قال مصدر إيراني لـ «الجريدة»، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب من رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان، الذي التقاه على هامش اجتماع أمني تحضيري لقمة مجموعة بريكس، نقلَ اقتراح للمرشد الإيراني علي خامنئي ينص على توسيع «منظمة معاهدة الأمن الجماعي» لتضم إيران تحت عنوان «معاهدة الأمن الجماعي بلاس» أسوة بـ «تحالف أوبك بلاس»، الذي ضم روسيا إلى تحالف أوبك التقليدي لمنتجي النفط.
وإلى جانب روسيا تضم المنظمة، التي تهيمن عليها موسكو، كلاً من بيلاروسيا، وأرمينيا، وكازاخستان، وطاجيكستان وقرغيزستان.
ويُنظر إلى المنظمة على أنها ضعيفة حتى قبل أن تشكك فيها أرمينيا التي طلبت دعمها في 2023 عندما تعرضت لهجوم أذربيجاني كاسح دون أن تلقى أي تجاوب من موسكو.
جاء ذلك، في حين نقلت وكالة «بلومبرغ» وصحيفة «الغارديان» عن مصادر غربية، أن بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أعربا عن مخاوفهما خلال لقائهما الأخير في واشنطن من أن تكون روسيا قد تبادلت أسراراً نووية مع إيران مقابل تزويد الأخيرة موسكو بصواريخ بالستية لاستخدامها في حربها على أوكرانيا.
وأقر الزعيمان خلال لقائهما بواشنطن، الجمعة الماضي، بتعزيز التعاون العسكري بين البلدين في ظل سعي إيران لتخصيب اليورانيوم، لتحقيق هدفها في بناء قنبلة نووية.
وفي تفاصيل الخبر :
أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مخاوفهما من أن تكون روسيا تبادلت أسراراً نووية مع إيران مقابل تزويد طهران موسكو بصواريخ بالستية لاستخدامها في حربها على أوكرانيا، حسبما نقلت وكالة «بلومبرغ» وصحيفة «الغارديان» عن مصادر غربية.
جاء ذلك خلال قمة عُقدت في العاصمة واشنطن، الجمعة، حيث أقر رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، والرئيس الأميركي، جو بايدن، بتعزيز التعاون العسكري بين البلدين في ظل سعي إيران لتخصيب اليورانيوم لتحقيق هدفها في بناء قنبلة نووية، وفقاً للتقريرين.
وأشارت مصادر بريطانية إلى أن هناك مخاوف من تجارة إيران في التكنولوجيا النووية كجزء من تحالفها المتنامي مع موسكو، وفقاً لما ذكرته صحيفة «الغارديان».
وفي زيارة إلى لندن الأسبوع الماضي، حذر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، من أن روسيا تشارك التكنولوجيا التي تسعى إيران للحصول عليها، بما في ذلك المسائل النووية وبعض المعلومات الفضائية، متهماً البلدين بالقيام بأنشطة تزعزع الاستقرار.
وكانت بريطانيا حذرت مع فرنسا وألمانيا الأسبوع الماضي من أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب زاد بشكل كبير دون مبرر مدني موثوق، وأنه تم جمع «كميات كبيرة» من اليورانيوم يمكن استخدامها لصنع قنبلة نووية. ولا يزال من غير الواضح مدى قدرة إيران التقنية على بناء سلاح نووي أو مدى سرعة إنجاز ذلك.
وبعد بدء حرب روسيا على أوكرانيا، بدأت إيران تزويد موسكو بطائرات مسيرة وصواريخ، وساعدتها في بناء مصنع لإنتاج المزيد منها.
وأفاد بلينكن في لندن الأسبوع الماضي بأن المعلومات الاستخباراتية الأميركية أكدت تسليم الدفعة الأولى من صواريخ «فتح - 360» الإيرانية إلى روسيا.
بايدن ملتزم
إلى ذلك، وبعد تصريح الرئيس الأميركي الذي قال فيه إنه لا يفكر كثيراً هذه الأيام في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي جرى تأويله باتجاهات مختلفة، كشف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن الرئيس جو بايدن سيستخدم الأشهر المتبقية له في منصبه لتعزيز قوة أوكرانيا.
ووسط مخاوف من احتمال خفض الدعم لكييف بعد انسحابه من الانتخابات الرئاسية، شدد ساليفان على أن بايدن «مصمم على استخدام الأشهر الأربعة (حتى تسليم المنصب) لجعل أوكرانيا في أفضل وضع ممكن للانتصار»، مشيراً إلى إعداد حزمة مساعدات كبيرة.
وقال سوليفان: «الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد أن هذه الحرب يجب في نهاية المطاف أن تنتهي من خلال المفاوضات، ونحن نريدهم أن يكونوا أقوياء في تلك المفاوضات»، لافتاً إلى أن أوكرانيا هي من ستقرر متى تدخل في مفاوضات مع روسيا.
وبحسب سوليفان، سيلتقي بايدن زيلينسكي خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية الشهر الجاري، وسيناقشان أفضل السبل لتعزيز الدعم لأوكرانيا التي تواجه تقدماً روسياً في شرقها.
وقال زيلينسكي إنه يريد تقديم «خطة نصر» إلى بايدن ونائبته كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، وهي خطة أوضح أنها يمكن أن تدفع روسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا عبر الطرق الدبلوماسية.
بوتين يتبجح
إلى ذلك، اتهم وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أمس بوتين بـ «التبجّح»، بعدما حذر من أن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي من شأنه أن يضع حلف الناتو «في حالة حرب» مع موسكو.
وقال لامي لشبكة «بي بي سي»: «أعتقد أنّ ما يقوم به بوتين هو ذر للرماد في العيون»، مضيفاً «هناك كثير من التبجّح. هذا هو أسلوب عمله. إنه يهدّد بالدبابات، يهدد بالصواريخ، يهدد بأسلحة نووية».
ومنذ أشهر، يطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السماح له باستخدام صواريخ «ستورم شادو» البريطانية و»أتاكمس» الأميركية، لضرب أهداف في العمق الروسي. وأرجأ بايدن وستارمر قرارا بهذا الشأن خلال لقائهما الجمعة.
وكان الرئيس الروسي حذر منذ فترة طويلة الدول الغربية من أنّها تخاطر بالتسبب بحرب نووية على خلفية دعمها لأوكرانيا. وقال لامي «لا يمكن أن نسمح لفاشي إمبريالي بأن يخرجنا عن المسار الصحيح، في حين يريد في الواقع التدخل في الدول كيفما يشاء». وأضاف «إذا تركناه في أوكرانيا، فصدقوني لن يتوقّف عند هذا الحد».
سببان يمنعان موسكو من استخدام النووي التكتيكي
نقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن خبراء عسكريين، أن بوتين لن يستخدم على الأرجح سلاحاً نووياً تكتيكياً، بالدرجة الاولى لأن جيشه يفتقر إلى قوات النخبة والمركبات المدرعة لاستغلال أي ضربة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على العكس من الصواريخ البالستية العابرة للقارات المزودة برؤوس نووية، والتي يمكنها تدمير مدن بأكملها، فإن الرؤوس الحربية التكتيكية مخصصة للاستخدام في ساحات المعارك، لتحقيق هدف محدود، وليس تدمير مدن بأكملها.
وتمتاز هذه الأسلحة بمتفجرات ذات قوة تدميرية تبدأ بكيلوطن واحد، ويمكن زيادتها حسب حجم الهدف المراد تدميره.
جدير بالذكر أن القنبلة التي أسقطتها الولايات المتحدة على هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية كانت قوتها 15 كيلوطنا.
وفي حين أنه غير معروف بالضبط عدد هذه الأسلحة التي تمتلكها روسيا، لكن التقديرات تشير إلى أن ترسانتها تضم نحو 2000 رأس حربي تكتيكي عامل، أي نحو عشرة أضعاف العدد الذي تمتلكه الولايات المتحدة.
ويمكن نقل الرؤوس الحربية التكتيكية بهدوء وإطلاقها باستخدام أنظمة الأسلحة التقليدية التي نشرتها موسكو بالفعل في أوكرانيا.
من الناحية النظرية، لن يتم استخدام هذه الأسلحة ضد مدن كبيرة مثل كييف أو لفيف، بل لإحداث فجوة في خط المواجهة في أوكرانيا، كما هي الحال في منطقة دونباس، حيث تركز روسيا الكثير من جهودها العسكرية.
ولفتت الصحيفة إلى أن عواقب تفجير نووي تكتيكي قد تشمل أرضا محروقة، ومباني سويت بالأرض، وربما آلاف القتلى، وأنهارا ملوثة، وإشعاعات باقية من شأنها أن تترك المنطقة المتضررة غير صالحة للسكن.
ويعتمد التأثير في حجم الرأس الحربي المستخدم. حيث يمكن لقنبلة بقوة 10 كيلوطن أن تلحق أضرارا جسيمة، وتسمم أي شيء بالإشعاع داخل دائرة نصف قطرها 800 متر، ولا تترك أيَّ ناجين أو ربما عدد قليل منهم، وتتسبب في أضرار تصل إلى 16 كيلومترا، وفقا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية.
ورجحت الصحيفة، أنه رغم خطاب بوتين الناري، ألا تُقدِم روسيا على استخدام السلاح النووي حتى حال استخدام أوكرانيا للصواريخ، التي يزودها بها الغرب، داخل الأراضي الروسية بسبب الخوف من خسارة موسكو لمن تبقى من حلفائها، وعدم وجود جنود نخبة مهرة قادرين على التعامل مع بيئة نووية واستثمار هذه الضربات لتحقيق مكاسب جديدة.