عبّر الشاعر والكاتب فيصل سعود العنزي عن سعادته بمشاركته ضمن الشعراء في «الأسبوع الثقافي العماني»، الذي أقيم أخيرا على مسرح مكتبة الكويت الوطنية بمشاركة الشاعرين العمانيين بدرية البدري، ويوسف الكمالي، ووصف سعود الأسبوع الثقافي بأنه كان جميلا جدا، لافتا إلى أن العلاقات الكويتية - العمانية قديمة جدا.

وعن رأيه في الأدب العماني يقول «الأدب العماني يتميّز بالرمزية والتصويرية والحداثة، وأتوقع أن ذلك بسبب موقعهم الجغرافي على بحر العرب والخليج العربي، واتصالهم بالمحيط الهندي والقارة الإفريقية وطبيعتهم الجبيلة وفصول العام الخلابة على طول السنة، وغير ذلك فعمان لديها تاريخ كبير بالبطولات والمآثر والآثار التي تجعل لدى الأديب العماني مادة عميقة لإبداع الكتابة بمختلف أشكالها».

الشعر إكسير الحياة
Ad


وعن رأيه بالشعر، وهل لا يزال يؤدي دوره يجيب العنزي «نعم الشعر لا يزال موجودا في الحياة، فهو إكسير الحياة، ونجده ليس فقط في شعر الشعراء، بل في رفيف الشجر وصوت الشلالات وخرير الأنهار وهدير الموج وألوان الطبيعة وفصول السنة وحكايات كبار السن في الدواوين والمجالس، وزغاريد النساء في الأعراس، والأناشيد في الانتصارات والهتافات، الشعر لن ينتهي أبدا مادامت هناك حياة».

وذكر أنه مع الشعر الكلاسيكي والرومانسي المؤطر في إيقاع موسيقي يقدّم بمحتوى حديث يواكب ما استجد من عوامل الحداثة، والفكر، والجمال، و«لا أرفض النثر أو أنكره، إنما مع الشعر الجميل الراقي الإنساني في أي شكل كان، فأنا مع الحداثة التي هي مكمل وامتداد للشعر التقليدي والرومانسي، وضد ما بعد الحداثة التي تنكر الأصول والجذور للشعر والأدب».

من ناحية أخرى، أبدى العنزي رأيه في شعراء الشباب، فقال إن «هناك شعراء شباب مبدعون لهم حضورهم، وأفكارهم، ومنهجيتهم، وحصلوا على جوائز وشاركوا في عدة محافل أدبية وأماسيّ شعرية وقدّموا شعرا جميلاً وراقياً، وأنا أنصحهم بالقراءة ثم القراءة ومعرفة الأصول في الشعر واللغة والأدب».

وعن سؤاله عمّا يقال عن توقفه عن «الهايكو»، يجيب «لم أتوقف عن كتابة الهايكو، فهو أسلوب فني جميل أستخدمه ليس في الشعر فقط، بل في الرواية والقصة، فهو أن يتنحى الشاعر عن الذاتية ويقوم بالتصوير عبر الكلمات في الفصول الموسمية».

إصدارات جديدة

وعن إصداراته الجديدة، كشف العنزي أنه صدرت له أخيرا مجموعة قصصية عن دار الفراشة بعنوان «زائر آخر الليل»، وهو عنوان إحدى قصص المجموعة القصصية، وقد اختار العنوان لأهمية القصة بالنسبة له، أما المجموعة القصصية بصورة عامة فهي مجموعة قصص الغالب منها يحمل اضطرابات نفسية وخيالات تتماهى مع سرد القصة، فضلا عن الغوص في الذات الإنسانية والصراع بين القيم الإنسانية التربوية القديمة، وصدامها مع الحاضر والواقع، وغير ذلك الحب والرومانسية والشهرة، وهي حصيلة تجربة عميقة وعتيقة، حيث إنه كتب المجموعة القصصية على فترات زمنية متباعدة، «وجدتها في الأرشيف عندي، وفكرت في أن أقدمها للقراء هذا العام بمعرض الكويت الدولي للكتاب، لأستمع لآرائهم في (زائر آخر الليل)».

وأضاف أن روايته الجديدة «شغف» تحت الطبع، وسيصدرها في العام القادم، وهي رواية تحاكي قصة رجل فقد الشغف في الحياة، وانتقلت بها في حياة البطل منذ الطفولة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، والجامعة، والعمل الوظيفي حتى وصل إلى منتصف العمر، وتنقلت مع تطورات حياته في صدمات وعقبات اختلفت به من براءة الأطفال حتى العنف تجاه الآخرين الذي سيطر عليه، فصار فيه انفصام بالشخصية ويقوم بالعنف، والضرب، والسطوة في معاملاته مع الآخرين، وبالرغم من ذلك هو في بادئ الأمر يشعر بالمتعة، لكنه في النهاية يشعر بالألم والحزن، والغريب في الموضوع أنه رغم ألمه، فقد وجد أن الآخرين يشعرون بالمتعة واللذة جراء عنفه معهم.