بعد تأخره عن منافسته الديموقراطية في استطلاعات الرأي الأخيرة، لاسيما عقب أدائه «الباهت» في المناظرة أمام كامالا هاريس، مثلت محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الثانية من نوعها في غضون شهرين، «هبة من السماء وفرصة جيدة لإحياء زخم حملته الانتخابية»، وفق ما ذكرت صحيفة «ليكسبريس» الفرنسية وسط تساؤلات إذا كان الحادث سيؤثر على الزخم الذي حصلت عليه المرشحة الديموقراطية.
ويأتي هذا الحادث قبل حوالي 50 يوماً من موعد التصويت في 5 نوفمبر المقبل، بينما يشهد ترامب تراجعا في شعبيته، فقد أظهر آخر استطلاع أجرته «أي بي سي» مع «ابسوس»، أنه متخلف بـ6 نقاط عن منافسته هاريس (46 بالمئة مقابل 52 بالمئة) بعد مناظرته الباهتة في العاشر من سبتمبر الجاري، «لكن يمكن لهذا الحادث أن يمنحه فرصة لاستعادة السيطرة على الحملة»، وفق ما رجح المحاضر في جامعة فرساي سان كوينتين لوريك هينيتون.
وشهدت شعبية المرشح الجمهوري ارتفاعاً بمعدل نقطتين بعد أسبوعين من محاولة الاغتيال الأولى في 13 يوليو الماضي. وعلى الرغم من أن ترامب ظل يغذي العنف السياسي على الساحة السياسية الأميركية طوال السنوات الأخيرة، فإنه قد يستفيد منه في نهاية المطاف، ويعتبره «أفضل حليف وجوكر النجاح» حتى لو كان موجها ضده.
وردّا على سؤال عن مدى تأثير محاولة اغتيال ترامب على صناديق الاقتراع، أوضح هينيتون أن «هذا النوع من الأحداث يمكن أن يتردد صداه لدى بعض الناخبين الأقل تسييسا»، مضيفا أنه «حتى لو ظل التأثير هامشيا، فمن الممكن أن يكون له تأثير في الانتخابات التي ستحسم في عدد قليل من الولايات الرئيسية».
وانتهز أنصار ترامب الفرصة لمهاجمة الديموقراطيين الذين تحدثوا سابقا عن مخاطر الميول الاستبدادية للرئيس السابق. وقالت النائبة عن ولاية جورجيا مارغوري تايلور، بعد ساعات قليلة من الحادثة «أعزائي الديموقراطيين هل تعتبرون محاولة اغتيال ترامب الآن بمنزلة تهديد للديموقراطية؟»
وردد مرشح الجمهوريين الى منصب نائب الرئيس جي دي فانس تصريحات ترامب، معتبرا أن «الخطاب الليبرالي» هو المسؤول عن عملية الاغتيال.
وفي حفل عشاء بجورجيا قال فانس: «أعلم أنه من الشائع في الكثير من زوايا اليسار القول بأن لدينا مشكلة في كلا الجانبين. لن أقول إننا مثاليون دائمًا. لن أقول إن المحافظين دائمًا ما يفهمون الأمور بشكل صحيح تمامًا. لكن كما تعلمون، الفارق الكبير بين المحافظين والليبراليين هو أنه لم يحاول أحد قتل كامالا هاريس في الشهرين الماضيين، وحاول شخصان الآن قتل دونالد ترامب في الشهرين الماضيين».
واضاف: «أود أن أقول إن هذا دليل قوي جدًا على أن الليبراليين يحتاجون إلى تخفيف حدة خطابهم، ويحتاجون إلى وقف هذه الهراء».
وقال جهاز الخدمة السرية، أمس، إنه على علم بمنشور للملياردير إيلون ماسك على منصة التواصل الاجتماعي (إكس) تحدث فيه عن عدم وجود محاولات لاغتيال الرئيس الأميركي جو بايدن والمرشحة لخلافته هاريس.
وماسك هو مالك منصة إكس والرئيس التنفيذي لـ «تسلا» ومن أنصار ترامب واحد المرشحين لمنصب مهم في حال فوز الجمهوريين بالرئاسة. وحذف ماسك المنشور بعدما اثار انتقادات من اليسار واليمين. وعبر البعض عن مخاوف من أن كلماته الموجهة إلى ما يقرب من 200 مليون متابع قد تحرض على العنف ضد بايدن وهاريس.
وكان جهاز الخدمة السرية الأميركي، أحد أقدم الوكالات الفدرالية الأميركية والمكلف حماية الرئيس الأميركي ونائبه والرؤساء السابقين ونوابهم والمرشحين الرئاسيين وعائلاتهم، بالإضافة الى الزعماء الذين يزورون الولايان المتحدة، أقر بأنه لم يقم بتفتيش محيط نادي ترامب الدولي للغولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، يوم الأحد الماضي، قبل أن يبدأ ترامب بممارسة هوايته المفضلة.
وفي حين أشاد القائم بأعمال الوكالة بعناصر الخدمة السرية لتصرفهم السريع ومنع أي ضرر عن ترامب وعملياً إحباط محاولة ثانية لاغتيال المرشح الجمهوري، قال مكتب التحقيقات الفدرالي إن البيانات من الهاتف المحمول للمسلح راين ويسلي روث (58 عاماً) تشير إلى أنه أمضى ما يقرب من 12 ساعة بالقرب من الملعب قبل أن يوجه بندقيته في اتجاه ترامب أثناء لعبه للغولف.
وقال القائم بأعمال مدير «الخدمة السرية» رونالد رو إنّ روث كان مسلحاً حين اكتشف وجوده أحد عملاء جهاز الخدمة السرية فأطلق النار عليه. وأضاف أنّ «المشتبه فيه، الذي لم يكن الرئيس السابق في مرمى نظره، لم يطلق النار»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن مواطنين اميركيين بينهم الممرضة شيلسي ولش، التي التقت بروث في كييف في عام 2022، نبهوا السلطات الأميركية إلى خطورته.