في وسعه لإعادة النازحين من المناطق الشمالية إلى ديارهم.

وكانت وسائل إعلام عبرية قالت، أمس الأول، إن نتنياهو اتخذ قرارا سياسيا بتوسيع الحرب ضد حزب الله، وإن قضية إعادة النازحين في الشمال الى منازلهم ستضاف الى أهداف الحرب المستمرة منذ أكثر من 11 شهرا ضد قطاع غزة الفلسطيني. لكن مكتب نتنياهو أوضح لاحقا انه لم يتخذ أي قرار بعد، لكن ربما يحصل ذلك في الأسابيع المقبلة.

من جهته، حذّر نائب الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، أمس الأول، من أن حربا شاملة مع الدولة العبرية ستؤدي إلى نزوح «مئات الآلاف الإضافية» من الإسرائيليين. وقال قاسم خلال خطاب في بيروت «ليست لدينا خطة للمبادرة بحرب، لأنَّنا لا نجدها ذات جدوى، ولكن إذا شنَّت إسرائيل الحرب فسنواجهها بالحرب، وستكون الخسائر ضخمة بالنسبة إلينا وإليهم أيضا».

ومساء أمس الأول، أعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاحه الجوي قصف ما يشتبه بأنها مخازن أسلحة في موقعين بالبقاع (شرق) و6 مواقع أخرى في الجنوب. وأصيب 4 أشخاص بينهم 3 أطفال في قصف إسرائيلي على الهرمل في شرق لبنان، وفق وزارة الصحة.

كما استهدفت ضربة جوية سرعين قرب مدينة بعلبك. وصباح أمس، أكد الجيش الإسرائيلي أن نحو 40 صاروخا أطلقت من لبنان نحو الجليل الأعلى والجولان السوري المحتل.

منشورات

الى ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية المملوكة من الحكومة إن عميداً في لواء عسكري بالشمال ألقى منشورات في لبنان تدعو أهالي إحدى القرى لإخلائها، تصرّف بشكل منفرد دون إطلاع الجيش.

وألقت مسيّرة إسرائيلية، صباح أمس، منشورات فوق بلدة الوزاني ومحيطها جنوب لبنان تدعو إلى إخلاء السكان والنازحين السوريين فيها، والتوجه شمال بلدة الخيام.

ووفق وكالة أنباء شينخوا الصينية، جاء في المنشورات: «إلى جميع السكان والنازحين في منطقة مخيمات اللجوء، يطلق حزب الله النيران من منطقتكم، وعليكم ترك منازلكم فورا والتوجه شمال منطقة الخيام حتى الساعة الرابعة مساء، وعدم الرجوع حتى نهاية الحرب». وقصفت المدفعية الإسرائيلية بلدات كفركلا والعديسة وراشيا الفخار وشبعا، مما أدى إلى سقوط 4 جرحى في بلدة العديسة من المدنيين أثناء إخلاء الأهالي بعض الأثاث من منازلهم، وفق الوكالة اللبنانية.

رغم ذلك، لا يزال حزب الله يستبعد إمكانية لجوء إسرائيل إلى شنّ حرب واسعة ضد لبنان، تشير المصادر القريبة منه إلى أن الإسرائيليين يتلقون رسائل دولية كثيرة تمنعهم من الإقدام على خطوة متهورة. ويستند الحزب إلى ما قاله المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، حول مخاطر اندلاع صراع أوسع مع حزب الله، وأن إسرائيل ستتكبد خسائر باهظة بنتيجته. ولا ينفي الحزب أن الأميركيين يمارسون أقصى أنواع الضغوط لمنع تل أبيب من الإقدام على خيار الحرب. كذلك لا يخفي الحزب عدداً من أوراق القوة التي يمتلكها، وهي ورقة توسيع الجبهات ربطاً بالرسالة العسكرية الواضحة التي وجهت إلى إسرائيل صباح يوم الأحد من خلال إطلاق الحوثيين صاروخا بالستيا عبر مسافة 2000 كلم. فبالنسبة إلى حزب الله، فإن أي تصعيد عسكري إسرائيلي ضد لبنان سيؤدي إلى فتح عدة جبهات بوجه تل ابيب.

وبالنسبة إلى الحزب أيضا، فإن كل المواقف الإسرائيلية تعمل على 3 مسارات، الضغط الدبلوماسي من خلال استدراج الدعم الدولي وممارسة الضغوط على القوى الدولية للضغط على حزب الله ولبنان، ودفعهما للقبول بشروط وقف إطلاق النار. والضغط الإعلامي المتمثل بالتسريبات والتصريحات اليومية بشأن الاستعداد لتوسيع العملية العسكرية. والضغط العسكري من خلال توسيع نطاق العمليات الجوية وتكثيفها كمحاولة لدفع حزب الله إلى تغيير موقفه. يضع الحزب كل هذه الضغوط في سياق استباق زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الى إسرائيل.

back to top