تعليقات إيلون ماسك على تايلور سويفت تكشف انزلاقه إلى قاع غريب
ربما كشفت لنا الأيام أنّ إيلون ماسك ليس عالماً بارعاً كما كنّا نعتقد خلال فترة إدارة أوباما، لكن الرجل نجح فعلاً في إثبات نظرية واحدة: يبدو أنّ السعادة لا تُشترى بالمال حقاً، ولا يمكن لنقودك أن تؤمّن لك سحراً أو جاذبية شخصية ولا نضجاً ولا قدرة على التعاطف مع الآخرين، ولا حتى حبّ أولادك واحترامهم لك.
نعم، إليكم آخر الأخبار: مرة جديدة، يتفوّه إيلون ماسك بكلام مخيف (وجدلي) إلى حدّ دفع بشخص من صلبه كي يقول «نحن في الحقيقة أقارب شكلياً فقط».
هذه المرة، عرض الرئيس التنفيذي لتيسلا على تايلور سويفت أن «يمنحها طفلاً» في أعقاب إعلان المغنية عبر «إنستغرام» تأييدها للمرشحة الرئاسية كامالا هاريس بعد الأداء الرائع الذي قدمته نائب الرئيس في المناظرة التي جرت في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
وقال ماسك على موقعه «حسناً يا تايلور، لقد فزتِ، سأمنحك طفلاً وأفدي قططك بروحي»، وربما اعتقد الرجل بأن في كلامه تحقيراً مضحكاً لها، في حين أرى فيه من ناحيتي تهديداً باستعمال العنف الجنسي.
وتعقيباً على ذلك، كتبت فيفيان ولسون ابنة ماسك منشوراً (طبعاً على منصّة ثريدز المنافسة لتويتر/إكس) وصفت فيه تغريدته بأنها «هراء شنيع من رجل عازب رغماً عنه وكاره للنساء»، وهي، من باب الإنصاف، محقة تماماً.
وقالت «ليس عندي في الحقيقة ما أضيفه إلى ذلك، إنه تصريح مقيت بكل بساطة، يهمّني فقط أن أقول لمن يتابعونني، لا تسمحوا لأحد بأن يخاطبكم بهذه الطريقة، هذا خطاب مقزّز، ومحقّر وفيه كمّ لا يُصدّق من التحيّز الجنسي، أنتم تستحقون أفضل من هذا».
هذا الرجل يفتعل مشكلة جديدة كل أسبوع، ولو كنت أملك المليارات فلن تسمعوا حسّي ما حييت، ولا شكّ أنني سأقضي وقتي في الاسترخاء داخل نسخة طبق الأصل وبالحجم الحقيقي عن الروبوت أوبتيموس برايم، ولن أقترب طوال عمري حتى من أي جهاز متّصل بالإنترنت (سيعمل روبوت مسلسل ترانسفورمرز على البخار).
أما «توني ستارك الحقيقي»، فقصته مختلفة تماماً، إذ إنّ ماسك دائم الحضور في الفضاء الإلكتروني، ومتعطّش للعاطفة بصورة واضحة لا لبس فيها، ويفضّل كسب رضا جمهوره المكوّن من متصيّدين إلكترونيين لا يتجاوز سنّهم الـ13 بدل رضا طفل من صلبه، لكن من يستطيع أن يلومه؟ كأنها حبكة شكسبيرية من نوع خاص.
لكن هذا التصرف ليس جديداً على ماسك، فقد تكلّم صاحب سبايس إكس بصراحة شديدة عن تحوّل ولسون الذي حفّزه للتحوّل بدوره نحو اليمين المتطرف، وقد تعمّد تغيير هويتها الجنسية عند إشارته إليها، لافتاً إلى أنها «ابنه» الذي يعتبر أنه «قُتل بفيروس عقل اليقظة» (حركة المطالبة بالعدالة الاجتماعية ومكافحة الظلم في المجتمع). تخيلوا شخصاً عاجزاً عن تقبّل هوية ابنته لدرجة تجعل الناس يعتبرونه مثالاً على «الفاشل الساذج» بعدما كان العالم أجمع يعتبره مثالاً حياً على «النابغة».
وفي هذا السياق، كشفت شايلوه ابنة براد بيت أخيراً عن نيّتها التخلي عن اسم عائلة الممثل واستعمال اسم «شايلوه جولي» بدلاً منه، وفي عام 2020، تصدّرت تصريحات ابن بيت العناوين عندما وصف الشاب والده بأنه «حقير من الطراز الأول» و«شخص رهيب ونذل» في ذكرى عيد الأب، ولا شكّ بالتالي في كمية البغض هنا.
وعلى هذا المنوال، كانت والدة جانيت مكوردي انتهازية لدرجة دفعت ببطلة مسلسل آي كارلي إلى تأليف كتاب بعنوان يسعدني أنّ أمي ماتت، ومع ذلك فقد تكلّمت عنها في الكتاب بمحبة أكبر من تلك التي تكنّها ولسون لماسك، ربما تتصالح معه في المستقبل البعيد، عندما يكفّ عن كونه خطراً واضحاً ومباشراً على الديموقراطية، لكنني لن أراهن على ذلك.
ومن حسن حظ ولسون أنها تمكّنت من الابتعاد عن والدها وتأثيره في مرحلة مبكرة، مثل درو باريمور التي حرّرت نفسها بعمر الـ14، لكن لا ينجح الجميع في التخلص من آبائهم المتسلطّين بهذه السهولة، وبريتني سبيرز مثال على ذلك، إذ من المعروف أنها حاربت لأعوام طويلة قبل أن تتحرر من وصاية والدها القاسية عليها التي دامت 13 عاماً.
بدر عن ماسك كمّ من التصرفات والأقوال الشنيعة والمقرفة، وحتى الخطرة أحياناً، ونحن نعرف تماماً إلى أي صنف من البشر ينتمي، وفي سبيل تبديد أي شكوك قد تراود أياً كان حول هذا الموضوع، يكفي التفكير في أنّ ابنته نفسها تشعر بالخزي من تصرفاته، أسوة ببقية الناس.
لا أعلم كيف يمكنه أن يحتمل نفسه وهو يعلم أنه أقصى عنه شخصاً من المفترض أن يحبّه ويحميه ويتقبّله أياً كان، ومع أني أعرف تماماً بأنّ كلامي هذا ليس فيه مواساة، لكني أقول إن فيفيان، خلافاً لغالبية الأولاد الذين لديهم والدان مخيبان للآمال، قادرة أن تستمدّ بعض العزاء في الأقل من حقيقة أنها ليست الوحيدة التي تكنّ هذه المشاعر لوالدها.
* «راين كوغان »
نعم، إليكم آخر الأخبار: مرة جديدة، يتفوّه إيلون ماسك بكلام مخيف (وجدلي) إلى حدّ دفع بشخص من صلبه كي يقول «نحن في الحقيقة أقارب شكلياً فقط».
هذه المرة، عرض الرئيس التنفيذي لتيسلا على تايلور سويفت أن «يمنحها طفلاً» في أعقاب إعلان المغنية عبر «إنستغرام» تأييدها للمرشحة الرئاسية كامالا هاريس بعد الأداء الرائع الذي قدمته نائب الرئيس في المناظرة التي جرت في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
وقال ماسك على موقعه «حسناً يا تايلور، لقد فزتِ، سأمنحك طفلاً وأفدي قططك بروحي»، وربما اعتقد الرجل بأن في كلامه تحقيراً مضحكاً لها، في حين أرى فيه من ناحيتي تهديداً باستعمال العنف الجنسي.
وتعقيباً على ذلك، كتبت فيفيان ولسون ابنة ماسك منشوراً (طبعاً على منصّة ثريدز المنافسة لتويتر/إكس) وصفت فيه تغريدته بأنها «هراء شنيع من رجل عازب رغماً عنه وكاره للنساء»، وهي، من باب الإنصاف، محقة تماماً.
وقالت «ليس عندي في الحقيقة ما أضيفه إلى ذلك، إنه تصريح مقيت بكل بساطة، يهمّني فقط أن أقول لمن يتابعونني، لا تسمحوا لأحد بأن يخاطبكم بهذه الطريقة، هذا خطاب مقزّز، ومحقّر وفيه كمّ لا يُصدّق من التحيّز الجنسي، أنتم تستحقون أفضل من هذا».
هذا الرجل يفتعل مشكلة جديدة كل أسبوع، ولو كنت أملك المليارات فلن تسمعوا حسّي ما حييت، ولا شكّ أنني سأقضي وقتي في الاسترخاء داخل نسخة طبق الأصل وبالحجم الحقيقي عن الروبوت أوبتيموس برايم، ولن أقترب طوال عمري حتى من أي جهاز متّصل بالإنترنت (سيعمل روبوت مسلسل ترانسفورمرز على البخار).
أما «توني ستارك الحقيقي»، فقصته مختلفة تماماً، إذ إنّ ماسك دائم الحضور في الفضاء الإلكتروني، ومتعطّش للعاطفة بصورة واضحة لا لبس فيها، ويفضّل كسب رضا جمهوره المكوّن من متصيّدين إلكترونيين لا يتجاوز سنّهم الـ13 بدل رضا طفل من صلبه، لكن من يستطيع أن يلومه؟ كأنها حبكة شكسبيرية من نوع خاص.
لكن هذا التصرف ليس جديداً على ماسك، فقد تكلّم صاحب سبايس إكس بصراحة شديدة عن تحوّل ولسون الذي حفّزه للتحوّل بدوره نحو اليمين المتطرف، وقد تعمّد تغيير هويتها الجنسية عند إشارته إليها، لافتاً إلى أنها «ابنه» الذي يعتبر أنه «قُتل بفيروس عقل اليقظة» (حركة المطالبة بالعدالة الاجتماعية ومكافحة الظلم في المجتمع). تخيلوا شخصاً عاجزاً عن تقبّل هوية ابنته لدرجة تجعل الناس يعتبرونه مثالاً على «الفاشل الساذج» بعدما كان العالم أجمع يعتبره مثالاً حياً على «النابغة».
وفي هذا السياق، كشفت شايلوه ابنة براد بيت أخيراً عن نيّتها التخلي عن اسم عائلة الممثل واستعمال اسم «شايلوه جولي» بدلاً منه، وفي عام 2020، تصدّرت تصريحات ابن بيت العناوين عندما وصف الشاب والده بأنه «حقير من الطراز الأول» و«شخص رهيب ونذل» في ذكرى عيد الأب، ولا شكّ بالتالي في كمية البغض هنا.
وعلى هذا المنوال، كانت والدة جانيت مكوردي انتهازية لدرجة دفعت ببطلة مسلسل آي كارلي إلى تأليف كتاب بعنوان يسعدني أنّ أمي ماتت، ومع ذلك فقد تكلّمت عنها في الكتاب بمحبة أكبر من تلك التي تكنّها ولسون لماسك، ربما تتصالح معه في المستقبل البعيد، عندما يكفّ عن كونه خطراً واضحاً ومباشراً على الديموقراطية، لكنني لن أراهن على ذلك.
ومن حسن حظ ولسون أنها تمكّنت من الابتعاد عن والدها وتأثيره في مرحلة مبكرة، مثل درو باريمور التي حرّرت نفسها بعمر الـ14، لكن لا ينجح الجميع في التخلص من آبائهم المتسلطّين بهذه السهولة، وبريتني سبيرز مثال على ذلك، إذ من المعروف أنها حاربت لأعوام طويلة قبل أن تتحرر من وصاية والدها القاسية عليها التي دامت 13 عاماً.
بدر عن ماسك كمّ من التصرفات والأقوال الشنيعة والمقرفة، وحتى الخطرة أحياناً، ونحن نعرف تماماً إلى أي صنف من البشر ينتمي، وفي سبيل تبديد أي شكوك قد تراود أياً كان حول هذا الموضوع، يكفي التفكير في أنّ ابنته نفسها تشعر بالخزي من تصرفاته، أسوة ببقية الناس.
لا أعلم كيف يمكنه أن يحتمل نفسه وهو يعلم أنه أقصى عنه شخصاً من المفترض أن يحبّه ويحميه ويتقبّله أياً كان، ومع أني أعرف تماماً بأنّ كلامي هذا ليس فيه مواساة، لكني أقول إن فيفيان، خلافاً لغالبية الأولاد الذين لديهم والدان مخيبان للآمال، قادرة أن تستمدّ بعض العزاء في الأقل من حقيقة أنها ليست الوحيدة التي تكنّ هذه المشاعر لوالدها.
* «راين كوغان »