رصاصة كراهية قتلت رائدة مسرح السودان

نشر في 17-09-2024
آخر تحديث 16-09-2024 | 20:32
 د. نجم عبدالكريم قُتلت الفنانة آسيا... قُتلت زميلتي التي كانت تدرّس في معهد الفنون المسرحية وكنت أدرّس في معهد السينما، ولأنني كنت صديقاً لزوجها الشاعر محمد الفيتوري، فقد كلفني أن أقوم بإيصالها بسيارتي في الذهاب والإياب إلى أكاديمية الفنون بالهرم... وقد ربطت بيننا صداقة عائلية، فكنا نمضي الكثير من الأمسيات القاهرية لعدة سنواتٍ معاً.

***آسيا - يرحمها الله - كانت شعلة ذكاء متوقد في طموحاتها الفنية والاجتماعية، بل وفي أفكارها الإنسانية، فعندما عادت إلى السودان خاضت معارك ضارية، وتغلبت على كل الصعاب التي واجهتها بها العقول المتحجرة في سبيل إنشاء فرقة مسرحية بالسودان، حتى تمكنت من تقديم بعض الأعمال المسرحية وحظيت بلقب رائدة المسرح السوداني.

***ثم اتجهت إلى الجانب التربوي، فعملت على إنشاء مدارس نموذجية نالت ثقة السودانيين، بعد أن حرصت على جعلها تقدم أرقى الأساليب التربوية التي استخلصتها من التجارب المتفوقة في العديد من بلدان العالم، مما دفع المناضلة فاطمة إبراهيم - زوجة الشفيع أحمد الذي أعدمه النميري - إلى أن تكتب عنها مقالاً يشيد بنشاطها كمناضلة سودانية في مجالَي المسرح والتربية.



***وعندما باعدت بيننا السنوات، كنت أتتبع أخبارها من الأحباء السودانيين في لندن؛ كالطيب صالح وفاطمة إبراهيم وغيرهما، وكنت أتواصل معها كلما أتيحت لي فرصة.

***ثم جاءت أخبار مقتلها إثر رصاص معارك الخصوم أمام بيتها في السودان، فأصابتها رصاصةٌ في مقتل، مع أنها لم تكن مع طرفٍ ضد آخر، فقد كانت تعشق السودان بكل جوارحها... وتم دفنها في ساحة إحدى مدارس روضات الأطفال.

***

وداعاً أم بهاء العزيزة، وقاتل الله دعاة الحروب الذين جعلوا من وطننا العربي مسرحاً للقتل والكوارث والدمار.

back to top